دعا أطباء ورؤساء مصالح في القطاع الصحي لقسنطينة، إلى ضرورة تخصيص ميزانية للنظافة الطبية، في العيادات والمستشفيات، وضمان محيط جيد أثناء إجراء العمليات الجراحية، ومحاربة كل التصرفات التي من شأنها أن تنقل العدوى بين المرضى. وكشف مدير الصحة لولاية قسنطينة، السيد بن خديم، أن الفحوص الطبية التي خضع لها 12971 شخص وجلهم من مناطق نائية للولاية، التي تخص السكري، كشفت عن إصابة 432 مريض بهذا الداء، مشيرا إلى أن المصالح الصحية للناحية الشرقية للبلاد، نظمت قوافل طبية جابت أرجاء الولاية. وأكد الدكتور نافع تيمسيلين من الجزائر العاصمة، في اليوم الدراسي العلمي المنظم بالمناسبة من طرف مديرية الصحة لقسنطينة بدار الثقافة مالك حداد تحت شعار "التغطية الصحية الشاملة للجميع وفي كل مكان"، في مداخلته التي تمحور موضوعها حول "النظافة الاستشفائية"، أن 7 ملايين مريض في العالم يتعرضون سنويا لمضاعفات مختلفة، بسبب عدم توفر ظروف النظافة أثناء إجراء العمليات الجراحية، مشيرا إلى أن المؤسسات الاستشفائية في الجزائر تغيب فيها النظافة بشكل ملحوظ ولا يمكن إنكاره، وأرجع ذلك أيضا إلى نقص الميزانية المرصودة لتحقيق هذه النظافة. وقال نافع إن الأجهزة الطبية تملك مقاييس خاصة تستدعي خضوع القائمين على استخدامها لتكوين خاص، لتفادي الأخطار الناجمة عن سوء استعمالها. ودعا الجميع إلى تغيير واقع لمؤسسات الاستشفائية بمن فيها الأطباء، ورؤساء المصالح، وحتى الممرضين، بدءا بمحاربة كل التصرفات التي من شأنها أن تنقل العدوى إلى المريض، مشددا على ضرورة مراقبة ومحاسبة كل مخطئ ومتهاون. ومن جهته، حث الدكتور عثماني عبد الكريم، الخبير في الطب الشرعي، على ضرورة المحافظة على خصوصية العيادة الطبية، وسرية المهنة، وجعل المريض يضع كل ثقته في طبيبه. وقال إن بعض العيادات أصبحت شبه مفتوحة، على تسريب المعلومات الخاصة بالمرضى، وهو ما من شأنه أن يفقد علاقة الثقة بين الطبيب ومريضه، وبالتالي تفقد المهنة تصنيفها كمهنة نبيلة. ويرى المتحدث أن الأصل هو أن يبقى الممارس الطبي هو الشخص الوحيد الذي له الحق في المحاورة، المجالسة، المناقشة، المعاينة، دون حضور شخص ثالث، إلا إذا تعلق الأمر بقاصر أو شخص فاقد أهلية.