ظاهرة غريبة تشهدها مدن ودوائر الجنوب منها ورڤلة، أدرار، تڤرت، حاسي مسعود، حيث تحترف متسولات جزائريات النصب على المواطنين واستعطافهم وذلك من خلال التدرب على نطق اللهجة السورية ومخادعة المتصدقين، وإن كانت بعض العائلات السورية النازحة نحو المناطق الصحراوية بحاجة إلى مساعدة، فإن متسولات أخريات جعلن من القضية السورية حرفة للتسول قصد إثارة الشفقة. أضحت عبارات "أعينونا يا إخوان، وحررونا من الفقر يا أبناء ميلون شهيد" "دخيلكم يا أحفاد الأمير عبد القادر" بمثابة المصيدة التي تعلمتها جزائريات لكسب المال بالتسول، وتلجأ المتسولات الجزائريات إلى تعلم اللهجة السورية وانتحال شخصية لاجئات واستغلال ذلك، للتمكن من جيوب المواطنين البسطاء، وأضحت كلمة "صدقة، صدقة" أولى ما تتعلمه المتسولات من جنسيات إفريقية في أزيد من مكان، ويتستر أفارقة بامتهان التسول عن جرائم أخرى، وآفات اجتماعية عدة على رأسها الاتجار بالمخدرات، السرقة وتزوير العملة، والتي تنتشر من خلالهم وسط الشباب في مختلف التجمعات السكانية، في حين تستغل المتسولات الجزائريات الوضع للتدرب على كل شيء من أجل جمع المال. وحتى وإن سلمنا أن العائلات السورية بحاجة إلى عون، خاصة في هذه الظروف الصعبة فإن المتسولين الذين يتواجدون في كل زاوية بالجهات المذكورة، سيما بطريق بودة بأدرار وشارع شيغفارا بورڤلة وشوارع ومرافق ثانية بتڤرت وعاصمة الذهب الأسود حاسي مسعود، شكلوا ما يشبه أمواجا بشرية واستغلال الأوضاع، وأصبح المواطن لا يفرق بين من هو سوري من غيره. يتواجدون أمام البنوك مرددين عبارات الاستعطاف رغم الظروف الطبيعية التي تتميز بها المناطق الجنوبية تحت درجة حرارة شديدة صيفا تتعدى 45 مئوية تحت الظل، ولكل متسوّل حيلة للإيقاع بالمتصدقين، كاستخدام الأطفال خاصة الرضع وهو الأسلوب الأكثر نجاعة لإثارة الشفقة أو حمل وصفات أدوية، أو إدعاء فقدان نقودهم ووثائقهم بسبب السرقة، أسلوب ينتهجه الأفارقة أكثر من غيرهم ويستعطفون الناس بقولهم إنهم يريدون العودة إلى الديار ولا يملكون المال. أعداد كبيرة للمتسّولين السوريين تدفقوا على مناطق الجنوب، وهو ما فتح شهية غيرهم للعب نفس الدور، حيث تفضل نساء وشابات من أصول سورية المساجد وإظهار تدّينهن أكثر من غيرهن، بعد هروبهن من الأوضاع الأمنية غير المستقرة التي تعرفها بلدهم، ناهيك عن التسّول بإلحاح من خلال قطع طريق عن الكثيرين ومنعهم من المرور، مما أزعج المارة وهي تصرفات عائلات من أصول مالية أيضا، حيث تتجول جماعيا حاملين في أيديهم صحونا مصنوعة من حديد. هذا، وصرح عدد من المواطنين أن الوجه العام للمدن الجنوبية أصبح غير لائق تماما، بعد أن تحوّلت أرصفة طرقات رئيسية إلى مخيمات جماعية عشوائية للاجئين أفارقة، وتساءل البعض في استطلاع "للشروق" عن الأسباب الكامنة وراء إلتزام السلطات المحلية والمركزية الصمت حيال الوضع العام، وكيف سمح لهذه الأسر بالدخول أفواجا أفواج من دون رقيب أو حسيب، مشددين على ضرورة التدخل العاجل لوضع حد لمثل هذه الظواهر وتنظيم اللاجئين الوافدين في شكل مخيمات على الأقل.