عاشت مدينة تبسة وبلديتا المريج ومرسط يومي الأربعاء والخميس الفارطين، فعاليات الملتقى المغاربي الأول للعلامة الشيخ محمد الطيب باشا، وهو الملتقى الذي أقيم تحت الرعاية السامية للسيد رئيس الحكومة ووالي الولاية وبمبادرة من رئيس بلدية مرسط مسقط رأس العلامة، والذي عاش في الفترة الممتدة بين سنتي 1873 و 1952م. وعلى الرغم من الصعوبات المتعددة والعقبات المختلفة إلا أن المنظمين والمشرفين من جمعية أيادي الرحمة استطاعوا رفع التحدي وتنظيم ملتقى في مستوى تاريخ العلامة الجزائري، حيث كان الحضور متميزا سواء من تونس وموريتانيا ومن مختلف جامعات ومعاهد الجزائر، إذ كانت الفرصة مواتية لاستماع جمهور قاعة المؤتمرات إلى 06 محاضرات للدكاترة، محمد بن بريكة، عمر لحسن، شويرف رضا، عبد السلام شڤروش، حيث ركز المتدخلون على حياة العلامة الذي رفع لواء الفكر النقي والدعوة الصحيحة سواء في الجزائر أو تونس أين تولى منصب قاض مبرز في تونس، وهو أعلى منصب قضائي آنذاك (1919 / 1923م) إلى أن عاد إلى الجزائر، حيث ركز في نشر الوعي الديني بمنطقتي عنابةوتبسة. كما عرج المحاضرون على المنهج الصوفي للعلامة وجهوده الدينية والدعوية ومكافحة الإرساليات التبشيرية، تاركا وراءه عدة مؤلفات ومخطوطات بعضها طبع في تونس والآخر مازال مخطوطا عند أهله. الملتقى الذي حضره ممثل الحكومة ووالي الولاية وأعضاء من البرلمان ورجل الأعمال مسعود حاجي كان يحمل دعوة صريحة إلى السعي لتأسيس مرجعية فكرية وفقهية وعقائدية جزائرية، بعيدة عن منهج الاستيراد، انطلاقا من أن بلاوى الجزائري خلال مرحلة التسعينيات -حسب الدكتور عبد السلام شڤروش- تعود إلى استيراد الأفكار، وعلى الرغم من عدم تقبل بعض الحاضرين لهذا الطرح على أساس أنه لا يمكن فصل الجزائر عن الأمة الإسلامية انطلاقا من أن العقيدة والفكر والفقه واحد وأن الدين كذلك واحد، فإن بعض المشايخ وأصحاب الزوايا والدكاترة وعلى رأسهم الدكتوران عمار لحسن، وشڤروش عبد السلام أرادوا التوجه في هذا المنهج دون أن يقنعوا الحضور بضرورة التقوقع وجعل الجزائر تسبح في فكر وفقه وعقيدة جزائرية؟! ليختتم الملتقى على وقع تلاوة بيان ختامي يدعو فيه المشاركون رئيس الجمهورية للترشح لعهدة ثالثة ليفسح المجال بعد ذلك للضيوف والزوار بزيارة الوالي الصالح سيدي »يحيى بن طالب« بالمريج وضريح العلامة بمرسط.