وضع المكتب الفدرالي للاتحاد الجزائري لكرة القدم بعض أندية الرابطتين المحترفتين الأولى والثانية في ورطة، بعد أن رفض، الإثنين، كل مقترحات رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم، عبد الكريم مدوار، التي تقدم بها نيابة عن الأندية المطالبة بضرورة تأخير انطلاق منافستي المحترفين الأول والثاني وإعادة جدولة ديون الأندية لدى لجنة النزاعات ورفع عقوبا الموسم الفارط المسلطة على اللاعبين والأندية، وعلى رأسها عقوبة اللعب دون جمهور، وهي معطيات قد تضع بعض الفرق في وضعية حرجة جدا قبل عشرة أيام من انطلاق المنافسة، وتؤكد سيطرة الفاف على الرابطة وتقليص صلاحيات رئيسها الجديد عبد الكريم مدوار، حتى لو تعلق الأمر بأمور تنظيمية خاصة بالبطولة. وكانت عدة أندية تراهن على قرار تأجيل انطلاق المنافسة لتدارك تأخرها في التحضيرات، على غرار شباب بلوزداد واتحاد الحراش ورائد القبة واتحاد بلعباس، لا سيما بعد أن تقدمت بهذا الطلب لدى اجتماعها برئيس الرابطة عبد الكريم مدوار قبل أسبوعين، في حين طالبت الأندية المدانة بجدولة ديونها لدى لجنة النزاعات وتحديد مهلة جديدة لتسويتها حتى تتفادى كارثة حرمانها من إجازات اللاعبين الجدد، ويعد تاريخ 8 أوت المقبل تاريخ غلق سوق التحويلات الصيفية آخر أجل لتسوية هذه الديون أو ستطبق العقوبة الصادمة على الأندية المدانة، كما راهنت بعض الأندية مثل شبيبة القبائل ومولودية وهران وشبيبة بجاية على إلغاء العقوبات الانضباطية للموسم الفارط، حتى تتمكن من بداية الموسم الجديد في حضور جماهيرها وهي المدعوة إلى استنفاد عقوبة الويكلو المترتبة على عقوبات فارطة، لكن المكتب الفدرالي أصر على الإبقاء على هذه العقوبات كإجراء عادي غير قابل للطعن أو المراجعة، حرصا منه على الصرامة في التعامل مع مثل هذه الملفات. إلى ذلك، ينتظر أن يشكل إصرار الفاف على عدم التراجع عن المهلة الأخيرة الممنوحة للأندية المدانة لتسوية ديونها لدى لجنة المنازعات، المحددة بتاريخ 8 أوت المقبل، ضربة موجعة إلى العديد من الأندية، خاصة أن الرابطة المحترفة أحصت 15 ناديا تتجاوز ديونه عتبة مليار سنتيم الحد الأدنى للسماح للأندية بالاستقدامات، وستكون أندية كشباب بلوزداد واتحاد بلعباس أكبر المتضررين من هذا القرار، وهي التي لديها الكثير من القضايا لدى لجنة المنازعات وديون كبيرة جدا، تتجاوز خمسة ملايير سنتيم، ويبدو من المستحيل أن تسوي هذه الأندية كل ديونها قبل أسبوع من نهاية المهلة المحددة، الأمر الذي سيقود الأندية إلى صدام مباشر مع الرابطة والفاف. من جهة أخرى، قالت مصادرنا العليمة إن بعض رؤساء الأندية غاضبون من رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم، عبد الكريم مدوار، من منطلق أن هذه الأخير لم يتمكن من إقناع رئيس الفاف وأعضاء المكتب الفدرالي بأي مطلب من مطالب الأندية، سواء التأجيل أم جدولة الديون أم رفع العقوبات، وتذمر البعض منهم من محدودية الصلاحيات الممنوحة له في وقت إنه معني بتسيير منافسة البطولة التي تعد من صلاحيات الرابطة أكثر منها من صلاحيات الفاف، في وقت وصف فيه متابعون هذه التطورات برغبة زطشي في إثبات وجوده والتحكم في كل شيء بعد أن كان دخل الموسم الفارط في خلافات كبيرة مع رئيس الرابطة السابق، محفوظ قرباج، قبل أن ينقلَب على هذا الأخير استنادا إلى ثغرة قانونية في الاتفاقية الموقعة بين الفاف والرابطة، ويتوقع أن يعقد رؤساء الأندية اجتماعا آخر مع مدوار لبحث هذه التطورات الجديدة.