صعد الناجحون في امتحانات شهادة البكالوريا هذه السنة، عبر عدد من ولايات الشرق الجزائري، على غرار ولايتي برج بوعريريجوسطيف من لهجة احتجاجهم، مطالبين وزيرة التربية الوطنية التدخل العاجل لتمكينهم من حق الطعن في النتائج لتي تحصلوا عليها، مؤكدين أنها لا تعكس حقيقة مستوى الإجابات التي قدموها أيام الامتحان، هو ما يحرمهم حسبهم من اختيار تخصصات جامعية تتوافق ورغباتهم. خرج، الإثنين، العشرات من المترشحين الأحرار لشهادة البكالوريا، إلى شوارع مدينة سطيف، في حركة احتجاجية، نظموا من خلالها مسيرة سلمية انطلقت من أمام مقر مديرية التربية باتجاه مقر الولاية، مطالبين من السلطات الوصية، بضرورة إعادة تصحيح أوراقهم الخاصة بامتحان شهادة البكالوريا، قصد منحهم معدلات أكبر، تمكنهم من التسجيل في التخصصات التي يرغبون فيها، حيث أكد الطلبة الغاضبون في تصريح للشروق اليومي، أن المعدلات المتحصل عليها، سواء بالنسبة للمترشحين الناجحين في شهادة البكالوريا أو الراسبين غير منطقية، كاشفين بأنهم اجتهدوا كثيرا خلال الموسم الدراسي الحالي ورغبتهم كانت كبيرة في تحصيل معدلات مرتفعة، لكنهم تفاجأوا بحصولهم على معدلات أقل ما يقال عنها أنها مخيبة. من جانبها، أستاذة اللغة الألمانية بسطيف، والتي كانت برفقة الطلبة في المسيرة السلمية، أنها لا تشك في تصحيح أوراق الإجابة من طرف زملائها الأستاذة، لكنها، تقول، إنها غير مقنعة بالمعدلات التي تحصل عليها المترشحون الأحرار في جميع ولايات الوطن، ولهذا تطالب الأستاذة والطلبة على حد سواء من وزيرة التربية أو الوزير الأول أحمد أويحيى بفتح تحقيق في هذه القضية التي قال عنها الطلبة أنهم لن يسكتوا عليها، لأنها حقهم المشروع على حد تعبيرهم. وفي ولاية برج بوعريريج احتج صبيحة أمس المترشحون الأحرار أمام مقر مديرية التربية، مطالبين وزيرة التربية بإعادة تصحيح أوراق الامتحانات، معتبرين أن العلامات والنتائج التي تحصلوا عليها لا تعكس مستوى العمل الذي قدموه على أوراق الإجابة، وهو ما أدى إلى حصول المترشحين الأحرار على نتائج سيئة وضعيفة في شهادة البكالوريا، كما طالبوها بفتح تحقيق لمعرفة أسباب ما تعرض له المترشحون الأحرار من محاولة للتقليل من مستواهم ومجهوداتهم، وقد تم استقبال ممثلين عن المحتجين من طرف مدير التربية، الذي استمع إلى انشغالاتهم. وفي ولاية تبسة نظم نهار أمس، العشرات من الطلبة غير الناجحين، في امتحانات شهادة البكالوريا، وقفة احتجاجية، أمام مقر مديرية التربية، مطالبين الوزارة المعنية، بإعادة النظر في التصحيح، ومنحهم العلامات الحقيقية التي كان من المفروض أن يتحصلوا عليها، بعد مراقبة الكثير من الأساتذة لإجاباتهم، وقد أكد المحتجون أن ما تحصلوا عليه من نقاط، لا يمثل حتى نسبة 50 بالمائة من حقيقة علاماتهم، كما كشف بعض الأحرار، أن ما تحصلوا عليه السنة الماضية، هو نفس العلامات والمعدلات التي تحصلوا عليها هذا العام، وكأن هناك برنامجا موضوعا لمنح علامات للطلبة الأحرار دون تصحيح.
بما فيهم الناجحين ورغم الظروف المناخية القاسية طلبة البكالوريا الأحرار يخرجون إلى الشارع بتقرت خرج العشرات من الطلبة الأحرار الذين اجتازوا شهادة البكالوريا سواء الناجحين أو الراسبين إلى الشارع، الأحد، احتجاجا على نقاطهم التي لا تعكس إجاباتهم على ورقة الامتحان الرسمية وسط ظروف مناخية صعبة. ووقف هؤلاء المحتجين رفقة أوليائهم لمدة ساعتين تقريبا أمام ملحقة مديرية التربية بالمقاطعة الإدارية تقرت رغم الحرارة الشديدة التي فاقت سقف 50 درجة مئوية، حيث عبّر عدد منهم ل "الشروق" عن صدمتهم الكبيرة للنقاط والعلامات المشكوك فيها في كشف البكالوريا، سواء للناجحين أو الراسبين والبعيدة كل البعد عن تطلعاتهم وإجاباتهم الحقيقية في العديد من المواد الأساسية، والتي أثرت على المعدّل العام. واتهم المحتجون الوزارة بتقزيم الطلبة الأحرار والعمل بكل الطرق من أجل القضاء على هذه الفئة أو التقليص من عددهم، وكان من بين المحتجين متفوقين بمعدل 14 إلاّ أنهم كانوا في حالة نفسية سيئة بعدما كانوا يطمحون للحصول على معدل يفوق 15 أو أكثر لدراسة تخصصات عليا كالطب، حيث صرّحت إحدى الطالبات أنها لحد الآن مصدومة من النقاط التي تضمنها الكشف رغم أن إجابتها تعتبر نموذجية بعد تصحيح أوراق المسوّدة من طرف أساتذة أكفاء لهم خبرة. كما أنها صرفت مبالغ مالية باهظة لدراسة دروس الدعم يوميا، وهي نفس الحالة التي تنطبق على بقية المحتجين الذين لم يتقبلوا هذه المهزلة مثلما وصفوها رغم اجتهادهم، كما وقف في صفهم الأولياء الذين كانوا حاضرين في هذا الاحتجاج لمساندة أبنائهم. وطالب المحتجون بتدخل رئيس الجمهورية من أجل فتح تحقيق وإعادة الاعتبار لهم بما أن وزارة التربية الوطنية متهمة في هذا الموضوع، خاصة بعد تلميحاتها بزيادة رسوم وتكاليف تسجيلات الطلبة الأحرار ووضع شروط أخرى من بينها السماح باجتياز الأحرار لشهادة البكالوريا مرتين فقط .