كشف أول أمس العقيد جمال عبلا بالفرقة الثامنة المدرعة لسيدي بلعباس أن عناصر الجيش الوطني الشعبي بهذه المنطقة استطاعت خلال العشرية الحمراء، القضاء على 739 إرهابي كانوا ينشطون عبر الحدود الفاصلة بين الولايات الثلاثة، سيدي بلعباس، تلمسانوسعيدة، حيث تمكنت الفرقة من وضع حد لنشاط الجماعات المسلحة التي استغلت تضاريس المنطقة الوعرة و طابعها الغابي كأوكار لتخطيط وتنفيذ أعمال إجرامية. راح ضحيتها عديد المواطنين و رجال الأمن، حيث صنفت مناطق مثل تلاغ وبيدو ضمن النقاط السوداء بالوطن و قد أثارت أسماء أمراء إرهابيين أمثال "قادة بن شيحة" و "الذيب الجيعان" رعبا و فزعا لدى أهالي المنطقة. و أضاف ذات المصدر في إطار الزيارة الميدانية التي نظمتها الفرقة الثامنة المدرعة بحضور وفد إعلامي، أن الجيش الوطني أحصى أكثر من 40 نقطة تنشط بها الجماعات الإرهابية، ما بين ولايات سيدي بلعباس، تلمسان و سعيدة و قد شهدت هاته النقاط عدة عمليات عسكرية و متابعة مستمرة إلى سنوات متأخرة رغم استتباب الأمن بها، من أجل القضاء على ذيول و بقايا الإرهاب أسفرت عن استرجاع 621 قطعة من السلاح تتراوح بين الأسلحة التقليدية و البيضاء و عتاد و مواد أخرى كانت مخصصة لأغراض العيش، و كان آخر إرهابي تم القضاء عليه منذ شهرين فقط بمنطقة سيدي بلعباس يدعى "كافي الجيلالي" المكنى "قيس"، إضافة إلى ذلك تم تدمير الكثير من الملاجئ و المخابئ التي كانت مأوى لهاته الجماعات بغابات و تضاريس المنطقة المفتوحة على مساحات واسعة. و أضاف ذات المتحدث أن انفتاح الفرقة الثامنة المدرعة على الإعلام، إنما الهدف منه التجسيد الميداني لإستراتيجية تفتح المؤسسة العسكرية على المواطن و التعريف بالمهام المنوطة بها ومدّ جسور الاتصال، حيث أجريت مناورة عسكرية بالمنطقة العسكرية "راس العين"، استعملت فيها ترسانة من الدبابات شاركت في سيناريو "حرب افتراضية" مع عدو يكون قد اقتحم الحدود الوطنية، و كان عرضا مجسدا بقذائف حية ومفتوح الاحتمالات على مشاركة مروحيات أو طائرات عمودية للعدو أثناء عملية الغزو ، في حين وصف الملاحظون من قادة الفرقة هاته المناورة ب"الناجحة و اعتبروا أن عناصر الفرقة المدرعة أبلوا البلاء الحسن، و إن كان ذلك يدل على شيء فإنما يدل على احترافية الجيش الوطني الشعبي الذي اكتسب خبرة عالية على مدى عشرية كاملة" استطاع من خلالها إخضاع الجماعات الإرهابية و إدخالها إلى بيت الطاعة. وفي نفس السياق ذكر إطارات سامية من نفس الفرقة أن مهام "المدرعة الثامنة" لا تقتصر على محاربة الإرهاب فقط و إنما تتعداها إلى حماية المواطنين من أي خطر آخر قد يهددهم باعتبار أن محاربة الإرهاب يعد مهمة ظرفية ، حيث تمكن أفراد الجيش من وضع حد لمجموعات كانت تمتهن سرقة المواشي و ابتزاز سكان الأرياف عن طريق التهديد و استعمال أسلحة بيضاء، بالإضافة إلى التدخل في حالة حدوث كوارث طبيعية مثل العواصف الثلجية، الفيضانات، الحرائق و يتدخلون لتقديم الإسعافات الأولية و تقديم إعانات طبية كالفحص و الأدوية بالتجمعات السكانية المجاورة التي تشهد عزلة عن المدينة. من جانب آخر كشف العقيد غجاتي محمد رضا المكلف بالاتصال على مستوى الناحية العسكرية الثانية أن عناصر الجيش الوطني الشعبي مكلفين كذلك تدمير الألغام المزروعة بكافة المنطقة سواء من مخلفات الاستعمار الفرنسي التي تنتشر خصوصا بحدود تلمسان أو مخلفات الجماعات الإرهابية التي كانت تتخذ من الغابات و الجبال مخابئ لها و كان زرعها لهاته الألغام يستهدف مرور سرايا الجيش، حيث تم الشروع في هاته العملية منذ جانفي من سنة 2005، لا تزال مستمرة تم من خلالها تفجير 24766 لغما بالشريط الحدودي الغربي من ولاية النعامة إلى غاية تلمسان، حيث تم تفجير 13771 لغما في سنة 2005 و 8770 لغما في سنة 2006 و 218 لغما في الثلاثي الأول من العام الجاري ، و في ولاية تلمسان وحدها تم تفجير 720 لغما في سنة 2005، 940 في سنة 2006 و 347 لغما إلى غاية شهر مارس 2007، و أضاف نفس المتحدث أن هاته الألغام كانت سببا في إصابة الكثير من الضحايا تجاوز عددهم ال 50، أغلبهم من الرعاة خصوصا و انه لا تتوفر خرائط محددة و دقيقة عن أماكن تواجد هاته الألغام ، في حين تكون الوديان و الفيضانات سببا في نقلها إلى أماكن أخرى. صالح فلاق شبرة