الصدر يحذر من حرب أهلية حريق صناديق اقتراع يشعل العراق نشب حريق ضخم في مخازن بالعاصمة العراقيةبغداد توجد بها صناديق أوراق اقتراع خاصة بالانتخابات البرلمانية الأخيرة وذلك قبل البدء في عملية إعادة فرز وعدّ الأصوات يدويا. وقال المتحدث باسم الداخلية اللواء سعد معن في بيان تلقت إن فرق الدفاع المدني تحاول السيطرة على حريق اندلع في مخازن تابعة لمفوضية الانتخابات في جانب الرصافة . وجانب الرصافة هو أحد قسمي مدينة بغداد على الجانب الشرقي لنهر دجلة الذي يشطر المدينة إلى نصفين. ولم تدل الداخلية بمزيد من التفاصيل بشأن صناديق الاقتراع الخاصة بانتخابات 12 مايو/ أيار الماضي. فيما قال الملازم أول في شرطة العاصمة حاتم الجابري للأناضول إن المخازن التي اندلعت فيها النيران مملوكة لوزارة التجارة واستأجرتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لخزن صناديق الاقتراع الخاصة بالانتخابات البرلمانية الأخيرة. وأضاف أن أسباب الحريق ما تزال مجهولة مشيرا إلى أن المخازن تخضع لحراسة أمنية مشددة. وأوضح الجابري أن هذه المخازن تحتوي على صناديق الاقتراع الخاصة بجانب الرصافة من بغداد. ومن شأن هذا التطور أن يزيد من حدة الجدل الدائر في العراق بشأن الانتخابات الأخيرة في ظل اتهامات بوقوع عمليات تزوير وتلاعب ودعوات إلى إعادة إجراء الانتخابات. وسيشكل احتراق الصناديق ضربة لقرار البرلمان العراقي الأسبوع الماضي إعادة فرز وعدّ الأصوات يدويا بعد أن قالت الحكومة وكتل سياسية إن الانتخابات رافقتها خروقات جسيمة . وأعلن مجلس القضاء الأعلى الذي يدير شؤون القضاء أنه عيّن قضاة لإدارة مفوضية الانتخابات خلال عملية إعادة الفرز والعدّ اليدوي. ومن المنتظر أن تباشر المفوضية قريبا وتحت إدارة القضاء عملية عدّ وفرز أصوات الناخبين بعد تجميد عمل مسؤولي المفوضية الذين يواجهون اتهامات بالفشل في إدارة الاقتراع والتواطؤ في ارتكاب عمليات التلاعب. ووفق النتائج المعلنة الشهر الماضي حل تحالف سائرون المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في المرتبة الأولى ب54 مقعدا من أصل 329 يليه تحالف الفتح المكون من أذرع سياسية لفصائل الحشد الشعبي بزعامة هادي العامري ب47 مقعدا. وبعدهما حل ائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي ب42 مقعدا بينما حصل ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي (2006: 2014) على 26 مقعدا. الصدر: العراق في خطر ! من جهته دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمس الإثنين قادة الكتل السياسية ببلاده إلى الكف عن الصراع من أجل السلطة والنفوذ والالتفات إلى مصالح البلاد. وأعرب الصدر في بيان اطلعت عليه الأناضول عن استيائه من تردّي الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في البلاد. واعتبر أن العراق بات في خطر على خلفية تصاعد وتيرة الجدل بشأن الانتخابات البرلمانية الأخيرة ونشوب حريق في مخازن صناديق الاقتراع بالعاصمة بغداد. وتابع الصدر: عراقكم مليء بالفقراء والمظلومين واليتامى والجرحى والثكالى والأرامل والمسنين والمعوزين والمعاقين . وأضاف: عراقكم بلا ماء ولا كهرباء ولا زراعة ولا صناعة ولا مال ولا بنى تحتية ولا خدمات ولا بيئة صالحة ولا حدود أمينة والأعداء تتكالب عليه من كل حدب وصوب . وأردف: عراقكم لا زالت بصمات البعث وظلمه ودكتاتوريته واضحة عليه فكفاكم صراعا من أجل المقاعد والمناصب والمكاسب والنفوذ والسلطة والحكم قبل أن يضيف: العراق في خطر . وطرح الصدر جملة من التساؤلات قائلا: أما آن الآوان لإيقاف الاحتلال والنفوذ الخارجي والمفخخات والتفجير والإرهاب والصراعات والاغتيالات؟ . ومضى يقول: أما آن الآوان لأن يجمعنا العراق بشرف وعفة وأخوة وسلام؟ أما آن الآوان لأن نقف صفا من أجل البناء والإعمار بدل أن نحرق صناديق الاقتراع أو نعيد الانتخابات من (أجل) مقعد أو اثنين؟ . وتابع تساؤلاته قائلا: أما آن الآوان لأن ننزع السلاح ونسلمه بيد الدولة بدل أن نخزنه في المساجد والحسينيات فينفجر ويحصد أرواح الأبرياء؟ أما آن الأوان لأن نحرص على أموالنا وحقوقنا ونقوم بواجباتنا إزاء الوطن وحب الوطن من الإيمان؟ وختم الصدر بيانه متسائلا أيضا: إلى متى يبقى البعض خاضعا ذليلا أمام إرادة الأجنبي ومن هم خلف الحدود؟ وتصدر التحالف المدعوم من الصدر سائرون نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة بفوزه ب54 مقعدا من أصل 329. لكن البرلمان أقرّ الأسبوع الماضي قانونا بإجراء عملية عدّ وفرز يدوي للأصوات بعد أن قالت الحكومة وكتل سياسية إن خروقات جسيمة رافقت الاقتراع. وفي حين كانت الاستعدادت تجري للبدء بعملية الفرز والعد اليدوي نشب حريق في مستودعات لتخزين صناديق وأجهزة الاقتراع في بغداد أمس. وفاقم هذا التطور من حدة الجدل الدائر في البلاد ودفع رئيس البرلمان سليم الجبوري إلى الدعوة أمس لإعادة الانتخابات معتبرا أن الحريق متعمد ويراد منه طمس الحقائق بشأن وقوع تلاعب وتزوير .