يبدي سكان الوادي هذه الأيام امتعاضا شديدا من تأخر إنجاز العديد من مشاريع التنمية المحلية داخل التجمعات الحضرية، وتسبّبها في تعكير صفو الحياة العامة، خاصة بعاصمة الولاية الغارق أغلب أحيائها في أشغال حفر وصيانة لم تنته منذ سنوات طويلة، فتلك المقاولات بحسب المواطنين، لا تعير أي اهتمام لآجال الإنجاز، ولا لمعايير النوعية في المشاريع مادام المال العام والدفع متوفرين. التأخر الفاضح في إنجاز مشاريع الوادي وعدم نوعيتها، أعاد الجدل حول مسألة تصنيف المقاولات والشركات المكلفة بالإنجاز سواء في مشاريع صغيرة كالصيانة والترميم، أم مشاريع كبيرة كالسكن، فأغلب تلك المقاولات بحسب متابعين، غير مؤهلة للقيام بأبسط الأشغال ماديا، ويمنح لها مشاريع فوق القدرة، ما خلف حالات التأخر الفاضح لمشاريع كانت آجالها لا تتعدى سنتين، وهي غارقة إلى اليوم في ثمان وعشر سنوات إنجاز، وسط غليان المواطنين، الذين عبروا عن غضبهم في كثير من الأحيان بالخروج إلى الشارع والاحتجاج. ويرى خبراء في مجال الأشغال والبناء، أن سبب التأخر وفشل كثير من المشاريع بسبب البريكولاج في الولاية، هو عدم اعتماد التصنيف الصحيح للمقاولات وللشركات المعتمد من طرف السلطات الولائية منذ عقدين من الزمان، فإعادة التصنيف ومراجعته باتت أولوية قصوى في ظل حالة الارتباك التي تشهدها أغلب الورشات المفتوحة، من خلال تشكيل لجنة مختصة مختلطة بين جهات رسمية وأمنية تفتح تحقيقا في إمكانات ومقدرات كل مقاولة وشركة إنجاز، بإحصاء الآلات والمعدّات والأجهزة، والممتلكات المالية، وعدد المهندسين والمستخدمين المسخرين، وتقييم المشاريع السابقة المنجزة بكل حياد ومنطقية. الزائر إلى أحياء مدينة الوادي العتيقة، سيتفاجأ بين الفينة الأخرى بلافتة غلق هذا الطريق أو ذاك بسبب الأشغال، وسيلاحظ مدى تعثر المقاولات والشركات في إنجاز المشاريع المحلية الموكلة إليها من صيانة للصرف الصحي، وشبكات المياه الصالحة للشرب، وتعبيد الطرق والتهيئة الحضرية وغيرها التي تأخرت أشغالها، أو أنجزت دون احترام المعايير والجودة والنوعية، وظلت محل انتقاد من المواطنين. ومن الأحياء الغارقة في الأشغال غير المتناهية رصد حي سيدي مستور، والشهداء، وسيدي عبد الله، والقواطين، أما خارج عاصمة الولاية، فكان إنجاز مقطع الطريق الرابط بين بلديتي الوادي حساني عبد الكريم النقطة التي أعادت الجدل حول مستوى المقاولات، حيث لم ينجز المقطع الجديد بمستوى جودة المقطع القديم، وظهرت حفر واهتراء وعدم استواء بالطريق الجديد، الذي يعود سببه بحسب المصادر المحلية، إلى أنّ المقاولة التي أنجزت مشروع المقطع مبتدئة في المجال. أما عن مشاريع السكن في كل بلديات الولاية، فحدث ولا حرج، فهناك مشاريع لم ينته إنجازها منذ عقد من الزمان ولا تزال الأشغال جارية بها بسبب مقاولات برويطة وبيدون، الفاقدة للأهلية في الإنجاز، باعتراف وزير السكن عبد الوحيد طمار خلال زيارة ميدانية قادته إلى الولاية منذ شهرين، الذي انتقد الوضعية بشدة وأمر بفتح تحقيق في أسباب سوء التسيير وتأخر إنجاز المشاريع السكنية المفضوح. في سياق آخر، لم يخف الوالي خلال زياراته الميدانية إلى البلديات ومجلس الولاية انزعاجه الكبير من التأخر الكبير في إنجاز المشاريع، عائبا ومحذرا مقاولات الإنجاز ومكاتب الدراسات، لكن كل هذا الانزعاج بحسب فاعلين محليين لابد من أن يترجم إلى فتح تحقيق جريء في مستويات المقاولات والشركات، وإعادة تصنيفها بحسب قدراتها المهنيّة والمالية، وإبعاد المقاولات الصغيرة المحجّمة على الورق عن الإنجاز.