لم يفصل المكتب الفيدرالي للاتحاد الجزائري لكرة القدم بشكل نهائي في مسألة الأندية "المدينة" والمثقلة بملفات اللاعبين والمدربين الذين اشتكوها لدى لجنة المنازعات، بعد أن ابتعد عن اتخاذ القرارات الصارمة والردعية المانعة للأندية من الاستقدامات بسبب الديون المتراكمة، ومنح مهلة وتحذير جديد للأندية المدينة بمليار سنتيم فما فوق، يتضمن حرمانها من إجازات المستقدمين الجدد في حال تماطلها في تسوية ديونها لدى لجنة المنازعات قبل بداية الموسم الكروي الجديد، وهو ما يعد قرارا "كريما" على الأندية، بعد أن غضت الفاف الطرف عن تحذيرها ومهلتها الأخيرين، واللذين انتهيا شهر ماي الفارط. قرر الأحد أعضاء المكتب الفيدرالي للفاف منح مهلة جديدة للأندية المدينة من أجل تسوية ملفاتها لدى لجنة المنازعات، مع تهديد بحرمانها من إجازات لاعبيها الجدد قبل انطلاق الموسم الكروي الجديد، ما يعني بأن هيئة الرئيس خير الدين زطشي تجاوزت مرحلة التهديد بالحرمان من الاستقدامات إلى مرحلة التهديد بحرمان الأندية من الإجازات، بعد أن اتضح لها استحالة منع الأندية من الاستقدامات، بدليل الحركة الكبيرة لها في سوق التحويلات الصيفية الحالي، حيث تقوم كل الأندية بالاستقدامات وبشكل مكثف دون حسيب أو رقيب، رغم ملفاتها العالقة لدى لجنة المنازعات، فضلا عن ديونها المتراكمة ككرة الثلج، والغريب أن هذه الوضعية لم تمنع الكثير منها من اللجوء إلى خيار التسبيق المالي لإقناع اللاعبين الجدد بالتوقيع، كما أن حتى الأندية المعروفة بديونها الكبيرة، على غرار شباب بلوزداد تقوم بالاستقدامات بطريقة عادية جدا، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول مدى جدية الاتحاد الجزائري لكرة القدم في التحكم بهذا الملف الشائك، والذي بقي دون حلول نهائية منذ عدة مواسم بسبب القرارات "الرمادية" للفاف والبعيدة عن عاملي الصرامة والردع الكفيلين بكبح جماح رؤساء الأندية المحترفة. إلى ذلك، قرر المكتب الفيدرالي للفاف حرمان الأندية "المدينة" من أموال حقوق البث التلفزيوني والسبونسورينغ إلى غاية تسوية ديونها ووضعيتها تجاه لجنة المنازعات، في الوقت الذي لم يتم فيه توضيح هذه النقطة بشكل جيد، إن كانت الفاف ستستغل تلك الأموال في تسوية ديون الأندية، كما تم الحديث عنه في فترة سابقة، أما أنها ستكتفي بتجميدها إلى غاية قيام الأندية المدينة بتسوية وضعيتها القانونية، ولو أن كل المؤشرات تؤكد بأن الفاف ستبقى عاجزة عن التحكم في هذه القضية في ظل المشاكل المالية الكبيرة لمعظم الأندية وضغط الأنصار، ما سيجبر هيئة زطشي على اللجوء لحلول وسطية لإرضاء الجميع.