تواصلت أمس احتجاجات العشرات من المترشحين الأحرار الراسبين في امتحان شهادة البكالوريا أمام مقرات مديريات التربية ببضع ولايات، مطالبين بإعادة النظر في النقاط الممنوحة لهم. في سطيف احتج العشرات من الطلبة المتحصلين على شهادة البكالوريا أحرار أمام مقر مديرية التربية، مطالبين بلقاء مدير التربية من أجل رفع انشغالاتهم للوزارة الوصية ومطالبتها بإعادة تصحيح أوراق امتحاناتهم، مشككين في عملية التصحيح التي خضعت لها إجاباتهم التي حرمتهم حسبهم من نقاطهم الحقيقية، خاصة بالنسبة للمواد الأساسية كمادة العلوم الطبيعية والرياضيات بالنسبة لممتحني شعبة العلوم الطبيعية، فيما اتهموا المصححين بتعمد منحهم نقاطا إقصائية في المواد الثانوية كمادة الفلسفة بالنسبة لنفس الشعبة. ورفض مدير التربية في البداية استقبال ممثلين عن الطلبة المحتجين، قبل أن يلجأ هؤلاء إلى غلق الطريق الرئيسي المحاذي للمديرية، لتضطر قوات الأمن إلى التدخل لفتح الطريق والسماح لممثلين عن المحتجين بملاقاة مدير التربية وتسليمه لائحة لمشكلتهم، وأكدوا أن مطلب الجميع يكمن في إعادة تصحيح أوراقهم، مع استعدادهم لأي عقوبة تشملهم إن تبين أن عملية التصحيح لم تظلمهم. وفي الجلفة رفع المحتجون لافتات يطالبون فيها بإعادة تصحيح أوراقهم مع رفضهم النتائج المعلن عنها، مناشدين في نفس الوقت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت التدخل من أجل إنصافهم بعد النتائج الهزيلة التي تحصلوا عليها في امتحان شهادة البكالوريا. وعبر عدد من المترشحين الأحرار أثناء حديثهم ل”الخبر” عن أسفهم للنقاط التي تحصلوا عليها في الامتحان، بالرغم من أنهم يعلمون بأن تلك العلامات غير صحيحة على حد قولهم بعدما عاملهم الأساتذة المصححون بنوع من الشدة عكس المترشحين النظاميين. وأشار آخرون أنهم يعيشون على وقع صدمة كبرى بعد اطلاعهم على العلامات الممنوحة لهم في بعض المواد، حيث تفاجأ الكثيرون بأن ما قدموه على أوراق الإجابات والعلامات الممنوحة لهم لم تتطابق مع نموذج الإجابات، ووجدوا أنفسهم مهضومين في كثير من النقاط خاصة أن منهم من قام بتصحيح المواضيع مع أساتذتهم. يشار إلى أن ولاية الجلفة تحصلت على نسبة نجاح تقدر ب37.54% وتراجعت بنسبة 07% عن السنة الماضية. وفي تقرت تجمهر أمس العشرات من طلبة البكالوريا الراسبين أمام الملحقة الإدارية لمديرية التربية بتقرت، منددين بما وصفوه ب ”الإجحاف” الذي تعرضوا له في عملية التنقيط التي طالبوا بفتح تحقيق فيها كونها حرمتهم من النجاح. وقال بعض المحتجين أمام المرفق ذاته وتحت درجة حرارة مرتفعة إن ما حدث صدمة بكل ما تحمله الكلمة، لاسيما أنهم قضوا موسما شاقا كلفهم مصاريف باهظة تتعلق بدروس الدعم، وشدد هؤلاء على ضرورة تدخل الوزارة الوصية وفتح تحقيق في عملية التنقيط التي قضت على أحلامهم. وفي الاغواط احتج عدد من المترشحين الأحرار أمام مقر مديرية التربية لولاية الأغواط، مشتكين من الظلم الذي طالهم حسبهم في تصحيح أوراقهم في امتحان شهادة البكالوريا، مؤكدين حصولهم على معدلات كارثية رغم اجتهادهم في العمل في مختلف المواد والمجهود المبذول في الإجابة. وطالب المحتجون بإعادة تصحيح أوراقهم والنظر فيها لأنهم متأكدون أن تقييمهم يحتاج أكثر، الأمر الذي تسبب في ضياع أحلامهم، خصوصا أن بعضهم متحصل على شهادة البكالوريا في السنوات السابقة ويرغب في الحصول على نقاط أحسن، ليتفاجئوا برسوبهم بنتائج متدنية. وفي سكيكدة انتفض، أمس، المئات من طلبة البكالوريا الأحرار، حيث أقدموا على شن حركة احتجاجية واسعة، قاموا خلالها بالتجمهر والاعتصام أمام مقر مديرية التربية بالولاية، وذلك احتجاجا على ما وصفوه بالنتائج الغريبة التي وجدوها في كشوف النقاط التي سلمت لهم، والتي اعتبروها غير منطقية ولا تخصهم. وطالب المحتجون بالتدخل العاجل لوزارة التربية من أجل إعادة النظر في هذه النتائج، عن طريق إخضاع أوراق الامتحانات لعملية تصحيح أخرى. واستنادا إلى بعض المحتجين، فإن أغلبية طلبة البكالوريا الأحرار بالولاية، صدموا بعد استلامهم لكشوف النقاط التي تحصلوا عليها في امتحانات البكالوريا. كما أكدوا بأن تلك النتائج لا تخصهم، بالنظر إلى أنهم متأكدون من إجاباتهم الصحيحة في العديد من الامتحانات، لكن النتائج جاءت عكس ذلك. والغريب في الأمر، حسب محدثينا، هو النقاط التي تم صبها في الكشوف المسلمة لهم، والتي كانت شبه متساوية لدى أغلبية الطلبة، وذلك في العديد من الاختصاصات، على غرار العلوم التجريبية والآداب. للإشارة فإن الأمين العام لمديرية التربية، استقبل ممثلين عن المحتجين ووعدهم بإيصال انشغالهم للوصاية، فيما لا تزال الأجواء مشحونة في ظل تهديد المعنيين بالتصعيد في حركتهم الاحتجاجية، في حالة عدم استجابة الوزارة لمطلبهم القاضي بإعادة تصحيح أوراق الامتحان. للإشارة فقد ترشح لهذا الامتحان أكثر من 4 آلاف مترشح حر نال منهم حوالي 1300 مترشح المعدل بنسبة لا تتعدى 30%.