اهتزت قرية الحمادين ببلدية المقرن بولاية وادي سوف ليلة أمس على وقع حادثة اغتيال بشعة ذهب ضحيتها المواطنان هارون محمد (26 سنة) وهارون علي (24 سنة) اللذان كانا يؤديان صلاة العشاء مع الجماعة بمسجد الشيخ عبد الحميد بن باديس الواقع بالمدخل الشرقي للقرية التي تبعد بحوالي 30 كلم عن مدينة الوادي. وبحسب شهود عيان من المصلين في تصريحات متطابقة للشروق اليومي دقائق قليلة بعد وقوع الحادثة، فإن شخصين مسلحين يشتبه فيهما أنهما من أبناء منطقة المقرن دخلا قاعة الصلاة بالمسجد مباشرة بعد الإنتهاء من أداء صلاة العشاء وذلك بحضور عدد غفير من المصلين يتجاوز ال 300 مصل، وقدما أنفسهما بأنهما من أعوان الأمن، وطالبا المصلين بالإنحناء والإنبطاح وعدم رفع رؤوسهم، ثم ناديا على الضحيتين هارون محمد (العامل ببلدية المقرن) وقريبه علي (العاطل عن العمل)، وكان يجلسان في مكانين متباعدين وخرجا بهما إلى ساحة المسجد وقام بربطهما بأسلاك كهربائية حادة وأطلقا على كل واحد منهما رصاصتين على مؤخرة الرأس، ثم انصرفا إلى وجهة غير معلومة!ويذهب أحد المصلين إلى حد الجزم أن المسلحين اللذين ارتكبا هذه الحادثة لم يكونا ملثمين، وأن ملامحهما لا تبتعد كثيرا عن ملامح شباب المنطقة، مضيفا أنهما لا يتجاوزان من العمر ال 25 سنة على أقصى تقدير؟! كما أكد واحد ممن وجدناهم على مقربة من المسجد أن المسلحين وبعد تنفيذ هذه العملية امتطيا سيارة بيضاء رباعية الدفع كانت في انتظارهما بمخرج الشارع المؤدي إلى مدينة المقرن ومنه إنطلقا نحو مدينة الوادي دون أن يتم التعرف على هوية المختطفين ورقم السيارة.وفي سياق متصل بالحادثة كشف أحد سكان قرية الحمادين "للشروق اليومي" أن هذه العملية الإرهابية نفذت بهدف تصفية حسابات شخصية بين الضحيتين اللتين تتهمهما بعض الأطراف المسلحة بتعاملهما مع مصالح الأمن بالمقرن، وأنهما كانا وراء الإدلاء بمعلومات حول تواجد الإرهابي عبد القادر حدود الذي ألقت عليه الشرطة القبض منذ أكثر من شهر بعد أن تبادلت معه إطلاق النار بقرية الدريميني التابعة لبلدية الدبيلة المتاخمة للمقرن، كما ترجح مصادر أخرى أن حادثة مسجد عبد الحميد بن باديس تمثل شكلا من أشكال الصراع والتطاحن بين جناحين مسلحين بالمنطقة ينتميان إلى جماعة السلفية الجهادية وبررت هذه المصادر فرضيتها بكون الضحيتين علي ومحمد هارون من قطبي السلفية العلمية بالمقرن ويتمتعان بموقع متميز لدى أتباع هذه الفئة المنتشرة بشكل ملفت للإنتباه بقرية الحمادين على وجه الخصوص؟!وفي الوقت الذي امتنعت فيه مصالح الدرك الوطني بالوادي عن تقديم أية توضيحات حول ظروف وملابسات هذه الحادثة التي عرفت مدينة المقرن حالات مشابهة لها في السنوات القليلة الماضية، فإن المهتمين بالشأن الأمني بالوادي يخشون أن يؤثر تواجد هذه الجماعة المسلحة بمدينة الوادي ولو على فترات مؤقتة على السير العادي لعيد مدينة الألف قبة والمهرجانن الوطني للأنشودة المدرسية وتظاهرة سيرك عمار التي انطلقت جميعها بالوادي في الآونة الأخيرة، وبخاصة بعد أن ترددت معلومات غير مؤكدة تفيد بتوجه منفذي عملية الحمادين إلى مدينة الوادي والإحتماء بأحد أحيائها الشعبية؟!للإشارة أن الصحارى المتاخمة للمقرن والدبيلة وحاسي خليفة وكذا الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إلى ولاية تبسة وإلى مداخل مدينة الوادي تشهد منذ يوم أمس تواجدا مكثفا لعناصر الأمن والدرك، كما علمت الشروق اليومي أن قوات الأمن المشتركة تكون قد شرعت في عملية تمشيط واسعة للمنطقة تحسبا للحصول على معلومات دقيقة تؤدي إلى القبض على منفذي هذه العملية، دون أن يتم تسجيل أية توقيفات في صفوف المشتبه فيهم كما جرت العادة!!