لم تكد جراح ضحايا الحوت الأزرق تندمل، حتى ظهر تطبيق، شغل الشباب في هذا الصيف، وهو تطبيق كيكي، ورغم أن ظاهرة كيكي، لم تكن أبدا بنية سوء، لأنها عبارة عن رقصة على أنغام أغنية أمريكية شهيرة بعنوان in my feelings بمعنى في أحاسيسي. حيث قام أحد أشهر منشطي البرامج في العالم بالرقص على أنغامها بطريقة عجيبة عندما ترك سيارته من دون مكابح تسير بهدوء وهو يرقص إلى جانبها ثم يستقلها ويكمل سياقته، وبمجرد نشر الفيديو على الأنستغرام حتى تحوّل إلى ظاهرة، وبدأ الكثيرون يقلدونه بطريقة ضد قوانين السياقة، وتعرض حياة الناس للخطر، قبل أن تأخذ أوساط غير معروفة هذه الرقصة وتحولها إلى تطبيق تطلب من خلاله من قابل التحدي، الرقص في الطرق السريعة وهو ما أحدث مجازر مرورية مروّعة. وتزدحم صفحات الانستغرام في الجزائر بهذه الرقصات الغريبة أمام سيارات تسير من دون سائق، ومنها من ظهرت في الطرق الساحلية، حيث يتسبب الفاعل في زحام في الطريق، وتجرّأ آخرون على تطبيقها في قلب أحياء العاصمة ووهران وقسنطينة، من خلال تحرير مكبح السيارة اليدوي وترك السيارة تسير أمام أنظار الشباب، ومقابلتها برقصة خفيفة ثم العودة للسيارة. ورغم أن تحدي رقصة كيكي لم يسجل ضحايا في الجزائر إلا أن الوقاية في هذه الحالة أحسن من بلوغ مأساة الحوت الأزرق التي تسببت في انتحار العشرات من الأطفال والمراهقين في سطيف وقسنطينة وبجاية وسكيكدة ووهران والبليدة، وهو التطبيق الذي خلّف تطبيقا آخر لا يقل خطورة يدعى تطبيق مومو الياباني المنشأ، الذي أدخل الكثير من الأطفال الجزائريين في حالة اكتئاب بسبب صورة السيدة المرعبة المسماة مومو التي تظهر للناس في ساعات متأخرة من الليل، من خلال رسالة عبر الوات ساب لتطلب التعارف، ثم تباشر عملها الإرهابي: "أنا أعرف كل شيء عنك، وسأمسحك من العالم إن رفضت مواصلة التحدي معي". وتسبب مومو المخيف، في قتل العشرات من الأطفال والمراهقين في أمريكا اللاتينية، وتدخلت حكومات لحماية شعبها من مخاطر التطبيق، وخلصت كل التقارير إلى أن مومو هي تكملة لبرامج الحوت الأزرق التي تريد السيطرة عبر التقدم التكنولوجي لبعض البلاد، في أفكار الناس والتجسس على الشعوب، والسيطرة عليها عن بعد، إلى درجة إبداء الضحية السمع والطاعة، وتنفيذ أصعب الأوامر بما فيها القتل والانتحار.