عرف الشاب حسم دمدوم (26 سنة) من بلدية الشمرة بباتنة، كيف يُعبّد طريقه بنجاح في حفظ كتاب الله، وعلاوة على تفوقه في دراسته الجامعية، من خلال حصوله على شهادة الماستر في الجيولوجيا، فقد حرص على حفظ القرآن الكريم، ناهيك عن نشاطه الإنشادي الذي جعله ينال سمعة محترمة على الصعيدين المحلي والوطني. يؤكد حسام دمدوم ل"الشروق" بأن بدايته مع كتاب الله كانت بمسجد النور بمنطقة الشمرة بباتنة، حيث حفظ نحو 20 حزبا من 2005 إلى 2010، ليلتحق بالرابطة الجزائرية للفكر والثقافة لتعلم التجويد، من خلال دروس مسائية مرة أو مرتين كل أسبوع على مدار 3 سنوات، حيث درس حينها عند عماد بوحوفاني، وتحصل على إجازة بسند متصل للإمام النووي في كتاب التبيان، وبعدها انتقل إلى الشيخ توفيق بن شادي موسم 2014-2015، ليتنقل بعدها بزاوية في البويرة، حيث نال إجازة في شرح متن الجزرية بدورة في الدويرة بالعاصمة على يد الأستاذ نور الدين إفرحاتن، وهناك كانت نقطة التحوّل، حيث سمع بمخيمات النهضة بالقرآن فأعجبته الفكرة، وكان المخيم تلك الصائفة في ندرومة بتلمسان، حيث حضر هناك شهرا حفظ فيه نحو 12 حزبا، وبقي معهم يحضر المخيمات الصيفية والولائية. وفي نهاية سنة 2017 ختم نشاطه في مخيم جهوي بجيجل، ونال وسام حامل القرآن من مشروع النهضة بالقرآن. وقد حظي حسام دمدوم بإشادة أساتذته وكل من عرفوه عن قرب، حيث تشير الأستاذة صليحة طرباق بأنها اكتشفت موهبة حسام حين تتلمذ على يدها في القسم التحضيري لمسجد النور بالشمرة، ليتم ضمه لمجموعة البراعم الإنشادية بالمسجد، وتقديمه لقراءة القرآن في الجلسات الافتتاحية لنشاط المسجد الدعوي والثقافي وهو لا يزال صبيا صغيرا، أما إمام مسجد النور الشيخ سليمان ثابت فيقول للشروق: "عملنا على احتضان حسام دمدوم من خلال حلقات التعليم القرآني الدائمة بالمسجد بين المغرب والعشاء، والمدرسة القرآنية الصيفية، وفي مختلف الأنشطة المبرمجة، وحين التحق بجامعة باتنة عملنا على ربطه بالمشرفين على مصلى الطلبة، ومكنه احتكاكه بمختلف الهيئات والتنظيمات من مواصلة إتمام مسيرته مع القرآن، من خلال التحاقه بعدة هيئات منحت له فرصة البروز في هذا الجانب"، ودعا الشيخ سليمان ثابت حسام إلى ضرورة التحلي بالرزانة والروية وعدم الاغترار بكثرة المادحين، مؤكدا بأن النجاح يتطلب الإخلاص والتواضع وقبول التوجيه. وفي السياق ذاته يؤكد الأستاذ رياض شريط، أحد الذين مرّ على يدهم حسام في حلقات مسجد النور، بأن القارئ والمنشد حسام الدين شعلة خلوق وطموح، نشأ منذ صباه بين جنبات مسجد النور الذي هيأ له حسب قوله كل ظروف التألق بين أترابه، فلا تراه فيه في كل مناسبة إلا منشدا أو مرتلا لكتاب الله. وإذا كان حسام دمدوم الذي يعد من مواليد 3 ماي 1992 بالشمرة بباتنة قد ترك أثرا طيبا في مجال حفظ القرآن والإنشاد، فإنه حقق نجاحات مهمة على الصعيد الدراسي، من خلال نيله شهادة الماستر في الجيولوجيا، كما يملك شهادة في الإعلام الآلي من مركز التكوين المهني بالشمرة، وشهادة في اللغة الفرنسية من مدرسة البدر الخاصة، وفي السياق ذاته كان رئيسا للجنة مصلى الإقامة الجامعية فسديس 4 بجامعة باتنة 2 لمدة أربع سنوات، وحاليا يدرس متكوّنا في رتبة مؤذن في معهد زانة البيضاء بباتنة.