إفتتحت بقصر الثقافة "مفدي زكرياء" بالعاصمة، الثلاثاء، فعاليات النسخة الرابعة لصالون الإبداع، بحضور ثلاثة وزراء وتكريم "جواهر" الفن والثقافة الجزائرية والإعلان عن أعضاء لجنة تحكيم جائزة "مريم ماكيبا" للإبداع الإفريقي التي ترأسها أحلام مستغانمي. شهد حفل الافتتاح، حضور وزراء الثقافة عز الدين ميهوبي والاتصال جمال كعوان والتربية نورية بن غبريط ووالي العاصمة عبد القاد زوخ، وكذا وزيرة الثقافة لدولة مالي ندياي راماتولاي ديالو، وعدد من الفنانين والممثلين على غرار إدير، الشاب طارق، صافي بوتلة، كريم مصباحي، عبد القادر شاعو، سيد أحمد أقومي، عبد الحق بن معروف وغيرهم. وردة الجزائرية ومستغانمي وجبار وجوهرة مكرمات وعرف الحفل، تكريم ثلة من النساء المبدعات في مجالات مختلفة وهن الروائية أحلام مستغانمي، الكاتبة الراحلة آسيا جبّار، والفنانة الراحلة وردة الجزائرية، وكذا جوهرة من فرقة "جرجرة". وجاء التكريم من قبل ممثلة منظمة "OMPI" (المنظمة العالمية للملكية الفكرية) سيفي فوبين التي أشادت بمستغانمي قائلة "هي أكثر الكاتبات مقروئية في العالم العربي"، وعن وردة الجزائرية قالت: "هي ديفا الأغنية العربية" وعن آسيا جبار عبرّت: "أول كاتبة جزائرية وعربية تنضم إلى الأكاديمية الفرنسية..". والسهرة التي تخللتها عروض موسيقية قدمتها كل من أمال زان ونوال مبارك وسميرة براهيمة التي احتفت على طريقتها بالمغنية الراحلة مريم ماكيبا، تم الإعلان فيها عن أسماء لجنة تحكيم جائزة "مريم ماكيبا" للإبداع الإفريقي. وضمّت اللجنة التي ترأسها الروائية أحلام مستغانمي، أحمد بجاوي والسينمائية والمغنية رودريغز سولنج سيزاروفنا من جزر الرأس الأخضر والفنان المغربي عبد الوهاب الدكالي، والكاتب السينمائي سليمان رمضان من جنوب إفريقيا، وإيف نيلي. وفي كلمته، قال وزير الثقافة إنّ احتضان الجزائر لصالون الإبداع يكشف عن مستوى في التنظيم والحضور، وهو دليل على أنّ بلادنا وصلت إلى مستوى يؤهلها لاعبا ثقافيا في الإبداع، وأردف ميهوبي أنّ الصالون حقق خطوة مهمة ومتقدمة على صعيد المشاركة ونوعية الأسماء المشاركة لاسيما باختيار مالي ضيف شرف الطبعة ال4. وأشار أنّ اختيار مالي ضيف شرف لم يأت هكذا، ولكن مالي قدمت الكثير للثقافة بإسهاماتها المتميزة، فضلا على كونها بلد جار وشقيق وتجمعها بالجزائر بها رابطة تاريخية قوية. وزيرة الثقافة المالية تعزي في ضحايا طائرة بوفاريك من جهتها، قالت ندياي وزيرة الثقافة المالية التي أهدت كلمتها إلى ضحايا طائرة "إليوشين" التي سقطت الأسبوع الماضي ببوفاريك إنّ مالي تشارك الجزائر حزنها وتتعاطف معها، وأضافت الوزيرة: "ماليوالجزائر تجمعهما قصة صداقة قوية ولو لم تكن مالي ضيف شرف لما تعجبت، ولكن مالي ضيف شرف هذا الذي تعجبت له وشكرا للجزائر"، وأوضحت ضيفة الجزائر أنّ الثقافة دائما لسان بين الحضارات والثقافات والأخوة والجوار، معربة عن تقاسم هذه الرؤية حول التعاون بين البلدين والحوار الثقافي المتميز بينهما. وتأمل المتحدثة أن يعزز صالون الإبداع التعاون بين الدولتين على جميع الأصعدة وبالأخص الثقافي. "لوندا" تكرم الرئيس بوتفليقة وقبل مغادرتها المنصة، سلّمت الوزيرة ندياي هدية ممثلة في لوحة فنية إلى مدير "لوندا" سامي بن شيخ اعترافا بمجهوداته في خدمة الإبداع. وبدوره منح مدير الديوان الوطني لحقوق المؤلف هدية ممثلة في "سيف من فضة" إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وتسلمها عنه بالنيابة الوزير ميهوبي الذي وعد بإيصال الأمانة إلى أهلها، وذلك اعترافا لرعايته وخدمته للثقافة والإبداع. "سيزاك" تكرم قويدري و"الإمزاد" و"حموش" وفي نهاية الحفل كرّمت المنظمة العالمية للملكية الفكرية 3 مبدعين شباب بميدالية الشباب المبدع في الجزائر لسنة 2017، ويتعلق الأمر بجوائز أحسن مبدع وأحسن مبدعة وأصغر مبدع. ومنحت الميداليات لكل من الروائية هاجر قوديري والفرقة الفنية "الإمزاد"، والكاتب رامي حموش (16 سنة) أصغر مبدع. الديوان الوطني للثقافة والإعلام في بيان نحن مؤسسة دولة تحترم القانون ولسنا وكالة حفلات استضاف محمود درويش ونور الشريف وسهير المرشدي وعبد الله غيث أكد الديوان الوطني للثقافة والإعلام أنه هيئة مستقلة تسير بكل عقلانية ومسؤولية وفق القوانين والتنظيمات المعمول بها، ويتكفل بميزانيته وأجور عماله من دون اللجوء إلى الاقتراض، وليس على عاتقه أي دين ضريبي أو شبه ضريبي. وأشار الديوان – في بيان تسلمت الشروق نسخة منه – إلى أنه ليس "وكالة حفلات" كما يتوهّم البعض، إنّما مؤسّسة ثقافية إعلامية كبيرة في خدمة الاستراتيجية الثقافية الإعلامية الوطنية، مؤسّسة ستبقى سندا لأهل الثقافة والفن والإبداع في الجزائر. وجاء في البيان "أنشأ الديوان الوطني للثقافة والإعلام بمقتضى مرسوم تنفيذي سنة 1998، دون أن تخصّص له ميزانية في بداية نشأته، ما عدا دعم مالي رمزي يمكّنه من مزاولة نشاطاته في إطار الخدمة العمومية، وبفضل الرؤية الاستراتيجية والحكيمة لفخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، استعادت الجزائر مكانتها وأثبتت وجودها على مستوى المنظمات الدولية والإقليمية لاسيما منها الألكسو والإيسسكو والاتحاد الإفريقي، من خلال احتضانها محافل ومواعيد ثقافية كبرى كانت بدايتها الدورة الخامسة عشرة للمهرجان العالمي للشباب والطلبة سنة 2001، الذي احتضنته بلادنا لأول مرة والذي استقطب آلاف الشباب والطلبة من مختلف أنحاء العالم. وجاءت هذه التظاهرة، التي أسند تنظيم جل فعالياتها للديوان، بعد سنين قليلة من تحوّله من جمعية ثقافية إلى مؤسّسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري، بفضل رؤية ثقافية عميقة وجهود متواصلة معتبرة بذلها طاقمه المسير وكل موظفيه الأوفياء على رأسهم مديره العام السيد لخضر بن تركي على مدى سنوات طوال، تمّ تطوير الديوان وعصرنة إمكاناته وتأهيل موارده البشرية، كما تمّ توطيد علاقات تعاون مثمرة مع مختلف الهيئات المعنية وطنيا ودوليا". وعرف الديوان تطورات كبيرة وأدى دورا مهما في العشرية السوداء لأنه عمل على نشر ثقافة السلم والتنوير وساهم في كسر الحصار الثقافي الفني الإعلامي الذي فرض على الجزائر آنذاك ونجح – حسب نفس البيان في إقناع شخصيات فنية شهيرة بزيارة الجزائر، ونجاحه في تنظيم حفلات كبرى بالعاصمة ومدن داخلية (وردة الجزائرية، ماجدة الرومي، كاظم الساهر، جورج وسوف ، بلي بول … وغيرهم)، كما نظم خلال هذه المرحلة العصيبة، حفلات فنية تضامنية مع أطفال الصومال بحضور جماهيري يقدر بالآلاف ، وأعاد إحياء مهرجان تيمقاد الدولي، ليتبع بمهرجان جميلة العربي، وقام بإنجاز أعمال مسرحية وأوبيرالية واستعراضية ومونولوج (ملحمة الجزائر، قال الشهيد، حيزية، رحلة حب، المهرجون، علي معاشي، جميلة ……..)، جلها توجت بجوائز في مهرجانات دولية شرفت الجزائر، وفي الوقت الذي كانت فيه أبواب المسارح موصدة، وبتكليف رسمي، عمل الديوان على إعادة فتح المسارح المغلقة وتنشيطها، لمدة شهر كامل، من خلال تظاهرة "الشهر المسرحي" بمشاركة ألمع نجوم المسرح الجزائري والعربي على غرار المرحوم الفنان نور الشريف والمرحوم عبد الله غيث وسهير المرشدي. وختم البيان بالتأكيد على أهمية الدور الذي أداه على مدار سنوات ولا يزال "يهتم بتشجيع المواهب ودعم مسرح الهواة ونوادي السينما ورعاية أنشطة الأدباء والشعراء، تم خلالها دعوة أكبر الشعراء أمثال محمود درويش، وتنظيم عكاظية الشعر العربي والخيمة العربية، فضلا عن تكريم رجالات الثقافة والفن والإبداع الراحلين منهم والأحياء. يواصل دعمه في تفعيل الحركة المسرحية والسينمائية من خلال برمجة عروض مسرحية في القاعات التابعة له، علما أنّه نظم بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح الدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي وذلك لأول مرة في الجزائر، اغتنمت فيها فرصة تكريم الأعضاء الأحياء (أطال الله في أعمارهم) للفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني من طرف الهيئة" . تصريحات.. تصريحات.. تصريحات.. عبد الوهاب الدكالي: "الدعوة للمشاركة في الصالون.. فاجأتني" "..مريم ماكيبا" فنانة كبيرة ورمز للمرأة الإفريقية، وحبها كبير للجزائر والقارة السمراء، كانت تدافع عن قارتها بكل قوة، صراحة دعوتي من قبل سامي بن شيخ للمشاركة في هذا الصالون وعضوية لجنة تحكيم جائزة "مريم ماكيبا" فاجأتني وتساءلت كيف أحكم ربما على مبدعين يفوقونني علما وخبرة وإبداعا؟ وبعد حديثي مع أحمد بجاوي اتفقنا على أن تكون لقاءات في هذا الجانب وربما نختار مثلا 5 أو 6 مبدعين سواء في الرسم أو الموسيقى، أو الكتابة ويكون الحكم بعدها بعد اتفاق كل الأعضاء". رودريغز سولونج: "ماكيبا.. رمز لكل نساء إفريقيا" "إسمحولي أن أتحدث بالإنجليزية، شرف لي أن أكون ضمن لجنة تحكيم جائزة "مريم ماكيبا" للإبداع، مريم ماكيبا رمز كبير للمرأة في إفريقيا، ناضلت كثيرا، هي فنانة ذات إحساس وتحمل قضية، أرجو أن تمنح الفرصة والإمكانيات لكل المبدعين الأفارقة حتى يحذو حذو الراحلة ماكيبا". السينمائي سليمان رمضان: "جنوب إفريقيا لم تكرّم ماكيبا فشكرا للجزائر" "قبل عشر سنوات أي في 2008 توفيت المغنية مريم ماكيبا، الرمز والمرأة المبدعة والمناضلة، مريم ماكيبا كانت تحب الجزائر كثيرا، وأشكر الجزائر على الوقفة التكريمية الخاصة بإنشاء جائزة تحمل اسمها، أعترف أنّه بالرغم من أنّ ماكيبا من جنوب إفريقيا، إلا أنّ جنوب إفريقيا لم تكرّمها". قال إنّها "تعيش معنا": أحمد بجاوي: "مريم ماكيبا ماتت وهي تحمل "باسبور جزائري" قال الناقد السينمائي أحمد بجاوي وعضو لجنة تحكيم جائزة "ماكيبا" إنّه سعيد بأن يكون عضوا ضمن لجنة تحكيم الجائزة الموجهة للمبدعين الأفارقة، والتي تحمل اسم المغنية والمناضلة "ماكيبا" وتضم أسماء كبيرة في سماء الفن والسينما والثقافة، وأضاف بجاوي في كلمة في حفل الافتتاح أنّ لديه ذكريات جميلة مع مريم ماكيبا بدأت عندما كان نائبا في المهرجان الثقافي الإفريقي في بدايته الأولى، إلى غاية احتضان الجزائر لهذا الحدث القاري، وأشار بجاوي أنّه لا يجب أن ننسى جذورنا الإفريقية وعبرّ بقوله: "الجزائر تسير نحو إفريقيا وإفريقيا تمشي نحو الجزائر". وأكدّ بجاوي أنّ أول جواز سفر تحصلت عليه مريم ماكيبا كان باسبورا جزائريا، وأشار المتحدث أنّ ماكيبا توفيت وهي تحمل الباسبور الجزائر، لكنّها اليوم تعيش معنا ولم تمت وسنعلن عن اسم الفائز ب"جائزتها" في ال14 سبتمبر المقبل هنا في الجزائر، وبالطبع قيمة الجزائر محترمة. كواليس: تزيّنت أروقة قصر الثقافة مفدي زكرياء بالعاصمة، بتحف فنية ومنشورات كتب وأجهزة اتصالات ومنتجات تقليدية وحرفية، قدمها عارضون من الجزائر ودول القارة السمراء كمالي والسينغال وغيرها. التفتت الإدارة المنظمة للحدث في حفل التنشيط إلى إفريقيا، حيث نشطت السهرة صحفية من الإذاعة الجزائرية الثالثة الناطقة بالفرنسية وفيلاوين من الكونغو الذي أضاف لمسة خاصة ميّزتها روح الدعابة التي يتميز بها. سميرة براهيمة قبل الإعلان عن أعضاء لجنة تحكيم جائزة "ماكيبا" كرّمت على طريقتها الراحلة ماكيبا، حيث أدت أغنية مريامة "مريامة" بإيقاع إفريقي مع رقص وحماس منها، تفاعل معه الحضور الذي ردد معها الأغنية. تنوعت العروض الموسيقية في حفل الافتتاح فأعطت نوال مبارك إشارة انطلاق الحفل بنشيد "موطني"، وأدت بدورها أمال زان أغنية قبائلية تعكس تنوع التراث الجزائري. قصة "الكمين" الذي ألصقت بسامي بن شيخ بدأت عندما تم دعوته إلى المنصة لتسليم إحدى الجوائز، وبعد أن صعد المنصة مرات أخرى، قال هذا "كمين أخر".. ما جعل الحضور يتفاعل مع اللقطة، وخاصة عندما مازحته وزيرة الثقافة المالية بقوله ندعو بن شيخ إلى تسلم هدية منّا..إنّه كمين أخر". بقي المغني الجزائري الشاب طارق وفيا ل"لوكه" (مظهره) وبذلته ونظارته التي تعوّد الجزائريون على مشاهدتها قبل عشرين سنة، حيث ظهر في افتتاح صالون الإبداع الرابع أمس الأول بنفس الشكل. تذكر المنظمون المخرج الجزائري الذي رحل عنّا قبل أيام فاروق بلوفة، وعند دعوة سيد أحمد أقومي لتقديم شهادة عنه، كان أقومي قد غادر الحفل. يبدو أنّ وزير الثقافة عز الدين ميهوبي قد أبدى إعجابه الشديد بتلفزيون دلة مالي، وعند إلقائه كلمة الافتتاح قال: "هذا ميكروفون تلفزيون مالي، فحمله ووضعه في مكان مناسب مع ميكروفونات القنوات الجزائرية حتى لا يسقط". في خضم حديثها عن الثقافة والإبداع والتعاون بين الجزائرومالي، لم تنس وزيرة مالي الفاجعة التي عرفتها بلادنا، فترحمت على أرواح ضحايا الطائرة التي تحطمت مؤخرا في بوفاريك وعددهم 257 شخص، وأعربت باسمها وباسم الشعب المالي وحكومته عن تضامنها وتعاطفها مع الجزائر وشعبها.