صرح الممثل نبيل عسلي قبل أيام في حفل "الشروق" الخاص بالإعلان عن الشبكة البرامجية لرمضان الحالي، أنّ سبب فكرة تسمية "دقيوس ومقيوس" مستمدة من المثال الشعبي الجزائري "من عام دقيوس"، وأقول "من عام دقيوس" (منذ زمن طويل) لم ير المشاهد الجزائري عملا دراميا محترما قابلا للتسويق ومنافسة المسلسلات الدرامية العربية. لماذا هذا الفشل وهذا الإخفاق الذي يمتد لأكثر من خمسين سنة، في صناعة الدراما؟ وليس السينما، لأنّ السينما الجزائرية حققت نجاحات وشهدت عصرا ذهبيا، نتمنى أن يعود، فلا يزال الجزائريون والعرب يتغنون بالسعفة الذهبية الوحيدة للعرب (فاز بها محمد لخضر حمينة)، ولا يزالون يتغنون بالأوسكار الوحيد لهم، والذي منح لأحمد راشدي منتج فيلم "زاد" لغوستا غافراس. ورغم محاولة بعض المخرجين عبر أعمال مختلفة تقديم أفضل ما عندهم ولجأ آخرون إلى الإخراج الأجنبي، وكل هذا مناسباتي ويتعلق بشهر رمضان، إلا أنّ الدراما الجزائرية لم تعرف النهوض باستثناء عمل أو عملين مثل مسلسل "الحريق" تحفة مصطفى بديع الذي صوّر عبره مرحلة من مراحل الاستعمار الفرنسي للجزائر، وبقي عالقا في ذاكرة الجمهور، كما بقيت "دار السبيطار" رمزا وشاهدا على تاريخ البلاد وكانت تسع الجميع. وعدا ذلك لم تحقق مسلسلات ما بعد الاستقلال أو تلك التي عالجت العشرية السوداء أو التي صوّرت وكأنّها موجهة لمجتمع يعيش في كوكب آخر وليس في الجزائر، فلم تحاك واقع المجتمع ولم تنقل هموم المواطن.