كان الرئيس الراحل، الشاذلي بن جديد، يحتل مكانة خاصة لدى الشيخ المرحوم محمد الغزالي، وكان يذكره في كل حديثه، ويثني عليه، إلى الحد الذي أغضب أحد الحاضرين في محاضرة للشيخ، وجعلته يصيح قائلا: "إنك تتحدث كثيرا عن الشاذلي وكأنه صحابي جليل، ليأتي بعد ذلك الجواب الأكيد من طرف الشيخ، خلال مشاهد بثها التلفزيون الجزائري". الشيخ الغزالي وخلال لقطات بثها التلفزيون العمومي الجزائري في 1984 شاهدتها "الشروق"، ظهر وهو يذرف الدموع أمام الرئيس الشاذلي. ولم يتوان عن وصفه ب:"فارس من فرسان الإسلام". هذا الوصالجزاف لم يطلقه الشيخ الغزالي، هكذا عبثا، أو توددا منه للرئيس يقول متتبعون للشأن السياسي في تصريحات ل"الشروق"، وإنما لمواقف الشاذلي المشرفة مع الإسلام، وشيوخه، وتصريحه بأن الجزائر ستكون مع أي نهضة إسلامية، ولم يكن هذا التصريح مجرد كلام تنقله الجرائد فقط، بل راح بعد ذلك يطلب من الشيخ الغزالي، بعد افتتاح الجامعة الإسلامية في قسنطينة عام 1984 أن يجعل منها أزهراً في الجزائر تؤدي دور الأزهر في مصر وفي العالم الإسلامي كله لأن موقع الجزائر ومركزها يجعلانها قادرة على حماية الثقافة الإسلامية ونشرها، والأكثر من ذلك، جعل الشيخ الغزالي ضيفه الخاص طوال مدة إقامته في الجزائر، فوضع في خدمته حارساً، وسائقًا خاصاً له، وأصبح هذا المشهد، نادر الوجود، ولا مثيل له في العالم العربي والإسلامي. والظاهر أن الشيخ الغزالي حين وصف الرئيس الشاذلي بفارس الإسلام، كان اللقب في محله، فإصراره على جعل جامعة قسنطينة الإسلامية "أزهر الجزائر"، وأيضا المغرب العربي، جعله يطلب تدريس كبار العلماء والمشايخ بها كالبوطي، والقرضاوي، كما أنه قام في بداية الثمانينيات بشراء فيلم الرسالة، وتوزيعه على قاعات السينما عبر الوطن. وتبقى أشهر خطبه الدالة على تعلقه بالإسلام، تلك التي ألقاها بمناسبة مناقشة قانون الأسرة قائلا: "إن القرآن الكريم هو مصدر القانون الأول". وعند قيام الكيان الصهيوني باجتياح لبنان في عام 1982، قال مقولته الشهيرة: "إن نقمة العرب في بترولهم، ولا يمكن أن تقوم لهم قائمة إلا بالوحدة التي فرضها علينا الإسلام".