كثر التسول بالمدينة لا سيما في شهر رمضان الكريم لدرجة أن عدد المتسولين أصبح يضاهي عدد المارة بالشوارع يتزاحمون من أجل احتلال مكان استراتيجي وموقعا جيدا يمر عبره الناس بكثرة. وهكذا نجد هؤلاء المتسولين يجلسون الواحد بجانب الآخر، لا يفصل بينهما سوى مسافة ضيقة قد لا تتجاوز المتر، إذ يجلس في جزء فقط من شارع واحد على مساحة 500 م أو أقل 6 أو 7 أو في بعض الأحيان أكثر من عشرة متسولين، مما يستدعي التعجب والتساؤل هل يحصل كل هؤلاء على الصدقة، وكم يكفيهم من المال للتصدق عليهم ولمن يمدّ المتصدق صدقته لهذه المرأة التي تضع أطفالها أمامها أم لتلك العجوز الطاعنة في السن، أم لذلك الشيخ الذي يبدو من هندامه أنه غير محتاج، أم لذلك الغلام المراهق... مناظر عند رؤيتها تتقزز نفس الإنسان وتشمئز لها، لأن كل هؤلاء الذين يتظاهرون بالعوز والحاجة ما هم في حقيقة الأمر سوى محتالين يحتالون على الناس ويستعطفونهم للشفقة عليهم بنظرات تطارد المار وتتوسل إليه من أجل مدّهم بدنانير. فيمضون اليوم كله في مطاردة المارة وتشويه المدينة وأخذ حق غيرهم من المحتاجين الحقيقيين الذي لا يسألون الناس إلحافا ويحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف وأما آن الأوان لردع هؤلاء ما دام أنهم أسقطوا الحياء عن وجوههم ولم يعودوا بستحيون !.