تعد رواندا أحد البلدان الأصغر مساحة في القارة الإفريقية، بحيث لا تتعدى 26338 كلم مربع، ما يعني أنها أصغر من ولاية النعامة، وولايات جزائرية أخرى على سبيل المثال. وقد وضعت الأممالمتحدة، رواندا تحت الانتداب البلجيكي عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، قبل أن تنال استقلالها سنة 1962، واللغة الرسمية لرواند هي "الكينا" إضافة إلى اللغة الفرنسية، بينما الجالية المسلمة القليلة التي تعيش في رواندا فتتحدث لغة السواحلية، والعملة المتداولة هناك هي الفرانك الرواندي. وعاش البلد الإفريقي الصغير أكبر إبادة جماعية في القرن الماضي، بسبب صراع سياسي قبلي، إذ قتلت الأغلبية المعروفون ب"الهوتو" أكثر من 800 ألف من الأقلية المعروفة باسم "التوتسي" وهذا في مدة 100 يوم وكان ذلك سنة 1994، ويمتد الصراع بين "الهوتو" و"التوتسي" منذ عدة قرون ولم يتمكن الطرفان من التصالح حتى بعد نيل رواندا استقلالها. تفوق جزائري في المواجهات بين المنتخبين تعد المواجهة بين الجزائر ورواندا، الخامسة في تاريخ لقاءات المنتخبين، بحيث لم يخسر الخضر خلال المواجهات الأربع السابقة، إذ فازوا في مناسبتين بالجزائر و تعادلوا مرتين في العاصمة كيغالي. وكان اللقاء الأول بين المنتخبين لحساب التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا بمصر والعالم بألمانيا في العام 2006، وانتهى بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، وسجل هدف الخضر يسعد بورحلي بينما عاد الفوز للجزائر في لقاء الإياب بهدف لصفر من توقيع بوتابوت. والتقى الخضر بمنتخب رواندا للمرة الثالثة خلال الدور الثاني من تصفيات كأسي العالم وإفريقيا 2010، بقيادة المدرب رابح سعدان، بحيث انتهت مواجهة الذهاب بكيغالي بتعادل سلبي بينما فاز الخضر بثلاثة أهداف لواحد بملعب البليدة، لحساب الجولة الخامسة، وهي المباراة التي عرفت مهزلة تحكيمية كان بطلها الحكم الغيني ياكوبا كامارا الذي حرم الخضر من هدفين شرعيين. وأما مواجهة اليوم، فهي خاصة بتصفيات كأس العالم بالبرازيل 2014، ويسعى المنتخب الرواندي رفقة مدربه الجديد الصربي ميشو، لمباغتة الخضر بملعب تشاكر رغم ظهورهم بمستوى متواضع في لقاءاتهم التحضيرية الأخيرة. مواجهة خاصة بين ميشو وخاليلوزيتش وستكون المباراة، خاصة جدا بالنسبة للمدربين الصربي ميشو والبوسني خاليلوزيتش، حيث ستحمل في طياتها صراعا بخلفيات سياسية، بالنظر لحرب الإبادة التي تعرض لها المسلمون في البوسنة والهرسك، في تسعينيات القرن الماضي على يد الصرب. وتوحي النتائج المتواضعة للمنتخب الرواندي في المدة الأخيرة بأن رفقاء مصباح في مهمة سهلة، لا سميا وأن أشبال المدرب ميشو، انهزموا وديا بثنائية نظيفة ثم بخماسية كاملة، على يد منتخبي ليبيا وتونس على التوالي، ثم تعادلوا بهدف لمثله أمام منتخب تشاد، يوم الأربعاء الفارط، قبل أن يغادروا معسكرهم بتونس اتجاه الجزائر العاصمة أمس الأول. وقد تعرض منتخب رواندا لصدمة نفسية أثرت نوعا ما على تحضيرات التشكيلة لمباريات شهر جوان الجاري، إذ توفي القائد ميتوزا مافيسونغو، قبل أسبوعين فقط في حادث مرور بدار السلام، عاصمة تنزانيا، أين يلعب لنادي أزام التنزاني. وكان ميشو، مدرب رواندا قد أقرّ بتباين المستوى بين المنتخبين الرواندي و الجزائري، مشيرا إلى أن الخضر أكثر خبرة من لاعبيه، وقد يركز التقني الصربي على هذه النقطة ليحرر أشباله نفسيا، وهو ما يسمح لهم باللعب من دون ضغط. هذا وأجرى منافس الخضر حصة تدريبية أمس. في نفس توقيت اللقاء بالملعب الرئيسي لمركب مصطفى تشاكر.