شهدت الأغواط مساء الخميس، احتجاجا محموما وحالة احتقان وتجمهرا لمئات المواطنين أمام دار الثقافة التخي عبد الله بن كريو بالأغواط على خلفية تداول معلومة بإحياء مطربيْن غير مرغوب فيهما حفلا بدار الثقافة بسبب مظهريهما الغريبين عن مقومات المجتمع الجزائري. تداولت مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام أن المدعويْن "ماميدو" و"نانو" سيحييان حفلا فنيا بالأغواط، بعد اعتراض وإفشال كل من سكان ورقلة وسيدي بلعباس إحياء حفلين فنيين بهما، وهو ما أثار حفيظة المحتجين من سكان الولاية على اختلاف توجهاتهم على اعتبار أن هذا الحفل يعد إهانة لهم وللولاية حسب التعليقات المتداولة، خصوصا بعد ظهور تغريدة – قيل فيما بعد إنها مفبركة في مواقع التواصل لأحد هذين المطربين بأنه سيحيي الحفل فعلا بالأغواط. شباب وكهول وأطفال تجمهروا في حدود الساعة السادسة (18:00) مساء أمام دار الثقافة في وقفة سلمية طالبوا فيها بإلغاء الحفل على خلفية "أنه ليس هذا أوانه وأن الأغواطيين ليسوا ضد الفن" و"أن الولاية بحاجة إلى تنمية" وأنها "بحاجة إلى فتح مناصب شغل"، حسب المحتجين وأن"المبلغ المرصود لهذا الحفل الأولى أن يوجه إلى مشروع مفيد".. وقد أدى عدد من المحتجين صلاتي العشاء والمغرب بالساحة المقابلة لدار الثقافة. وكاد صعود شاب في حدود الساعة العاشرة ليلا فوق مدخل دار الثقافة في حالة هستيرية أن يؤدي إلى انفلات أمني، حيث كان يصرخ ويتفوه بكلام بذيء ورفض إنزاله، قبل أن يباغته شاب ويصعد إليه من الجهة الأخرى ويدفعه للسقوط داخل دار الثقافة حيث ارتطم بالسلم ثم تلقفه رجال الحماية والشرطة المحيطون بالمكان دون أن يتسبب له ذلك في أذى.. غير أن هذا السلوك أثار حفيظة المتجمهرين الذين تقدموا إلى مبنى دار الثقافة وقام بعضهم برشق حجارة في الداخل، حيث كانت توجد قوات الأمن ومكافحة الشغب والحماية المدنية وبعض عمال دار الثقافة. الغريب في كل هذا أن المعلومة كانت خاطئة وأن الحفل المبرمج كان سيحييه على مدار 3 ليال مطربون في طبوع "المالوف والشاوي والقبائلي والعصري والأندلسي" من تنظيم الديوان الوطني للثقافة، وقد كان مبرمجا ليلة الجمعة بالحديقة الواحاتية النباتية قبل تحويله لدواع أمنية إلى دار الثقافة حسب مصدر من قطاع الثقافة للشروق، وقد أعاب متتبعون على الجهات المنظمة عدم قيامها بالإعلان عن الأسماء الحقيقية التي ستحيي الحفل، وعدم استغلالها وسائط التواصل والإعلام المتاحة في حملة مضادة لما كان يروج وأنها تركت الحبل على الغارب حتى وصل الأمر إلى تلك الحالة من الاحتقان قبل أن يلغى الحفل تحت ضغط المحتجين الذين لبث بعضهم هناك حتى ساعة متأخرة من الليل.