بعد أن حصدت لعبة الموت أرواح عدة أطفال ** * عيسى: على الأولياء حماية أبنائهم من الحوت الأزرق رغم أن الجهات الرسمية لم تستشعر على ما يبدو في البداية خطر لعبة الانتحار المسماة باسم الحوت الأزرق إلا أن الضجة الكبيرة التي أثارتها وبعد أن حصدت أرواح عدد من أطفال الجزائر تكون قد دفعت السلطات العليا في البلاد إلى التحرك بهدف إنقاذ ما يمكن إنقاذه والبداية بالتوجه نحو حظر هذه اللعبة القاتلة والعمل على حجبها وعدم إتاحة تحميلها على الهواتف الذكية واللوحات.. وفي انتظار نتائج التحقيقات الأمنية بهذا الخصوص أعلنت رئيسة الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة مريم شرفي أمس الأحد عن قرار رسمي يقضي بحجب لعبة الحوت الأزرق بداية من الأسبوع المقبل في الجزائر. شرفي وفي تصريح لتلفزيون النهار قالت إنّ الجزائر اتخذت كافة الإجراءات اللازمة لحجب لعبة الحوت الأزرق. وأشارت شرفي إلى أن القليل من العائلات الجزائرية فقط تتابع وتراقب أبنائها مشيرة إلى أن ومنذ انتشار اللعبة بالجزائر تقدمت عائلة واحدة فقط لطلب المساعدة لأجل إبنها الذي اكتشفت أنه يلعب الحوت الأزرق. وفي سياق ذي صلة ناشد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى عبر صفحته الرسمية على موقع فايسبوك الأولياء والآباء بالحرص على حماية أبناءهم من اللعبة القاتلة الحوت الأزرق. وقال الوزير في منشوره الفايسبوكي: أضمُّ صوتي إلى الذين لم يُسمع صوتهم من الأمهات والآباء لحماية أبنائنا من هذه اللعبة القاتلة راجيا من السادة الأئمة ومن رجال الإعلام أن يساهموا في نشر هذا التوجيه حتى لا تتسبب هذه اللعبة في وفاة طفل آخر .. كما أكد محمد عيسى ضرورة مراقبة الهواتف الذكية من قبل الأباء والأمهات بهدف حمايتهم وإزالة هذا التطبيق القاتل . وكانت اللعبة قد تسببت في الأشهر الأخيرة الماضية في وفاة 5 مراهقين في العديد من الولايات تتراوح أعمارهم بين 11 و16 سنة. وقد دشّن بعض نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي حملات افتراضية من أجل تحذير الأولياء والأطفال من مخاطر هذه اللعبة ودعوتهم لمراقبة استخدام أبنائهم لشبكة الأنترنت وكذلك من أجل مطالبة وزارة البريد والتكنولوجيات بالتدخل لمنع هذه اللعبة. وكانت وزيرة التربية نورية بن غبريط قد شدّدت على أن الأولياء يتحمّلون مسؤولية مراقبة أبنائهم من الخطر القادم من لعبة الحوت الأزرق ومختلف ألعاب الموت عبر الإنترنت. وقالت وزيرة التربية أنه من الضروري التعاون وتكثيف الجهود بين مختلف القطاعات من وزارة التربية وحتى وزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال وحتى وزارة العدل من أجل التصدي للعواقب الوخيمة الناجمة عن استعمال الأطفال والمراهقين للألعاب الالكترونية. ولعبة الحوت الأزرق هي تطبيق يُحمّل على أجهزة الهواتف الذكية يتلقى من يلعبها أوامر على مدار 50 يوماً تنتهي بطلب الانتحار عند مرحلة تحدي الموت. وقد بدأ الحوت الأزرق في روسيا في عام 2013 مع F57 واحدة من أسماء ما يسمى مجموعة الموت من الشبكة الاجتماعية فكونتاكتي ويزعم أنها تسببت في أول انتحار لها في عام 2015. وقال فيليب بوديكين وهو طالب علم النفس السابق الذي طرد من جامعته لابتكاره اللعبة. وذكر بوديكين أن هدفه هو تنظيف المجتمع من خلال دفع الناس إلى الانتحار الذي اعتبر أنه ليس له قيمة. في روسيا في عام 2016 جاء الحوت الأزرق لاستخدام أوسع بين المراهقين بعد أن جلبت الصحافة الانتباه إليها من خلال مقالة ربطت العديد من ضحايا الانتحار غير ذات صلة إلى الحوت الأزرق وخلق موجة من الذعر الأخلاقي في روسيا. وفي وقت لاحق ألقي القبض على بوديكين وأدين ب التحريض على ما لا يقل عن 16 فتاة مراهقة للانتحار مما أدى إلى التشريع الروسي للوقاية من الانتحار وتجدد القلق العالمي بشأن ظاهرة الحوت الأزرق.