صورة من الارشيف اغتيلت ليلة أول أمس، في حدود الساعة الثامنة مساء عجوز في الثمانين من عمرها وابنها رميا بالرصاص بدوار "ساخلة" بمنطقة تلاغ على الحدود بين ولايتي بلعباس وسعيدة غرب البلاد في هجوم مسلح. وتذهب التحقيقات الأولية في اتجاه العمل الإرهابي، خاصة بعد تسجيل تحركات إرهابية في الأسابيع الأخيرة بهذه المنطقة التي تعد ممرا لنشطاء الجماعات الإرهابية باتجاه المناطق الغربيةوالجنوبية منها البيض والنعامة. * * الأسرة كانت عائدة الى الدوار بعد جمع الحطب للتدفئة * * ويتزامن هذا الاعتداء مع إصدار تنظيم جماعة "حماة الدعوة السلفية" بيانا تبنى فيه اعتداءات إرهابية ضد أفراد الجيش باستثناء المجزرة التي استهدفت أعوان الحرس البلدي بولاية تيسمسيلت عشية عيد الأضحى، ما يؤكد زحف أتباع "درودكال" الى الجهة الغربية ولا يستبعد أن يكون هذا التنظيم وراء اعتداء بلعباس. * أفادت مصادر أمنية استنادا الى شهادة أحد الناجين، أن جماعة مسلحة يتراوح عددها بين 5 و8 أفراد كان بعضهم مسلحا ببنادق صيد وأسلحة كلاشينكوف اعترضوا طريق شاحنة في حدود الساعة الثامنة مساء بالمنطقة المسماة "ساخلة" التابعة لبلدية مرين على بعد 80 كم جنوب ولاية سيدي بلعباس، حيث كان على متنها شيخ وزوجته وابنه وابن شقيقه وهو أحد عناصر الدفاع الذاتي عائدين الى المسكن بعد جمع الحطب للتدفئة في ظل البرد القارس، وتفاجأ السائق برؤية المسلحين الذين قاموا بإطلاق وابل من الرصاص عليه، ما أدى الى مقتل العجوز المدعوة "ب.م" 75 عاما، وابنها "ب.ع" 40 عاما، بينما تمكن الثالث من الفرار، وقام بإبلاغ مصالح الأمن، وفي تلك الأثناء قام المسلحون بالاستيلاء على بندقية صيد، وتفاديا للاشتباك لاذوا بالفرار لينجو المدعو "ب.أ" وهو شيخ في الثمانينيات من عمره، وتشن قوات الجيش عملية تمشيط واسعة، حيث تم تطويق جميع المنافذ لإحباط أي محاولة فرار، وشوهدت تعزيزات أمنية تصل المنطقة استنادا الى شهادات محلية متطابقة. * * تحقيقات أمنية عن إرهابيي "درودكال" المنحدرين من الغرب * * وقالت مصادر على صلة بالملف ل"الشروق اليومي"، إن التحريات الأولية تذهب في اتجاه العمل الإرهابي على خلفية أن المنطقة تعد منطقة عبور تقليدية للجماعات الإرهابية، وينسب الاعتداء الى أتباع التنظيم الإرهابي "الجماعة السلفية" في ظل توفر معلومات لدى مصالح الأمن استنادا الى تائبين حديثا وإرهابيين موقوفين تفيد بإيفاد "درودكال" عدة عناصر الى الغرب الجزائري لتفعيل النشاط الإرهابي بهذه الجهة، وكان القضاء على انتحاريين اثنين بحزامين ناسفين بالحمادنة بولاية غليزان نهاية العام الجاري، مؤشرا يؤكد هذا المخطط، خاصة في ظل تراجع نشاط تنظيم "حماة الدعوة السلفية" الذي لم يتبن في آخر بيان له الاعتداء الإرهابي الذي استهدف أعوان الحرس البلدي بولاية تيسمسيلت عشية عيد الأضحى الماضي، حيث اغتيلوا رميا بالرصاص وتم التنكيل بجثثهم قبل الاستيلاء على أسلحتهم، ما يؤكد أن منفذيها من أتباع "درودكال". * وعلمت "الشروق اليومي" في هذا السياق، أن أجهزة الأمن باشرت تحقيقات واسعة عن الإرهابيين محل بحث الذين ينحدرون من ولايات الغرب، خاصة من ولايات تلمسان، عين تموشنت، مستغانم، سيدي بلعباس، غليزان وينشطون حاليا في صفوف "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" حيث كانت معلومات أمنية قد أشارت الى أن 8 إرهابيين زحفوا مؤخرا الى ولاية سعيدة في هذا الإطار. * * "الجيا" تعود الى تيسمسيلت تحت غطاء جماعة "درودكال" * * وفي موضوع ذي صلة، كان تنظيم "جماعة حماة الدعوة السلفية" قد أصدر بيانا حديثا موقعا من طرف أميره الوطني محمد بن سليم المعروف ب"سليم الأفغاني"، تبنى فيه اعتداء على أفراد الجيش بجبال "حيونة" بمسلمون بتيبازة، دون أن يحدد بالضبط الحصيلة واكتفى البيان الذي نشر على موقعه على الانترنيت بالإشارة الى انه وقع في يوم شديد البرد وكثير الأمطار (..) واعترف ضمنيا بقلة عدد أتباعه في معقل التنظيم الرئيسي بتيبازة بالقول "قلة اليد" وحاول نفي ما تردد حول فقدانه للسلاح والذخيرة عند الإشارة الى استعمال "سلاح البيكا"، كما كشف البيان أن سرية "السنة" بولاية سيدي بلعباس قامت بتفجير قنبلة تقليدية خلال عملية التمشيط بغابة واد السبع. * ويدرج مراقبون هذا البيان ضمن محاولة قيادة تنظيم "سليم الأفغاني" رفع معنويات أتباعه بعد تسجيل إحباط واسع استنادا الى تصريحات تائبين حديثا، خاصة في ظل الضربات المتتالية للجيش التي أدت الى القضاء على أكثر من 12 عنصرا من نشطاء التنظيم أغلبهم بولاية تلمسان والتأكيد أيضا على استمرار التجنيد بالقول إن منفذي اعتداء ڤوراية هم "شباب التنظيم"، لكن اللافت أن البيان لم يشر الى اغتيال أعوان الحرس البلدي بتيسميلت، ولا يستبعد مراقبون أن يؤدي زحف أتباع درودكال الى المعاقل السابقة التقليدية "لحماة الدعوة السلفية" الى اقتتال في ظل ارتكاب اغتيالات تحمل بصمة "الجيا" ومعارضة قيادة "سليم الأفغاني" لمنهج "درودكال" باستهداف المدنيين.