يعني إمساك التقني الجزائري المغترب جمال بلماضي بِالزمام الفني ل "الخضر"، أن فلسفة الإعتماد على اللاعبين المحترفين ستعود لِتفرض نفسها في تشكيل "محاربي الصحراء". وكان المنتخب الوطني يعتمد بِدرجة كبيرة جدا على العناصر المغتربة، وذلك في عهدة رئيس الفاف محمد روراوة، وحينما أطّر العارضة الفنية مدربون من فصيل وحيد خليلوزيتش وكريستيان غوركوف وحتى رابح سعدان. ولكن هذه الفلسفة سرعان ما خبا لهيبها، بعد تعيين الفاف – نسخة خير الدين زطشي – التقني رابح ماجر، على رأس العارضة الفنية ل "الخضر"، حتى صار خرّيج مدرسة نصر حسين داي يُفضّل حارس المرمى المحلي فوزي شاوشي على المغترب وهاب رايس مبولحي، رغم أن البون شاسع بين الكرويَين، و تفوّق مبولحي كفاءة ورزانة. ويرى متابعو شؤون "محاربي الصحراء"، أن إعادة خير الدين زطشي الإعتبار للعناصر المحلية هدفه تجاريّ بحت. بِمعنى آخر، حتى يُثبت رئيس الفاف أن منطقه صائب وسياسته مُثمرة، لمّا أطلق أكاديمية البارادو. ولا يتوقّف زطشي عند حدّ الإقناع، بل يمرّ إلى الإجراءات العملية، من خلال بيع عصافير "حيدرة" إلى نوادي أوروبا (عطال، الملالي، بن سبعيني الذي تخرّج من مدرسته…). كما يقرأ نقاد "الخضر" في مسألة إعادة ماجر الثقة للمحليين، أن الناخب الوطني حاول تصفية حساباته مع "جيل مونديال البرازيل 2014″، حتى يُبقي على تفوّق نظرائهم من "ملحمة خيخون 1982″، وإلى أبعد فترة ممكنة. ومعلوم أن الصراع بين الأجيال خصلة بشرية سلبية، لا تقتصر على كرة القدم. وممّا يُقوّي فرضية اعتماد الناخب الوطني الجديد على المحترفين، أنه لم يلعب في البطولة الوطنية، وربما لم يسبق له حضور مباراة محلية. كما أن بلماضي سيجد سهولة كبيرة في التواصل مع المغتربين وبسط فلسفة عمله. ولعلّ هرولة سفيان فيغولي للترحيب بِالوافد الجديد، وتثمين كفاءته قبل أن تنتدبه الفاف، دليل "قبلي" على أن اللاعبين المغتربين ستكون لهم الأولوية والكلمة المسموعة في صفوف المنتخب الوطني نسخة بلماضي. بقيت الإشارة، إلّا أن مواجهة المضيف الغامبي مطلع سبتمبر المقبل، بِرسم الجولة الثانية من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2019، قد لن تكون مقياسا لِتفضيل هذا أو ذاك. لأن جمال بلماضي ليس لديه مُتّسع من الوقت، وسينتقي اللاعبين استنادا إلى مردودهم مع أنديتهم في شهر أوت الحالي، فضلا عن عوامل أخرى تقليدية.