تمكن اللاعب يوسف عطال من خطف مكان له في الدرجة الأولى الفرنسية، هو انتصار كبير للاعبين المحليين الذين ظلوا على مدار عقد كامل، لا وجهة لهم غير الدوري التونسي، أو اللعب في الدوريات الخليجية. عطال الذي تمكن من فرض نفسه مع نادي نيس ثامن الترتيب الفرنسي خلال الموسم الماضي، والذي لعب له بن عرفة وبالوتيلي، على نفس طريقة رامي بن سبعيني مع ران الفرنسي المتأهل للدوري الأوربي بعد احتلاله المركز الخامس خلف مارسيليا وليون وموناكو وباريس سان جيرمان، فمعنى ذلك أن اللاعب الجزائري المحلي، صار له وزنا في دوري فرنسي يكفي أنه منح لمنتخب الديكة كأس العالم، لأن كل لاعبي المنتخب الفرنسي الذين حصلوا على كأس العالم في روسيا تكوّنوا في المدرسة الفرنسية وتدرجوا إلى غاية صنف الأكابر مع الأندية الفرنسية المختلفة، بما فيها التي تنتمي إلى الدرجة الثانية. وإذا تمكن فرحات من التنقل إلى نادي ينتمي للدرجة الأولى فإن عدد اللاعبين الذين تنقلوا من الدوري المحلي الجزائري إلى الدوري الفرنسي الممتاز يرتفع إلى ثلاثة، يضاف إليهم لاعبين احترفا بين سويسرا وهولندا وهما عبد اللاوي ودرفلو، حتى لا تبقى الوجهة السهلة هي الدوري التونسي الذي لا يختلف كثيرا عن الدوري الجزائري، أو الدوريات الخليجية التي لا يتطور فيها مستوى اللاعبين الجزائريين. فباستثناء جيل التحرير الوطني وما فعله صايب وتاسفاوت مع نادي أوكسير في تسعينات القرن الماضي، فإن الدوري الجزائري ظل عصيا على اللاعبين المحترفين في زمن لم تكن فرنسا معادلة مهمة في الكرة العالمية، ولكن أهمية تواجد عطال وبن سبعيني وفرحات يكمن في كون الدوري الفرنسي ينشط فيه حاليا بعض كبار العالم في صورة الفرنسي مبابي والبرازيل نايمار، وفيه فريق مرشح دائما للتتويج بلقب رابطة أبطال أوربا وقد يحققها هذا الموسم مدفوع بكون فرنسا بطلة للعالم. لم يستطع أي لاعب من جيل الاستقلال الفوز بمكان له مع الأندية الفرنسية المنتمية للدرجة الأولى، باستثناء لاعب مولودية قسنطينة رابح قموح الذي غادر الموك بعد خسارة ناديه النهائي الثالث سنة 1976 أمام مولودية العاصمة، ولعب قموح لنادي نيم الفرنسي وبرز معه وبقي مع الخضر إلى غاية التأهل لكأس العالم 1982 وعجز البقية بالرغم من مسعاهم للاحتراف في فرنسا، بسبب رفضهم من الأندية الفرنسية، إلى غاية مونديال 1982، حيث تنقل ماجر وعصاد وبن ساولة وقندوز، ولكنهم جميعا لعبوا في الدرجة الثانية فقط. وحتى ماجر لم يستطع الظفر بمكان مع باريس سان جيرمان الذي كان فريقا متواضعا ولعب ماجر لنادي باريس الثالث المنتمي للدرجة الثانية ويدعى راسينغ باريس، كما لعب عصاد لميلوز من الدرجة الثانية ولم يلعب في باريس سان جيرمان سوى خمس مباريات فقط، وبقي قندوز مع مارتيغ وبن ساولة مع لوهافر، ونجح جمال تلمساني المتنقل من شباب بلكور إلى تولون، ولم يرفع راية الجزائري في الدوري الفرنسي غير اللاعبين مزدوجي الجنسية، قبل أن يهلّ بن سبعيني وراقه من الجيل الحالي في أزهى فترات الكرة الفرنسية المتوّجة ببطولة العالم.