آسيا علواني، طفلة في عمر الزهور وفي ربيعها العاشر، خطفها الموت، بعد أن خرجت تلعب قرب منزلها العائلي ببلدية جنين بورزق 150كلم جنوب عاصمة النعامة، لم تكن تدري أن الموت ينتظرها بعد ملامسة قدميها الماء المسكوب قرب عمود كهربائي موصول بالإنارة العمومية، هي صعقة كهربائية جعلتها جثة هامدة، والذنب ليس ذنبها والعمود الذي ينبعث منه تيار كهربائي خارج عن السيطرة، بل اللوم كله يقع على مسؤولي البلدية كونهم أهملوا الصيانة الدورية لمثل هذه الشبكة التي لا تراقب بصفة دورية من طرف كهربائيين مختصين، فبمجرد وضع الإنارة الخارجية واستلام المشروع من طرف المصالح التقنية وتدفع فاتورة المقاول، حتى تترك الشبكة دون مراقبة. آسيا ليست الضحية الأولى لهذه الأعمدة الكهربائية، بل سبقتها طفلة من مدينة المشرية ترصدها الموت وهي عائدة إلى منزلها بعد خروجها من المدرسة، وطفلة أخرى بعاصمة الولاية النعامة، راحت ضحية هذه الشحنات الكهربائية الناتجة عن الإنارة العمومية، يزايد عدد الضحايا من عمر الزهور، والسبب ذاته لا يزال قائما، وقد يحصد المزيد من الأرواح، لكن المؤسف أن تحديد المسؤوليات لم يتضح بعد، فمؤسسة سونلغاز تقول على لسان مسؤوليها، إن عملية صيانة الأعمدة الخارجية للإنارة العمومية تقع على عاتق البلدية التي تشتكي من عدم توفر أخصائيين في الكهرباء، وعدم قدرتها على التحكم في الشبكة لتشعبها وطول مسالكها، ليبقى الخطر قائما والسلطات تتفرج، وفي انتظار تحديد المسؤوليات تبقى البراءة تدفع الثمن وتحترق معها أكباد أمهات.