دعا مختصون في طب المسالك البولية خلال المؤتمر الوطني الثامن للجمعية الجزائرية لجراحة المسالك البولية "ساكو" والمؤتمر السابع للجمعية الجزائرية للحركية البولية وأمراض الحوض والعجان التي يرأسها البروفيسور دحدوح عبد الرزاق، مصالح الضمان الاجتماعي إلى ضرورة إدراج القسطرة البولية الذاتية المتقطعة والنظيفة ضمن قائمة الأدوية المعوضة لصالح مختلف المرضى الذين يعانون اضطرابات بولية. وأكّد البروفيسور عبد الرزاق دحدوح بأن المؤتمر يتناول موضوعين هامين هما سرطانات الجهاز البولي على غرار البروستات والكلى وكذا موضوع المثانة العصبية التي باتت تعرف ارتفاعا متزايدا من حيث الإصابات. وكشف المختص أن مشكل التكفل يطرح بحدة بالنسبة لهؤلاء المرضى الذين يحرمون من تعويض "الأكياس البولية" التي تعد تقنية قديمة بعد ابتكار القسطرة البولية الذاتية المتقطعة والنظيفة، لاسيما وانه يستعمل من 4 إلى 5 مرات يوميا وهو ما يعد مكلفا للمرضى الذين يناهز عددهم 19 ألف شخص، ما يضطر البعض أحيانا إلى الاحتفاظ بالكيس لمدة أطول وهو ما يتسبب في مضاعفات صحية خطيرة. وأضاف دحدوح أن المسألة قضية إنصاف وعدالة اجتماعية تطرح بشأن هؤلاء المرضى وإن كان لهم الحق في العلاج مثل الآخرين؟ دحدوح استعرض الكثير من الإيجابيات لتبني القسطرة الذاتية من حيث ترشيد النفقات وتقليل مصاريف التكفل بالحالات بعد المضاعفات إلى ما يزيد عن 70 بالمائة ناهيك عن الحفاظ على المواطن الجزائري صالحا ونافعا في المجتمع ومندمجا فيه وفي حياته الأسرية. من جهته، أوضح شريد حسين، رئيس مصلحة الطب الفيزيائي والتأهيل الحركي بالشاطئ الأزرق "آزور" بسطاوالي أن المضاعفات الخطيرة للتكفل بهؤلاء المرضى تكلّف ثلث ميزاني الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء لاسيما ما تعلق بتصفية الكلى "الدياليز"، في حين كان بالإمكان تفاديها بالأساس وتعويض القسطرة للمرضى لاستعمالها في أحسن الظروف بدل تركها تبلغ درجة من التعفن ينعكس سلبا على صحة المريض من عدوى بولية وقصور كلوي وغيرها، واصفا واقع هؤلاء المرضى ب"الجريمة"، حيث أنهم يتركون البول محتبسا في أكياس لمدة طويلة لتوفير تكلفة العالية التي لا يتحملونها مع طول المدة. ومن أهم الأمراض المسببة لمشكل الاضطرابات البولية هي التشوهات الخلقية إلى جانب عوامل مكتسبة على غرار حوادث المرور التي تقتل سنويا 4 آلاف شخص وحوادث العمل وكسور العمود الفقري والتصلب اللويحي "سكليروز أون بلاك" وداء السكري الذي يؤثر على الأعصاب الجانبية. أمّا بن نعمون كمال، فهو طبيب عام ويعاني اضطرابات بولية يقول ان القسطرة الذاتية المتقطعة والنظيفة غيرت حياته، فبعد عزلة وكآبة ولد من جديد واندمج اجتماعيا وعائليا ومهنيا اثر انقطاع عن مهنة الطب لسنوات بسبب الحرج الكبير الذي كان يعيشه. ويقول بن نعمون أن القسطرة تكلفه 4 ملايين سنتيم شهريا، مبلغ لا يقوى عليه اغلب الجزائريين، وعليه يدعو مصالح الضمان الاجتماعي إلى إدراجها ضمن قائمة التعويضات لإنقاذ حياة المرضى.