تلقى مشتركو شبكات الهاتف النقال في الأيام الأخيرة، رسائل قصيرة عبر هواتفهم تحثهم فيها قوات الأمن على التعاون والإبلاغ عن أي عمل مشبوه، وقد جاء ضمن نص الرسالة رقم هاتف محدد يتصل به المواطن في حال ملاحظة أي تهديد للأمن والنظام العام. و بالنظر إلى الظرف الأمني الاستثنائي الذي تعيشه الجزائر هذه الأيام بعد تفجيرات الأربعاء الماضي، و حالة الذعر والترقب التي يعيشها المواطنون، يبدو أن التصرف أملته الظروف الخاصة هذه ويدخل ضمن تشديد الإجراءات الأمنية التي قررتها الحكومة للحد من تحرك العناصر المسلحة، لكن الحقيقة أن الأمر يتعلق باتفاق بين مصالح الأمن الوطني وسلطة الضبط للبريد و المواصلات بمباشرة حملة توعية وسط المواطنين ويعود تاريخها إلى شهر مارس، حيث بعثت سلطة الضبط بتعليمة للمتعاملين الثلاثة للهاتف النقال بإرسال رسائل قصيرة للمشتركين في شبكاتهم تحثهم على التحلي بحس المواطنة والمساعدة في الإبلاغ على أي تحرك مشبوه أو تهديد للأمن. ومن الناحية العملية تضع الرسالة تحت تصرف المواطنين رقم هاتف مجاني ويقول عنوانها إنها رسالة من قوات الأمن و نصها كالتالي "المواطنون الأعزاء، إخواننا يعانون من بقايا الإرهاب الفارين، الواجب يناديكم للتبليغ عن أي تهديد، اتصلوا بالرقم المجاني 1590"، ونظرا كون هذه الرسالة القصيرة لا تحمل دليلا عن الجهة التي ترسلها و لأن مشتركين من الشبكات الثلاثة جيزي، موبيليس ونجمة، يقولون إنهم تلقوا الرسالة من أرقام مختلفة، أكد لنا مسؤول الاتصال لدى المتعامل "جيزي" إن العملية يتولاها موزع آلي على مستوى هذا المتعامل يبث الرسالة القصيرة لمشتركي الشبكة" وهي خدمة عمومية يقوم بها كل متعامل و تدخل ضمن حملة وطنية تحسيسة للرفع من مستوى اليقظة لدى المواطنين. وبحسب شهادات من المواطنين، سبق لبعضهم أن تلقوا مثل تلك الرسالة بداية شهر أفريل الجاري، تحثهم فيها قوات الأمن على التبليغ بالتصرفات المشبوهة والتنبيه لأي خطر، لكن الظروف الأمنية وقتها كانت حسنة مما جعل كثير منهم يعتقد بأن الأمر يتعلق "بسمكة أفريل"، ولم يعر أحد أهمية لتلك الرسالة، خاصة وان الرسائل القصيرة أصبحت وسيلة من وسائل المزح وإرسال كذبة افريل. وللاستفسار عن الجهة أو الهيئة التي تكون في الجهة الأخرى من الخط عندما يتصل مواطن للتبليغ عن سلوك مريب، اتصلنا بالرقم المذكور في الرسالة القصيرة، لكن الشخص الذي أجابنا رفض الإفصاح عن الجهة التي تتلقى المكالمات، لكنه بالمقابل أكد أن هذه الخدمة اشتغلت فعليا منذ تفجيرات 11 افريل، وأصبحت تتلقى العديد من مكالمات المواطنين خلال اليوم، وقد زادت ارتباك المواطنين من التصرفات "غير العادية" في الآونة الأخيرة من عدد الاتصالات، بينما انطلقت باحتشام نهاية مارس، نظرا للهدوء الذي كان سائدا منذ سنوات واطمئنان المواطنين من ضربات كالتي حصلت يوم الأربعاء. وللعلم فإن الرقم لا يشتغل إلا مع شبكات الهاتف النقال دون الثابت، كما أن المصلحة تتعرف على الأرقام التي تتصل بها، لتفادي أن ينتشر التلاعب بهذه المصلحة وانتشار البلاغات الكاذبة التي لا تزيد إلا في تشتيت الجهود، وقد دعا الرئيس بوتفليقة صراحة عند عيادة مصابي التفجيرات إلى ضرورة مشاركة جميع المواطنين، كما تحدث من تيزي وزو عن التراخي الأمني والاقتصادي، وكانت مصالح الأمن من قبل تستعين بالملصقات لتطلب من المواطنين التعاون عن طريق نشر أرقام هاتف مجهولة. غنية قمراوي:[email protected]