لم يعد يفصلنا عن نهاية الميركاتو الصيفي إلا بضعة أيام، وواضح أن الدوري الفرنسي يفرغ تدريجيا من اللاعبين الجزائريين، وحتى الموجودين حاليا وغالبيتهم من الشباب، جعلوه مجرد محطة للعبور إلى دوريات أروبية أخرى، والبقية من أصحاب المستويات المتوسطة الذين هم في فرنسا من أجل العيش لا أكثر ولا أقل. نادي الإمارة موناكو أرسل في الوقت بدل الضائع صنارته في آخر محاولة لضم اللاعب ياسين براهيمي نجم بورتو، من أجل محاولة مزاحمة باريس سان جيرمان في الدوري الفرنسي والمنافسة على رابطة أبطال أوربا أولا، وثانيا من أجل بيعه ربما في الميركاتو الشتوي أو الصيفي القادم، بعد أن صار سوق موناكو من أكبر الأسواق إلى درجة جمع في فترة قصيرة أكثر من نصف مليار أورو من بيع النجوم، يحدث هذا والنجوم الجزائريون الذين تكونوا في المدارس الفرنسية صاروا يغادرون جماعات ومنهم من لا يعود حتى عندما يبلغ مرحلة الاعتزال وكان آخر المغادرين رشيد غزال، الذي انتقل إلى إنجلترا وهو لاعب محبوب جدا في فرنسا، ومن الصحافة الفرنسية التي تحاوره أكثر من أي لاعب آخر وتستقبله في البلاتوهات بما فيها ذات الطابع الاجتماعي والفني والمنوعاتي. وكان الدوري الفرنسي فقد في الموسم الماضي أحد أهم لاعبيه وهو رياض بودبوز الذي كاد يصل إلى الاعتزال من دون تطليق الدوري الفرنسي حيث لعب لسوشو وباستيا ومونبيلييه، قبل أن ينتقل إلى الأندلس للعب لبيتيس إشبيليا. وبمغادرة رشيد غزال فرنسا، خلت هذه الأخيرة نهائيا من نجوم الخضر المكونين في فرنسا، تماما كما حدث مع جيل أم درمان حيث غادر زياني وعنتر يحيى إلى ألمانيا وعبد القادر غزال ومراد مغني إلى إيطاليا ونذير بلحاج وحسان يبدة إلى إنجلترا وعبدون وجبور إلى اليونان، في ظاهرة اختلفت الآراء حول أسبابها، بين من قرنها بالتعامل السيئ والتهميش الذي يلقاه الجزائريون في فرنسا، وبين من اعتبرها أسبابا اقتصادية فقط بسبب الأجور المتدنية التي صارت تقدمها الأندية الفرنسية باستثناء باريس سان جيرمان وموناكو وليون ومارسيليا. هناك لاعبون جزائريون شربوا فعلا من كأس التهميش حتى لا نقول العنصرية، عندما لعبوا في فرنسا ومنهم نبيل بن طالب ورياض محرز، ولولا تنقلهما السريع إلى فرنسا لتوقفا عن ممارسة الكرة نهائيا، حيث سيقود بن طالب ناديه الألماني شالك في رابطة الأبطال، وكان لاعبا مهمشا في ليل الفرنسي، ويقود محرز ناديه مانشستر سيتي في رابطة الأبطال وكان لاعبا مغمورا في نادي لوهافر، وهي نفس حالة فوزي غولام الذي عانى في سنته الأخيرة مع سانت إيتيان قبل أن يتنفس في نابولي ويتحول إلى أحد أحسن ظهير اليسار في العالم. وحتى اللاعبون الذين قرروا البقاء في فرنسا مثل عبيد وزفان وبن زية هم من اللاعبين المتوسطين في المستوى، أما البقية فهم من القادمين من الجزائر، وعلى رأسهم بن سبعيني قبل أن يلحق به الملالي وعطال، وآخرون بقوا في الدرجة الثانية وهم فريد بولحية لاعب ميتز وياسين مرجي لاعب أوكسير ووليد مصلوب ومهدي تاهرات الذين ينشطان مع لانس، يضاف إليهم فرحات الذي لم يتلق عروضا من الدرجة الأولى وبقي مع لوهافر، وهناك لاعبون من الدوري الجزائري فضلوا بلدانا أخرى مثل عبد اللاوي في سويسرا ودرفلو في هولندا على الدوري الفرنسي في قسمه الثاني، عكس ما كان يحدث مع جيل الثمانينيات الذي توجه أربعة لاعبين من نجومه وهم ماجر وعصاد وقندوز وبن ساولة إلى الدرجة الثانية الفرنسية.