غرقت بلدية القرارة على مسافة 120 كلم شمال شرق مقر ولاية غرداية، مساء الثلاثاء، في المياه القذرة، مع تسجيل بعض الخسائر المادية، إثر هطول كميات معتبرة من الأمطار، وسقوط حبات البرد، التي أنعشت الطقس الحار، في عزّ فصل الصيف. تتجدد معاناة مواطني عدة أحياء سكنية ببلدية القرارة مع سقوط الأمطار، التي تتسبب في انسداد بالوعات مياه الصرف الصحي، ما يؤدي إلى صعود المياه القذرة إلى الشوارع الرئيسة والفرعية، فتمتزج بمياه الأمطار المتجمعة بها، مثلما حدث في أحياء أسمار، الشيخ محمد علي الدبوز، ناحية محمود، ووسط المدينة، فتحوّلت إلى مستنقعات تنبعث منها روائح كريهة، تثير مخاوف المواطنين من انتشار الأمراض الوبائية. وأفاد عمال الديوان الوطني للتطهير ONA في اتصال ب "الشروق" بأنّ هناك عدة أماكن على مستوى أرجاء البلدية خالية من بالوعات صرف مياه الأمطار، على غرار سوق الخميس، وحي أسمار، ما يشكّل بركا مائية تتحول إلى مسابح عامة للأطفال، الذين يفتقدون مسبحا عموميا، من أجل قضاء أوقات الراحة والترفيه فيه. كما أن هناك أيضا مناطق منخفضة جدا، تتجمع فيها مياه الأمطار، ما يضطر عمال ديوان التطهير إلى فتح بالوعات مياه الصرف الصحي، لتخفيض مستواها، حتى لا تتسرب إلى المساكن والمحلات التجارية، فضلا عن ارتفاع بالوعات صرف الأمطار عن أماكن تجمع المياه، مثلما هو في ناحية الشيحية. وحجزت بعض الممهلات على مستوى بعض الطرق الرئيسة مياه الأمطار كما هي الحال أمام ابتدائية الحاج عمر بن يحيى بحي باردو، وبحي مفدي زكرياء على مستوى شارع الاستقلال إلى غاية مفترق الطرق فخار، حيث تسربت المياه إلى خمسة منازل، الأمر الذي دعا المواطنين إلى الإسراع في كسر جزء من الممهل، الذي كاد أن يتسبب في كارثة حقيقية. وقد سجلت بعض الخسائر المادية جراء التقلبات الجوية، حيث سقطت نخلة بحي إينورار، ما أدى إلى انهيار حائط شرفة أحد المنازل، كما سقطت أجزاء من جدران إحدى الورشات بحي الشيخ بالحاج، وهذا دون تسجيل أي خسارة بشرية تذكر. ويبقى المواطن يعيش حالة رعب بمجرد سماعه الرعد، وهطول الأمطار، نظرا إلى الأوضاع التي تعرفها بعض النواحي السكنية من المدينة، وعدم التزامها بتوصيات اللجان التقنية المنبثقة بعد فيضان أكتوبر 2008، خاصة المواطنين القاطنين في سواقي الوديان، وفي المناطق الواحاتية، دون اتخاذ التدابير اللازمة للحماية من عدة مخاطر. ويناشد المواطنون السلطات المحلية تعزيز التنمية المحلية، وتجسيد التهيئة الحضرية وفق المعايير التقنية المعمول بها، في ظل غياب الأرصفة، وعدم تسوية الأراضي في بعض الساحات والشوارع، ما يحتّم على المواطن المشي وسط الأوحال، فأضحى لزاما على المسؤولين تدارك النقائص قبل وقوع الفأس على الرأس.