مع دخول العشر الأواخر من رمضان تسابق العائلات الجزائرية الزمن لشراء ملابس العيد ومستلزمات الحلويات، مخافة الندرة وارتفاع الأسعار، حيث تكتظ الأسواق والمساحات التجارية إلى ساعات متأخرة من الليل بالمتسوّقين للظفر بملابس في متناول "الجيب" والذوق، وما ميز أغلب العائلات هذا العام خيبة أمل بسبب ارتفاع أسعار الملابس لمستويات جنونية، ونفس الأمر لمستلزمات الحلويات التي قاربت أسعار الذهب بسبب منع الاستيراد .. اللوز، الجوز، و"البيستاش" لمن استطاع إليه سبيلا منع الاستيراد يُلهب أسعار لوازم الحلويات وربات البيوت يعدن ل "الصابلي" انعكس قرار منع استيراد العديد من المواد الغذائية على أسعار لوازم الحلويات، حيث تسبب في ارتفاعها وندرة بعضها، ولأن الحلويات طقسا ضروريا لا تكتمل فرحة العيد إلا به، ويستحيل أن يغيب عن البيوت مهما كانت الظروف، وبالرغم من الغلاء، غير أن جل العائلات مازالت متمسكة بها، مستغنية عن التقليدية والمكلفة لتستبدلها بأصناف أخرى أقل ثمنا وأكثر لذة. لم تختلف الأجواء في الأسواق والمحلات المختصة ببيع لوازم الحلويات عما كانت عليه في الأعوام الماضية، فالإقبال مازال كبيرا، فلم تستطع الحلويات المعروضة في المحلات ولا حتى مواقع التواصل الاجتماعي أن تنسي ربات البيوت لذة تحضيرها في المنزل، وهو ما لمسناه خلال جولتنا في الكثير من المحلات المختصة بالقبة، حسين داي، وباش جراح، نساء بالمئات يتدفقن على مختلف المحلات يبحثن على الأقل ثمنا والأنسب لقدرتهن الشرائية وأخريات يفضلن أن يبتعن كميات قليلة وفق احتياجهن. أسعار خيالية وخيبة أمل وسط ربات البيوت وعن الأسعار فتختلف بين المحلية والمستوردة، فاللوز المحلي بدون قشور ب 2100 دج والمستورد ب 2300 دج، اللوز بالقشور 1900 دج، جوز الهند "النواد كوكو" ب 1200 دج، الفستق "البيستاش" 5000دج، "النواد كاجو" 5000دج، الجوز المحلي 3800 دج والمستورد 5000 دج، أما الصدمة الكبيرة في أسعار الفول السوداني "الكاوكاو" والذي ارتفع سعره هو الآخر ليصل ثمن الكيلوغرام الواحد منه بدون قشور 380 دج، وبالقشور 330 دج. وإن كانت أثمان المكسرات قد عرفت زيادات كبيرة بحجة أنها مستوردة فبعض المواد الأخرى التي تدخل في تحضير الحلويات ك "المارغرين" الصغيرة 250 غ فسعرها مابين 70 و125 دج، السمن 1 كغ ب 280 دج، السكر "غلاسي" 100 دج، المربى 250 دج للكيلوغرام، يقول صاحب المحل: الإقبال ضعيف هذه السنة مقارنة بالأعوام الماضية، فكل سيدة تشتري كميات قليلة بقدر احتياجها فمثلا 500 دج لوز، 200 دج كاوكاو، قليل من الجلجلان، وهو أمر لم يكن في السنوات الماضية بل كن يشترين كيلوغراما أو اثنين من اللوز والقليل من "البيستاش" أو الصنوبر للتزيين فقط. الحلويات الجافة بدل الحلويات الفاخرة هذه الأسعار دفعت بربات البيوت لإعادة التفكير في قوائم الحلويات، حيث استغنت عن الكثير من الحلويات التقليدية التي تستغرق فترة زمنية في تحضيرها وتكون كميتها قليلة ك"العرايش"، "التشاراك" بأنواعه، "الدزيريات"، "القنيدلات"، "الكعيكعات"، "السكندراني" … وغيرها من الأنواع التي يتم تحضيرها بالقطعة الواحدة وتعتمد على اللوز ومكسرات أخرى في وصفاتها، لذا تفضل ربات بيوت استبدالها بالحلويات الجافة "الصابلي بريستيج " والذي عاد بقوة في السنوات الأخيرة بأشكال عصرية وتكاليف أقل. ولا تخلو محلات الحلويات من القوالب المخصصة "للصابلي بريستيج" بجميع أشكالها وأنواعها، فهناك القوالب الشفافة الخاصة بالشكولا ومعها طابع الحلوة بسعر 100 دج، وقالب شكولا معه قالب حديدي للحلوة ب 170 دج زيادة على قوالب "الدونتيل" بالسكر ب 300 دج. وتعد الزينة أمرا ضروريا في الحلويات، فهي مكملة لها وتزيدها جمالا، ولكن أسعارها هي الأخرى مرتفعة، ك"السوبر كريم" ب 150 دج، حبيبات ونجوم الزينة والقلوب الفضية والذهبية ب 2500 دج للكلغ، الورود البلاستيكية ب 10 دج، عطور الفواكه المتعددة ب 50 دج. وفي مقابل هذه اللوازم التي تشتريها ربات البيوت من هذه المحلات يفضلن شراء ما يحتجنه من الفرينة من نقاط البيع العمومية، وإن كانت غالبيتها تفتقد للجودة، لكنهن يعتبرن ثمنها المنخفض فرصة لا تتكرر، ففرينة "أقروديف التل" إسماعيلية البليدة تباع 5 كلغ ب 135دج وفرينة مطاحن قصر البخاري 10 كغ ب 400 دج. ومن خلال جولتنا لاحظنا تنوع الكتب المخصصة للطبخ وتحضير الحلويات، ومع أن أسعارها منخفضة، لكن لم تقترب منها الزبونات مكتفيات بالوصفات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، فهي تحوز على ثقتهن مقارنة بوصفات الكتب، فالأولى تجربها فتيات المجموعات، ويطلعن الجميع على صورها ومراحل تحضيرها، وكذا يبدين رأيهن حولها إن كانت جيدة وطعمها مميزا أو تفتقد للذوق، وهو ما يشجعهن على تجريبها، وهو ما جعل النساء يستعن بهواتفهن النقالة ليعرضن أنواع الحلويات على الباعة، ويطالبنهم بالقوالب الخاصة بها. معدل تكلفة كسوة 3 أطفال تصل إلى 5 ملايين سنتيم.. زبدي: ملابس العيد تعرف زيادة بنسبة 20 بالمائة في أسعارها أكد رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك مصطفى زبدي، أن أسعار الملابس وخاصة ملابس الأطفال عرفت خلال رمضان الجاري ارتفاعا جنونيا، مقدرة نسبة الزيادة في هذه الأسعار مقارنة بالعام الماضي، ب 20بالمائة، وردّ سبب ذلك إلى أن أغلب الملابس المعروضة في المحلات هي مستوردة من الخارج، مع الإشارة إلى أن المستوردين يرفعون أسعارها في ظل تدني قيمة الدينار الجزائري. وقال زبدي، إن فئة واسعة من الجزائريين تعيش اليوم في حالة من العوز والحاجة، مما قد يجعل أبنائها يحرمون من ملابس العيد هذه السنة، متوقعا وصول تكلفة اقتناء الملابس المصنفة في خانة الرديئة إلى 5 ألاف دج، أما المقبولة أي النوعية التي كانت تقبل عليها شريحة من الجزائريين متوسطي الدخل، فقد تتراوح حسبه، بين 8 ألاف دج و10 ألاف دج لكسوة طفل واحد فقط. ويرى زبدي، اقتناء ملابس الأطفال، أصبح يحتم على الأسرة الجزائرية المتوسطة الدخل، دفع من 12 ألف دج إلى 15 ألف دج لكسوة طفل واحد، حيث أعطى مثالا حيا من السوق الجزائرية للملابس، قائلا إن ثمن الحذاء للطفل الصغير يتراوح بين 3500 دج إلى 4 ألاف دج، وقدر تكلفة كسوة 3 أطفال في عائلة واحدة ب 45 ألف دج، وهذا إذا كانت ملابس العيد من النوعية المقبولة، لا الجيدة.