من المقرر، أن تقتني المديرية العامة للأمن الوطني قريبا ،أجهزة راديو " تالكي والكي" من أحدث الوسائل مجهزة بصورة و خريطة جغرافية، إضافة إلى مروحية من طراز ألماني، و يندرج ذلك في إطار سلسلة دعم مختلف مصالح الشرطة بتجهيزات متطورة خاصة في إطار التحقيقات القضائية و الجنائية، حيث كانت المديرية العامة للأمن الوطني قد تدعمت مؤخرا بجهاز ميكروسوفت سينطلق في العمل قريبا، ومن بين مهامه، مثلا تحديد أسباب الوفاة غرقا، من خلال التحليل المائي، أو تحليل التربة و ألياف الطلاء.. كما تتوفر اليوم على بريد إلكتروني خاص بها، و شبكة معلوماتية محلية تربط بين مختلف مصالح الشرطة. ويبدو اليوم جهاز الشرطة محصن ضد أي إختراق أو تسرب معلومات، و بإمكان محققي الشرطة إسترجاع ذاكرة الكاميرات التي يتم إتلافها من طرف مجرمين لمحو آثار القتل و السرقة. كانت أكثر من 6 أيام، قضيناها بين بعض المصالح التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، أهمها نيابة مديرية تطوير الإعلام الآلي، نيابة حظيرة السيارات، مديرية الوسائل التقنية، إضافة إلى نيابة مديرية الشرطة العلمية والتقنية، الوحدة الجوية للأمن الوطني، حيث إستغرقنا وقتا طويلا بين مكاتب المخبر المركزي للشرطة العلمية الذي يتوفر على أحدث الوسائل، كانت جولة علمية، كان الهدف في البداية هو إعداد ربورتاج حول الوسائل التقنية و العلمية التي تتوفر عليها المصالح التابعة للشرطة التي ترفع شعار " العلم في خدمة الشرطة و الشرطة في خدمة المواطن"، ووجدنا هذه اللافتات في كل المصالح التي زرنا ، و أعترف أننا إنبهرنا لمستوى التجهيزات المتوفرة و أيضا الموظفين، خاصة و انه تم دعم كل مصلحة بمكتب للتكوين "الإجباري" على أحدث التجهيزات، وجدناهم يرتدون مآزر بيضاء، أو البدلة الرسمية، هدوء يخيم على كل المصالح التي زرناها "لأن الجميع يبحث عن التركيز في العمل"، تهنا وسط المصطلحات العلمية، لكنها كانت فرصة لنا، للإطلاع على بعض مراحل التحقيقات الجنائية والقضائية، و الوقوف على التنسيق بين مصالح الشرطة و هيئات أخرى في هذا الإطار، حيث تنسق اليوم نيابة مديرية تطوير الإعلام الآلي مع 36 مجلس قضاء على المستوى الوطني، في مجال تدوين وتخزين الأحكام القضائية والأوامر بالبحث و القبض بفضل شبكة معلوماتية، كما تتوفر مصالح الشرطة على بنك معلومات "إجرامي" خاص بالمتورطين في الجرائم و المشتبه فيهم، و قذائف الأسلحة النارية، يشكل أرشيفا في التحقيقات القضائية في إنتظار إعداد بنك معلومات " مدني" خاص بجميع المواطنين، و تشتغل مصلحة "الآي دي آن" مع وزارة العدل حول مشروع بنك معلومات " جيني" خاص بالمحبوسين، و عرف هذا النظام تقدما ملحوظا، و أغلب ا لقضايا الواردة و تتعلق بتحديد الأبوة و جرائم القتل، أبرزها وفاة تلميذة بالمسيلة في حادث مرور تم تحديد القاتل بواسطة "الآي دي آن " ، واسترجعت عائلة جثة صغيرها الذي جرفته المياه في فيضانات باب الواد، بعد "الإستيلاء" عنه من طرف عائلة أخرى ... زرنا أيضا مخبر تحليل الأصوات، الذي يحدد هوية المتكلم و يعطي تقريرا كاملا مرفوقا بتحليل بسيكولوجي، وقد تم بموجب التسجيلات الصوتية معالجة قضايا رشوة، و بلاغ كاذب بوجود قنبلة تقليدية ، لكن تقارير الخبرة كشفت أيضا أن التنظيم الإرهابي "الجماعة السلفية للدعوة و القتال"، كان يعاني من نقص الدعم و التمويل من خلال تمحيص تسجيلاته الصوتية .....أشياء كثيرة إطلعنا عليها ننشرها على مراحل .... الشرطة الجزائرية تصنف في المرتبة الثانية عالميا في نظام " إيبيس": بنك المعلومات الإجرامي يضم 15 ألف قذيفة سلاح ناري تمكنت مصالح الشرطة من الفصل في أكثر من 650 قضية إجرام باستعمال سلاح ناري، بإعتماد النظام المندمج لتحديد بصمة الأسلحة النارية "إيبيس" أو " الباليستيك"، الذي تتوفر عليه نيابة مديرية الشرطة العلمية والتقنية، التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، منذ أقل من 4 سنوات، و أوضح محافظ الشرطة محرز، رئيس مخبر "إيبيس"، أن الجزائر تعتبر من أصل 32 دولة تعتمد هذا النظام التقني الذي يتمثل في تخزين جميع البيانات الخاصة بظرف أو مقذوف سلاح ناري، يتم العثور عليه في مسرح الجريمة، أو مكان آخر، و تدون المعلومات في بنك خاص بالمعلومات، تسمى بالقاعدة الإجرامية للمعطيات، ويضم هذا البنك حاليا أكثر من 15 ألف قطعة سلاح، في عملية إنطلقت منذ سنة 2003، ولاتزال متواصلة. و أشار مسؤول المصلحة إلى أن هذه المعطيات خاصة بالقاعدة " الإجرامية" حيث يشتغل هذا المخبر أيضا على إعداد بنك معلومات " مدني" موضحا أنه خاص بتخزين و تدوين البيانات المتعلقة بالأسلحة التي يحوز عليها مدنيون برخصة من مصالح الأمن، وهم قضاة، تجار، وشخصيات تم تسليحها خلال العشرية الماضية، لأسباب أمنية بطلب منهم، وكانت مصالح الشرطة، قد إستدعت هؤلاء خلال إنطلاق العملية، حيث قاموا بإطلاق رصاصة من أسلحتهم المختلفة، وبناء على الظرف، تم تسجيل كل البيانات المتعلقة بصاحب السلاح، و نوعه و رقمه التسلسلي، وقد إمتدت هذه العملية أيضا إلى موظفي الشرطة " العملية جارية، أمامنا عمل كبير، لأن الأمر يتعلق بأكثر من 120 ألف موظف شرطة ،و ترتيب الرقم التسلسي الخاص بكل قطعة. ويرى محافظ الشرطة محرز أن هذا الإجراء وقائي أيضا من الإستعمال العشوائي لسلاح المهنة من طرف موظفي الشرطة، بعد تسجيل مخالفات غير معلن عنها، مثل إستعمال سلاح الخدمة في إطلاق رصاصات عشوائية في الأعراس، أو في شجارات، حيث يتم التأكد من إستعمال الموظف لسلاحه من خلال مقاربة مع بنك المعلومات، و قد أدى هذا النظام إلى تراجع الإستعمال العشوائي لسلاح الخدمة، إضافة إلى الإجراءات العقابية الأخرى، وقال مسؤول المصلحة إن هذا النظام يقوم بتوجيه التحقيقات القضائية من خلال أدلة علمية، فعند وقوع جريمة بسلاح ناري، يتم فحص قذيفة أو ظرف السلاح المستعمل، و مقارنتها بالبيانات المدونة في بنك المعلومات و هو ما يسمى ب" المقاربة"، حيث يتم عادة الإستناد إلى البيانات الخاصة بعشرة أنواع من الأسلحة التي تتطابق في بعض مواصفاتها " نقدم عشر إحتمالات "، و أشار محافظ الشرطة إلى أنه بفضل هذا النظام، تم الفصل في أكثر من 650 جريمة قتل، أو إعتداء بإستعمال سلاح ناري، لكنه يوضح أنه " لكل سلاح بصمة، لا يمكن أن نجد سلاحين متشابهين " وفي شرح أكثر، يقول إن "هذا النظام يبحث أيضا في طبيعة الذخيرة و البارود ومسافة إطلاق الرصاصة، و دراسة مدخل و مخرج الرصاصة المستعملة". كما قامت المصلحة من خلال هذا النظام، بتخصيص بنك معلومات يتعلق بالأسلحة التابعة لموظفي الشرطة التي سلبت منهم بعد إغتيالهم في إعتداءات إرهابية، و نفذت بها لاحقا إغتيالات ضد مواطنين آخرين، أو عمليات سطو وتم التعرف عليها من خلال البيانات الموجودة في بنك المعلومات. و أكد مسؤول المخبر، إستنادا إلى شهادات الإعتراف، أن الشرطة الجزائرية، تصنف اليوم في المرتبة الثانية عالميا بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية، من حيث نجاعة إعتماد هذا النظام، وذلك من مجموع 33 دولة تتوفر عليه، من بينها ألمانيا، المملكة العربية السعودية، و إسرائيل، وهو ما يعكس تحقيق جهاز الشرطة، لتقدم كبير في هذا المجال، رغم حداثة اعتماده. 230 ألف مجرم و مشتبه فيه مسجل في أرشيف قضائي... محافظ الشرطة بوطالب مسعود، رئيس مكتب المحفوظات ونظام البصمة الآلي، كشف أن 230 ألف شخص مشبوهين خضعوا للتعريف أو تم توقيفهم من طرف مصالح الشرطة و الدرك الوطني في حملات تفتيش أو مداهمات، تم تسجيلهم و تخزين و تدوين جميع المعلومات والبيانات المتعلقة بهم في محفوظات خاصة من خلال نظام البصمة الآلي، بطاقة بصمية و نطقية، في بنك معلومات من خلال نظام "أفيس"، يتم إستغلال المعلومات المدونة فيه عند العثور على جثث مرمية في الشوارع أو وقوع جرائم من خلال مقاربة مع المعلومات المخزنة، و يتم ذلك خلال ربع ساعة من الزمن، و تم إعتمادها خلال الكوارث الكبرى التي شهدتها الجزائر أهمها زلزال بومرداس، و فيضانات باب الواد، وقد تم تحديد هوية بعض الجثث التي تم إنتشالها بفضل هذا النظام، ووصف رئيس المكتب،ذلك ببنك معلومات إجرامي، لأن المدونين هم أشخاص تم توقيفهم من طرف مصالح الشرطة و الدرك الوطني لتورطهم في قضايا إجرام، أو تم تحويلهم لمراكز الشرطة لتعريفهم بعد الإشتباه فيهم، حيث تم تدوين معلومات خاصة بهم مع أخذ بصمات أصابع اليدين العشرة، إضافة إلى صور جانبية، وهي البيانات التي يتم تدوينها في محفوظات عن طريق الإعلام الآلي " هو أرشيف قضائي عن طريق بطاقة بصمية نطقية " و تتم مقاربة البصمة المرفوعة من مسرح الجريمة لتنقل إلى هذا المكتب من طرف المحققين مع البصمات المدونة لتحديد المشتبه فيه من خلال نتائج البحث الذي يدوم حوالي ربع ساعة فقط، لكن العون الذي كان يشرح لنا مراحل العملية شدد على ضرورة إتقان رفع البصمات من مسرح الجريمة للوصول إلى نتائج إيجابية، " يجب إتباع 14 نقطة في نظام البحث للوصول إلى نتائج إدانة وإعداد تقرير خبرة يسلم لوكيل الجمهورية أو ضابط الشرطة القضائية ". وتزامن وجودنا في المكتب مع تنفل أفراد فرقة الدرك الوطني للرغاية شرق العاصمة مرفوقين بملف يحمل بصمات تم رفعها من موقع تعاونية تعرضت للسرقة، و يتم إستقبال العديد من الملفات والطلبات على مستوى هذه المصلحة، التي يبقى عملها متجددا لإستقبال المعلومات الواردة من الملفات الخاصة بالموقوفين أو المشتبه فيهم، و تمكنت مصالح الأمن بفضل هذا النظام من الفصل في 4500 قضية إجرامية خلال الفترة الممتدة من سنة 2000 إلى 2007 و لجأت المصلحة إلى مقاربة بين الآثار التي لم تحدد هويتها وتم رفعها من مسرح الجرائم، لتحديد مدى مطابقتها و منها قد يكون الفاعل نفسه " قد نتوصل إلى توقيفه من خلال رفع بصماته و في هذه الحالة، نعرض كل لقضايا التي قد يكون تورط فيها من خلال تقارير الخبرة، وكشف ضابط الشرطة، أن مصالح الشرطة ستقوم خلال سنة 2008، بإعداد بنك معلومات مدني خاص بجميع بطاقات التعريف الوطنية و جوازات السفر "بيومترية"، أي تحمل بيانات مفصلة عن حاملها، من بصمة وصورة، حيث يمر كل حامل بطاقة هوية بهذه الإجراءات على مستوى مصالح الأمن، و هي إجراءات أمنية ضد التزوير "حيث يكفي أن نحدد بصمة الشخص للتعرف على هويته الحقيقية". الشرطة الجزائرية تتوفر على نظام إعتمدته إسبانيا في تفجيرات مدريد و تتكامل مصالح المخبر العلمي في عملها، حيث يتم التنسيق مع مكتب تحقيق الشخصية الذي تتمثل مهامه في التوثيق ، دراسة المناهج و التكوين الذي يعد أساسيا في هذه المصلحة، لأن سوء رفع البصمة يؤدي حتما إلى إتلاف الدليل المادي للجريمة و خلط في الهوية، وعليه يخضع تقنيو مسرح الجريمة إلى تكوين قاعدي على مستوى مدارس الشرطة، و يتلقون تكوينا خاصا في التدخل على أي مسرح جريمة، وأوضح ضابط الشرطة عاشوري كريم رئيس المكتب، أن المصلحة تضم مفتشي شرطة و أعوان أمن عمومي، يخضعون لتكوين خاص يتراوح ما بين 3 إلى 6 أشهر، إضافة إلى برمجة عدة دورات تكوينية على مستوى المخبر،و المعهد الوطني للشرطة الجنائية بسحاولة، و يتفرع المكتب إلى فصيلة التدخل على مستوى الجريمة، يشرف عليها ضابط شرطة التدخل و تحسين عمليات التدخل بمسرح الجريمة، لكن اللافت على مستوى هذه المصلحة، هو إستحداث مخبر للتحميض و الكشف عن الآثار، يقول ضابط الشرطة، أنه يضم مفتشي شرطة مختصين في طرق تحميض البصمات ومقارنة الآثار، ومدعم بآليات و تجهيزات متطورة ذات مستوى عالي يتمثل في جهاز تحميض البصمات بإستعمال الغراء المقوى و هو من أحدث الأجهزة على مستوى البلدان المتطورة، حيث بعد التحميض بالغراء، يتم إستعمال ملونات للتفرقة بين السطح و البصمة المكشوف عنها بإستعمال مصابيح ذات موجة تعمل بذبذبات تتراوح ما فوق البنفسجي وما تحت الحمراء. وكشف الضابط عاشوري، أنه تم إقتناء نظام جديد لتحميض البصمات للبحث عن البصمات فوق البنفسجية التي لا تظهر بالعين المجردة و نظام "سيبر فيم "، يسمح بتحميض الأشياء غير المنقولة مثل السيارات في الشوارع " تم إعتماد هذا النظام في تفجيرات مدريدبإسبانيا على مستوى عربات القطار، والشرطة الجزائرية تتوفر عليه، وتم تكوين موظفي الشرطة على إستعماله"، من جهته ، قدم مفتش الشرطة كيار عبد الحليم، تقني مسرح الجريمة عرضا لجهاز الكشف عن البصمات، و هو نظام جيني يعتمد على الصورة، حيث تنقل البصمات إلى هذا الجهاز، تصور و تحول إلى جهاز الكمبيوتر لمعالجتها ، قبل طبعها وإستخراج نسخة منها عن طريق ناسخة ملونة، و أشار أنه يتم رفع جميع البصمات من كافة الأسطح من الخشب والزجاج،و حتى من الشريط اللاصق، " طلقنا التصوير الكلاسيكي والتقليدي، نعمل اليوم بأجهزة عالية جدا منها النظام الضوئي لكشف القرائن والأدلة في مسرح الجريمة، و النتائج تكون علمية و دقيقة " وتمت على مستوى هذه المصلحة معالجة و الفصل في 20 قضية مختلفة منذ بداية السنة من خلال تقارير خبرة تعتمد أساسا على الكشف عن الآثار والبصمات . ربورتاج : نائلة.ب:[email protected]