حثّ وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري عبد القادر بوعزقي، خلال زيارته التفقدية إلى المقاطعة الإدارية لعين صالح ،الأربعاء، شباب المنطقة إلى التوجه للعمل في القطاع الفلاحي، في ظل توفر كامل عوامل النجاح من وفرة المياه والأراضي الخصبة، مؤكدا أن مستقبلا واعدا ينتظر القطاع بعين صالح، وستتحول في السنوات المقبلة إلى قطب فلاحي بامتياز، على غرار الوادي وورقلة. وأوضح بوعزقي أن أكثر من ألف شاب بالمنطقة استفادوا من أراضي فلاحية، في إطار عقود الامتياز، وخلال زيارته إلى مستثمرة فلاحية لأحد الشباب على مستوى بلدية فقارة الزوى تتوفر على مساحة 132 هكتار، منها 30 هكتارا تم زراعتها من القمح، حيث أشرف معالي الوزير على معاينة عملية الحصاد، وأعجب بالمحصول الجيد للقمح بالهكتار الواحد، والتي تجاوز 55 قنطارا في الهكتار، إضافة إلى النوعية الجيدة للقمح، حيث ألح على ضرورة توسيع المساحات المزروعة بالقمح، واستغلال الفلاحين فرصة تواجد الوزير لطرح جملة من الانشغالات أهمها ضرورة الإسراع في الربط بالكهرباء الريفية، وتسوية الوثائق الإدارية من أجل منح عقود الملكية، كما طمأن الوزير الفلاحين بأن دعم الدولة لا يزال متواصلا وفق توصيات رئيس الجمهورية، خلال فعاليات الأيام الوطنية للفلاحة المنعقدة مؤخرا، وقدّر نسبة مساهمة دعم الدولة بحوالي 40 بالمائة من قيمة المشروع. وخلال زيارته التفقدية إلى بلدية اينغر، زار أحد المزارع الفلاحية النموذجية، كما طاف على معرض للمنتوجات الفلاحية من الإنتاج المحلي، حيث أعجب بجودة الإنتاج، ودعا الفلاحين إلى تسطير برنامج على المدى القصير لتوسيع مساحات الأراضي المزروعة مع ضرورة الرفع من زراعة المنتوجات التي تلائم مناخ المنطقة، والتي حقق إنتاجها مستويات قياسية خاصة الطماطم الصناعية، مؤكدا أن أشغال مخزن التبريد بسعة 4000 متر مكعب ستنتهي قبل نهاية السنة، مما يسمح للفلاح بتخزين إنتاجه الفائض على استهلاك السوق المحلي، لتفادي البيع بأسعار لا تغطي تكلفة الإنتاج، وهو ما ارتاح له الفلاحون، معتبرين ذلك بالمكسب الذي يدفع الفلاح للرفع من الإنتاج، دون التخوّف من فساد المحصول، كما كان يحدث في الموسم الماضي. ..605 مليون دينار مشاريع القطاع للمخطط الخماسي من جهته قدم مدير المصالح الفلاحية بالولاية السيد ميدون عرضا تفصيليا للوزير حول جملة المشاريع التي استفاد منها القطاع الفلاحي خلال المخطط الخماسي الأخير 2010/2014، حيث قُدّرت كلفة المشاريع المنجزة بحوالي 605 مليون دينار، منها 38 كلم من الكهرباء الريفية، خاصة بالبساتين القديمة والمحيطات الفلاحية الجديدة، كما تم تجهيز 144 هكتار في عقود الامتياز استفاد منها 72 شابا، إضافة إلى حفر المئات من الآبار الارتوازية، لتوفير مياه السقي للفلاحين، دون إغفال دعم الدولة للمربين بمادة الشعير، للمساهمة في تغطية السوق المحلية من اللحوم. من جهة أخرى، أبدى الوزير إعجابه بالنتائج المحققة في تربية الأسماك بالمياه العذبة، بأحد المزارع بمنطقة المالحة، والتي حققت نتائج باهرة، حيث كشف رئيس جمعية تديكلت لتربية الأسماك، أن هناك 100 مربي، وأنه تم إنتاج كميات معتبرة من السمك، خاصة من نوع السنور، حيث وصل وزن إحدى الأسماك إلى أكثر من 15 كلغ، وأن عملية تكاثر الأسماك تتم بالمنطقة، بعد استفادة مجموعة من المربين من فترة تكوينية بالصين، من جهته ألح الوزير على ضرورة تكاثف الجهود للرفع من الإنتاج، لتوفير مادة السمك للمواطن المحلي وبأسعار معقولة، خاصة أن التجارب المحققة بالمناطق الداخلية، تبعث على الارتياح. على صعيد آخر، قدم ممثل الفلاحين للوزير جملة من المطالب، أهمها ضرورة فتح فرع لديوان الحبوب والبقول الجافة بعين صالح، إضافة إلى مطالب ضرورة المرافقة التقنية للفلاح، حيث قال الوزير مطالبكم مشروعة، وقد وعد الوزير بالتكفل بها فورا من خلال فتح فرع لديوان الحبوب قبل انطلاق عملية الحرث المقبلة، كما تعهد بإرسال مرشدين فلاحيين من المعاهد الوطنية، لمرافقة الفلاح وتقديم له كل النصائح، لمساعدته على الرفع من الإنتاج.