أقدم عدد من البطالين بورقلة، تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة، الإثنين، على اعتراض، 3 شاحنات ذات صهاريج محملة بالوقود ومنعوها من مواصلة مسارها، احتجاجا على مشكل البطالة بمنطقة الحدب النائية التابعة لبلدية الرويسات الواقعة 05 كلم عن مقر الولاية. واحتجز بطالون بمنطقة الحدب الشاحنات، قبل أن يقوموا بإنزال السائقين ومنعهم من مواصلة مهمتهم، في منطقة صحراوية تحت دراجة حرارة عالية تفوق 46 مئوية من دون ماء ولا طعام، حيث اشترط البطالون مناصب عمل قارة بالشركات البترولية، نظير إطلاق الشاحنات، وهي العملية التي تطلبت تدخل مصالح الدرك الوطني، التي ظلت تراقب المكان عن قرب خوفا من تهور الشاب وحرق الشاحنات المحملة بالوقود شديد الاشتعال. وخرج البطالون بصدور عارية في عز الصيف في مشهد يعبر عن غضب شديد إزاء ما يحدث في سوق اليد العاملة، الذي يظل يراوح مكانه رغم مئات مناصب الشغل، التي توفرها الشركات البترولية لوكالات التشغيل المحلية كل سنة تقريبا أي ما يفوق 500 منصب عمل في أحواض النفط بحاسي مسعود وما جاورها، تتم بطرق ملتوية حسب تصريحات هؤلاء. ويحتج البطالون على رفض وكالة التشغيل توظيفهم بالشركات المذكورة كما يشتكون من وضعيات اجتماعية معقدة، وهو ما يجعلهم يقبلون على هذه الخطوة التي وصفوها بمثابة "آخر العلاج هو الكي"، حتى تشعر السلطات بمرارة ظروفهم القاهرة منهم من يحمل شهادة جامعية ويظل بطالا. وأوضح البطالون أنهم سئموا الوعود، التي لم تجد نفعا بعد ترددهم على وكالات التشغيل المحلية، بحثا عن فرص عمل بالشركات منذ شهور متتالية، ويتهمون كلا من وكالات التشغيل وإدارات الشركات النفطية الوطنية بعدم الجدية في التعاطي مع هذا الملف وتوظيف أشخاص غرباء من خارج الولاية، فضلا عن فرض شروط تعجيزية، والتلاعب بهم خاصة بعد اجتياز الفحص المهني دون عمل. بالمقابل توظيف أشخاص آخرين منهم فتيات من خارج الولاية. وتعد ظواهر احتجاز الشاحنات المحملة بالوقود والتهديد بنفسها، وكذا إخاطة الأفواه وتقطيع الأجساد، والتهديد بالانتحار الجماعي من فوق المباني الأكثر ارتفاعا، من بين طرق الضغط على وكالات التشغيل والمصالح المعنية بغية التكفل بقضيتهم التي نعتوها بغير العادلة. يذكر أن المكلف بالإعلام لدى الوكالة الولائية للتشغيل بورقلة عبد القادر شداد، تحدث ل"الشروق"، أكثر من مرة على أن ملف الشغل يسير بطريقة شفافة ومجدية، إلا أن البعض لم ترق له الطرق الجديدة في ضبط قوائم المسجلين طالبي الشغل وتحيينها منها وثيقة "الوسيط".