فارق إيقونة الشعر والأدب العربي عثمان لوصيف الحياة داخل مستشفى بشير بن ناصر، الأربعاء،أين كان الفقيد في حالة غيبوبة منذ حوالي 20 يوما وسبقها زيارة شخصية للفقيد من طرف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي رفقة السلطات المحلية خلال شهر رمضان من اجل الوقوف والاطمئنان على صحته المتدهورة، الفقيد الذي كان يعاني منذ عدة أسابيع من مرض لازمه. وافته المنية -حسب مصادر طبية- بسبب جلطة دماغية بعد ما كانت حالته الصحية في تدهور مستمر منذ دخوله المستشفى، وقد نزل خبر وفاة أيقونة الشعر والأدب العربي في بسكرة وداخل الوسط الفني كالفاجعة على الجميع وعمت مظاهر الحزن والأسى بعد تداول خبر وفاته عن عمر يناهز 71 سنة. الفقيد يعد من خيرة الشعراء الذين سجلوا اسماءهم بأحرف من ذهب في الساحة الفنية الإقليمية والوطنية، حيث نشأ وتترعرع ويقيم بمدينة طولقة وحفظ بها القرآن وعرف عليه التحاقه بالمعهد الإسلامي ببسكرة، كما واصل دراسته التعليمية وخلال حصوله على شهادة البكالوريا رسم التحاقه بمعهد الآداب واللغة العربية بجامعة باتنة التي تخرج منها سنة 1984، ويعرف على فقيد الزيبان حبه للشعر الذي بدأه في سن مبكرة وخلاله قرأ الأدب العربي العالمي من قديمه وحديثه، ويحمل في مسيرته الفنية الشعرية والأدبية عشرات الإصدارات التي تزخر بها المكتبة الوطنية والمؤسسات الثقافية بالوطن. علما أن الفقيد كان يفضل الابتعاد عن الأضواء والإعلام وحتى التكريمات يعتذر عن حضورها محليا ووطنيا، وظل يتقبل بعض مظاهر النقد دون الرد على أعماله او حتى في شخصه وصارع الكثير من العقبات والأساليب المحطمة للروح الفنية والشعرية، رغم وقوف رجال مسؤولين وشعراء شرفاء كانوا ومازال البعض منهم في الساحة الثقافية المحلية والوطنية. الجزائر تفقد الشاعر عثمان لوصيف رحيل "نبي" القافية وصوفي القصيدة فقدت الجزائر الشاعر الكبير عثمان لوصيف، الأربعاء، بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 67 سنة. غادر عثمان لوصيف إلى جوار ربه بعد مسار حافل بالعطاء، حيث أصدر الشاعر أكثر من عشرة دواوين، على مدار ثلاثة عقود، منها "الكتابة بالنّار" عام 1982، و"شبق الياسمين" عام 1986، و"أعراس الملح" عام 1988، «الإرهاصات»، «نوش وهديل» 1994، «التغابي» 1999، «كِتاب الإشارات»، «زنجبيل»، «غرداية»، "قراءة في ديوان الطبيعة". عرف عثمان لوصيف بزهده في الظهور الإعلامي وابتعاده عن المنابر والمناسبات وصنع لنفسه مكانة جعلته أشبه بقديس الشعر ورغم ما قدمه لوصيف للمنجز الشعري الجزائري والذي يجعله في مصاف الشعراء الكبار، لكن زهده وابتعاده عن الأضواء جعل تجربته مهمة وصوته غائبا مقارنة بالأصوات التي استحوذت على الأضواء والمنابر. ولد صاحب ديوان الكتابة بالنار عام 1951 في مدينة طولقة بسكرة، التحق بالمعهد الإسلامي ببسكرة بعد مرحلة التعليم الابتدائي التي تلقاها في الكتاتيب، لكنه ترك المعهد بعد أربع سنوات، وواصل دراسته معتمدًا على نفسه. حصل على شهادة البكالوريا ثم التحق بمعهد الآداب واللغة العربية بجامعة باتنة وتخرج منه عام 1984. منح حياته لسلك التعليم الذي انخرط فيه مبكرا، حيث عمل كأستاذ للغة العربية بالمدارس الثانوية. رغم اعتزال عثمان لوصيف للساحة والأضواء، لكنه استطاع تقديم تجربة متميزة، حيث خلصت قصيدته الشعر الجزائري من التبعات الإيديولوجية لصالح الجماليات الفلسفية واللغوية التي جعلت من قصائده جسرا بين الكون الذات فأصبح عثمان لوصيف نبي الشعر الجزائري والمتصوف الذي استرجع القصيدة من سلطة الجماعة ليجعلها خيارا فرديا مؤسسا على روى جمالية ولغوية تحيل إلى بصمة متفردة غير قابلة لا للتكرار لا للتقليد.