أعلن جمال عبادية، رئيس جمعية أيادي الرحمة بولاية تبسة، أن الجمعية ستتسلم ليلة المولد النبوي الشريف أكبر أرشيف من تونس، ويتعلق الأمر بأرشيف الشيخ الطيب باشا بن مبروك، وذلك بمناسبة الملتقى المغاربي الذي سيعقد تكريما لهذا العالم الجليل. ستحتضن مدينة تبسة الأربعاء المصادف لليلة المولد النبوي الشريف، فعاليات الملتقى المغاربي الذي سيحضره ممثلو زوايا المغرب العربي، إضافة إلى دكاترة وباحثون مختصون في الدراسات الإسلامية. الملتقى يعقد تكريما للعالم الشيخ الطيب باشا بن مبروك، أحد العلماء الجزائريين البارزين الذين كان لهم الأثر الكبير ليس في الجزائر بل في المغرب العربي كله، من خلال الجهود العلمية الجبارة التي بذلها من أجل نشر المعرفة والعلوم في شمال إفريقيا، إضافة إلى أن الرجل تخرّج على يده فطاحلة العلماء الذين قادوا مسيرة المعرفة في الجامعات والمجامع العلمية في المغرب وتونس وليبيا والجزائر. الشيخ الطيب باشا بن مبروك من مواليد مدينة تبسة سنة 1873 ميلادية وتوفي سنة 1952، حيث كان الرجل شيخا وأستاذا لكل من العلامة الشهيد العربي التبسي والفيلسوف مالك بن نبي وغيرهما من العلماء والمثقفين المغاربيين، وقد كان الشيخ الطيب باشا بن مبروك القاضي الجزائري الأول المبرز في جامعة الزيتونة في تونس، وهي أعلى مرتبة علمية يصل إليها عالم من خارج تونس.وفي الوقت الذي سيتداول على منصة الملتقى العديد من المختصين والدكاترة في تناول المسيرة التاريخية والعلمية للشيخ الجليل، فإن مصادر مطلعة أكدت ل "الشروق" أن الملتقى سيكون مناسبة مهمة لممثلي زوايا المغرب العربي المشاركة لبحث أساليب وطرق تعزيز وتكثيف العلاقات والتنسيق فيما بينها، وتحديد خطة عمل من اجل إعادة بعث التراث المغاربي، والعمل على جمعه وحفظه بأساليب تقنية وتكنولوجية متقدمة، وذلك بالاستفادة من التقنيات الحديثة في هذا المجال بالتعاون مع مخابر وطنية ودولية.من جهة ثانية، سيكون الملتقى مناسبة للزوايا المغاربية لبحث مشروع الالتقاء على خطة عمل لتقريب وجهات نظر بين الأنظمة السياسية للمغرب العربي، والعمل على تخفيف الاختلاف بينها، وخاصة بعد إعلان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إمكانية فتح الحدود بين الجزائر والمغرب، في الحديث الذي خص به وكالة رويتر، وهو الأمر الذي تعمل الزوايا على تثمينه من خلال الدعوة إلى الإسراع في تجسيد التقارب بين دول المغرب العربي، وذلك من خلال ما تقدمه هذه الزوايا من مشاريع ثقافية وروحية لمواجهة الأخطار التي تواجه شباب المنطقة والوقوف في وجه أخطار القاعدة وتجنيدها للشباب في مشاريع انتحاريين، مستغلة الخواء الروحي وضعف الثقافة الدينية، إضافة إلى الارتفاع الخطير لمعدلات الجريمة والهجرة غير الشرعية التي يكون الشباب ضحية لها في نهاية الأمر.كما ستطرح على هامش الملتقى العديد من القضايا المتعلقة بتداعيات عدم انعقاد الملتقى الدولي "بوتفليقة والزوايا مسيرة جهاد مشترك" الأسبوع الماضي، إضافة إلى الصراعات التي يقودها البعض من اجل نشر الشقاق والاختلاف بين شيوخ الزوايا، ومن المنتظر أن يتم خلال الملتقى الإفصاح عن قرارات هامة تتعلق بواقع ومستقبل الزوايا في الجزائر والمغرب العربي. من جهة ثانية، سيكون هذا الملتقى الانطلاقة الأولى للعديد من الملتقيات في العديد من الولايات تهدف إلى جمع تراث أعلام هذا الزوايا، وتجميع أرشيفها والشروع في مسيرة مشروع يتكفل بإعادة الاعتبار لتاريخ الزوايا في كامل مناطق وولايات الجزائر، كما سيحتفي الملتقى بالإصدار الجديد للخبير الدولي الدكتور محمد بن بريكة، والمتعلق بجمع كامل القصائد والأناشيد التي قيلت في مدح النبي صلى الله عليه وسلم التابع للموسوعة الصوفية التي أصدرتها دار الحكمة مؤخرا، وهي أول موسوعة صوفية في العالم الإسلامي.