أكد وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي، الاثنين، أن الحريق الكبير الذي أتى على أكبر مخازن صناديق اقتراع الانتخابات التشريعية التي جرت في 12 ماي في بغداد كان عملاً متعمداً. وقال قاسم للصحفيين رداً على سؤال حول التحقيقات الأولية عن أسباب الحريق الذي اندلع، الأحد، في المخزن "لا شك أن الحريق بفعل فاعل". وأضاف "أنا شخصياً أتابع (الوضع) مع فريق الأدلة الجنائية واللجنة التحقيقية الخاصة بالحادث". وتزامن الحادث مع قرار مجلس القضاء الأعلى تعيين قضاة للإشراف على عمليات العد والفرز اليدوي بدل أعضاء مجلس المفوضين الذين أوقفوا عن العمل. ويقوض توقيت الحريق نتائج انتخابات تحوم حولها شبهات البطلان. وأدلى أقل من 45 في المائة بأصواتهم وهي مشاركة متدنية بدرجة قياسية. وانتشرت مزاعم بوقوع تلاعب في الأصوات بمجرد انتهاء الانتخابات. ووصف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي حرق المخازن الانتخابية، الاثنين، بأنه "مخطط لضرب البلد ونهجه الديمقراطي". وأضاف العبادي في بيان: "وسنتخذ الإجراءات الكفيلة والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه زعزعة أمن البلاد ومواطنيه". بدوره، دعا رجل الدين الشيعي البارز مقتدي الصدر العراقيين إلى التوحد بدلاً من حرق صناديق الاقتراع أو السعي لإعادة الانتخابات التي فازت فيها كتلته. وكتب الصدر في مقال نشره مكتبه على موقعه على الإنترنت، الاثنين: "كفاكم صراعاً من أجل المقاعد والمناصب والمكاسب والنفوذ والسلطة والحكم". وأضاف الصدر: "أما آن الأوان لأن نقف صفاً من أجل البناء والإعمار بدل أن نحرق صناديق الاقتراع أو نعيد الانتخابات من مقعد أو اثنين؟". وتابع "أما آن الأوان لأن ننزع السلاح ونسلمه بيد الدولة بدل أن نخزنه في المساجد والحسينيات فينفجر ويحصد أرواح الأبرياء". والحريق أتى على أكبر مخازن صناديق الاقتراع الواقعة في الرصافة بالجانب الشرقي من مدينة بغداد والتي تمثل نحو 60 في المائة من أصوات الناخبين. وزاد الحريق الذي نشب في مخازن الاقتراع الشكوك في نزاهة الانتخابات وقوض ثقة الناخبين، خصوصاً أنه جاء بعد إدعاءات بالتزوير. وتمكن البرلمان المنتهية ولايته من عقد جلسة، الأربعاء، قرر خلالها تجميد عمل المفوضية وإحالة ملفها على القضاء للإشراف على عمليات العد والفزر اليدوي بدلاً من الإلكتروني. وكان قانون المفوضية القديم لا يسمح بهذا الإجراء، لكن البرلمان تمكن من إجراء تعديل للقانون وإقراره ما جعل الأمر ممكناً. وتخيم حالة من الإرباك في العراق منذ إجراء الانتخابات في 12 ماي، نتيجة اتهامات بالتلاعب وتزوير النتائج. وقرر البرلمان كذلك إلغاء أصوات الخارج التي يعتقد أنها شهدت أكبر عمليات التلاعب. VIDEO: A fire ripped through Iraq's biggest ballot warehouse in eastern Baghdad's Al-Russafa district, ahead of a vote recount prompted by allegations of fraud during legislative elections pic.twitter.com/VgM3xlIHnE — AFP news agency (@AFP) June 11, 2018