قالت الحافظة سهيلة هيبة، الطالبة في كلية علم الاجتماع والإنسانية بجامعة غرداية: أمي هي التي شجعتني على حفظ وختم كتاب الله وأنا في سن العاشرة، فالتحقت بالمدرسة القرآنية خالد بن الوليد خلال صائفة 1997، حيث تمكنت من حفظ واستظهار كتاب الله في مدة عامين، فكانت محطة منيرة من عمري عبَّدت لي الطريق في شق حياتي بخُلق القرآن وأداب السنة النبوية، وهي الصورة التي أنقل تفاصيلها لكم، وأقوم بالموازاة مع ذلك بإذن الله بسرد تجربة استظهار كتاب الله عن طريق الحفظ الجماعي مع رفيقتي في درب حفظ القرآن "حفصة" بنت خالتي التي كانت تصغرني في السن وتكبرني في الحرص والتمسك بطريق حفظ القرآن، فقررنا عدم تضييع أوقات فراغنا بعد الدوام النظامي في المدرسة، فاستهوانا تتبع إشعاع العلم القرآني الذي بزغ نورُه بالمدرسة القرآنية خالد بن الوليد، حيث كان حفظ كتاب الله تعالى في سن مبكرة نعمة عظيمة من الله أرشدتنا لها أمهاتنا جزاهم الله عنا بكل خير، فنشأنا على تلاوة وحفظ القرآن الكريم. وبعد سنيتن فقط وفقنا الله في دخول مسابقة الحافظات التي تشرف عليها لجنة من المسجد تعنى بحافظات القرآن الكريم والتي شارك فيها وقتها 25 طالبة من جميع المراحل الدراسية من أولى ابتدائي إلى المرحلة الثانوية ونجح منهم 14 طالبة، ولفت إلى انه أدركنا بعد حصولنا أنا ورفيقة دربي حفصة على إجازة الحفظ، حقيقة أن يتوج الإنسان بحفظ كتاب الله ويرفع سقف التحدي للمحافظة على الحفظ بخوض تجربة التلاوة وإتقان الترتيل ومواصلة مسيرة الاتصال بالقلائد الذهبية المرتبطة بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فإن القرآن الكريم نقل إلينا كابرا عن كابر عن طريق الأئمة المتقنين إلى سنة سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن رب العزة . وفي الحديث عن معنى أن تكون مجيدا للقرآن ودارسا لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتكون لديك الجرأة في عرضهما على الشيوخ المتقنين في ختمة كاملة بالتجويد والإتقان وتتعلم مخارج الحروف وداخل الكلمات وصفائها وكيفية الوقوف والابتداء وما يتبع ذلك من أحكام وحفظ المنظومات، فإذا أتم طالب القرآن ذلك وضبط الأخذ عن شيخه أصبح مؤهلا لحمل الإجازة القرآنية، تقول سهيلة، التي لازالت تتابع تدريس القرآن لنساء حيّها وتحفز رفيقاتها في الجامعة على خوض طريق حفظ كتاب الله. وتضيف: لي صديقتان حافظتان لكتاب الله بجامعة عمار ثليجي بالأغواط، التحقتا بدورة في البرمجة العصبية بدولة الإمارات وشجعتاني على دخول مثل هذه الدورات لكي يتوج طموحي رفقة زميلتي حفصة بتجسيد حركية تعليم القرآن العملية، ففكرنا بكل جدية أن نواصل عملينا بالقرآن ونلتحق بتلك الدورة حتى نعود لأساهم في نفع المجتمع، وهنا القائلات أيضا أن الشهادة التي لا تعدلها شهادات الدنيا كلها، هي حفظ القرآن الكريم وتعلم سنة نبييه، لأنها تصلك بربك سبحانه وتعالى، فهذا الشرف العظيم قريب من كل فتاة تحب الله وتتمنى رضاه، واتفقتا الطالبتان سهيلة وحفصة اللائي تمنينا وضع تاج القرآن على رؤوس أمهاتهن في الجنة، على أن نجاحات الأمة في بناء مجتمع متفوق على غيره من الأمم مشروط بربط الناشئة بالوحي المنزَّل لأنه أمان لها بإذن الله من الانحراف في العقيدة والأخلاق والسلوك، ولأجل هذه الغاية النبيلة لابد من العمل بقوله صلى الله عليه وسلم "خيرُكم من تعلَّم القرآن وعلَّمه".