اتهمت الولاياتالمتحدة، روسيا، الاثنين، بمنع المفتشين الدوليين من الوصول إلى موقع هجوم في سوريا يشتبه بأنه كان بالغاز السام وقالت إن الروس أو السوريين ربما عبثوا بالأدلة على الأرض. ونفت موسكو على الفور الاتهام وألقت باللوم في التأخير على الضربات الصاروخية التي قادتها الولاياتالمتحدة ضد سوريا في مطلع الأسبوع رداً على الهجوم المزعوم. وتقول منظمات إغاثة، إن عشرات الرجال والنساء والأطفال قتلوا في الهجوم. ودفعت لقطات الضحايا الصغار الذين تخرج الرغوة من أفواههم ويبكون في ألم بالحرب الأهلية السورية إلى صدارة المشهد العالمي مرة أخرى. وراح نصف مليون شخص ضحية الحرب السورية التي دخلت عامها الثامن. وسافر مفتشون من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سوريا الأسبوع الماضي لتفقد الموقع لكنهم لم يتمكنوا حتى الآن من دخول دوما التي أصبحت تحت سيطرة الحكومة بعدما انسحب مقاتلو المعارضة منها. وقال كينيث وورد السفير الأمريكي لدى المنظمة خلال اجتماع في لاهاي، الاثنين: "ما فهمناه هو أن الروس ربما زاروا موقع الهجوم.. نخشى أن يكونوا عبثوا به بنية إحباط جهود بعثة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة لإجراء تحقيق فعال". ونفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عبث موسكو بالأدلة قائلاً: "أؤكد أن روسيا لم تفسد الموقع". واتهم وفد بريطانيا في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية روسيا والحكومة السورية بمنع المفتشين من الوصول إلى دوما. وجاء في بيان عن الوفد البريطاني، أن "إمكانية الدخول دون قيود ضرورية.. على روسياوسوريا التعاون". ويهدف فريق المفتشين إلى جمع عينات وإجراء مقابلات مع شهود وتوثيق أدلة للتأكد إن كانت الذخيرة السامة استخدمت لكن لن يسمح له بإلقاء اللوم في الهجوم. وقال السفير البريطاني لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بيتر ويلسون في مؤتمر صحفي في لاهاي، إن الأممالمتحدة سمحت للمفتشين بالذهاب لكنهم لم يستطيعوا الوصول إلى دوما لأن سورياوروسيا لم تتمكنا من ضمان سلامتهم. وألقت موسكو باللوم في التأخير على الضربات الجوية التي استهدفت خلالها الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا ما وصفته وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بأنها منشآت للأسلحة الكيماوية. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين "وجهنا دعوة لتحقيق موضوعي. كان هذا في البداية بعد أن وردت هذه المعلومات (عن الهجوم) لذا فإن الاتهامات لروسيا في هذا الشأن لا أساس لها". وقال مسؤول بوزارة الدفاع الروسية لاحقاً، إن خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سيزورون دوما، الأربعاء. والتقى نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بالمفتشين في دمشق لنحو ثلاث ساعات، الأحد، بحضور ضباط روس ومسؤول أمني سوري بارز. وتعرض مفتشو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للهجوم خلال مهمتين سابقتين إلى مواقع هجمات بالأسلحة الكيماوية في سوريا. ولم تشمل جولة إعلامية نظمتها الحكومة السورية مبنى يقول عمال إنقاذ ومسعفون كانوا في المدينة وقت هجوم دوما إنه شهد مقتل العشرات بالغاز السام. وقال أطباء في المستشفى الذي تلقى المصابون في الهجوم المشتبه به العلاج فيه للصحفيين خلال الجولة إنه لم يكن هناك بين الضحايا في تلك الليلة من أصيبوا بالأسلحة الكيماوية لكنهم كانوا مختنقين بالغبار والدخان جراء قصف. وذكرت منظمة الخوذ البيضاء للإغاثة الطبية، أن مثل هذه التصريحات التي بثها التلفزيون الرسمي في الأيام القليلة الماضية انتزعت بالإكراه. ومن المقرر أن يستمع مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، بطلب من روسيا، إلى إفادة بشأن الوضع في مدينة الرقة شمال سوريا، حيث هزمت قوات تدعمها الولاياتالمتحدة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) العام الماضي، وأيضاً في مخيم الركبان للنازحين السوريين قرب الحدود مع الأردن والعراق. المصدر: رويترز