يروي اثنان من "لجنة العقلاء" التي قادت الصلح بين أمين عام الأفلان وخصومه، حقائق غير مسبوقة بشأن ما جرى في الدقائق التي سبقت اقتحام "بلطجية" قاعة فندق الرياض، وتحريرها من قبضة المطالبين بسحب الثقة من بلخادم. "لجنة العقلاء" وفي أول خرجة إعلامية لها منذ اجتماع اللجنة المركزية الأخير، حمّلوا الأمين العام، عبد العزيز بلخادم، مسؤولية الأحداث الدامية التي عاشها فندق الرياض، وأكدوا أن اللقاءات المتكررة التي جمعتهم بالرجل، في إطار جهود الصلح، "أقنعتهم بأنه (بلخادم) لم يكن جادا وكان يناور لربح الوقت واستغلال الفرصة للانقضاض على خصومه من التقويميين والمركزيين". ونفى بوخالفة وقزان جيلالي، أن يكون بلخادم قد قبل، كما أشيع، الاحتكام إلى الصندوق في مسألة طرح الثقة منه، وقالا في لقاء جمعهما ب"الشروق" في مجلس الأمة أمس على هامش اختتام الدورة الربيعية للبرلمان: "في البداية، بلخادم قرر الاحتكام إلى الصندوق، غير أن المحيطين به تشبثوا بخيار رفع الأيدي ورفضوا الاقتراع السري، متحججين بالمادة 13 من النظام الداخلي للحزب". وأكد عضوا لجنة العقلاء، أن اللجنة قررت وقف جهود الوساطة، مباشرة بعد نشر البلاغ الذي التفّ فيه المكتب السياسي على الاتفاق الذي أبرم مع بلخادم، يوما واحدا قبل موعد انعقاد الدورة العادية للجنة المركزية، والذي يؤكد تراجع بلخادم عن الاحتكام إلى الصندوق. وكشفا "في صبيحة اليوم الأول من الدورة، أوفد لنا بلخادم عضوان من المكتب السياسي، وهما وزير التعليم العالي السابق، رشيد حراوبية، ورئيس المجموعة البرلمانية السابق، العياشي دعدوعة، ودعانا لمقابلته، غير أننا رفضنا وأكدنا له بأننا أوقفنا جهود الوساطة، احتجاجا على تراجعه عن خيار الصندوق. لكن حراوبية ودعدوعة جددا التأكيد على تمسك بلخادم والتزامه بالاقتراع السري". وتابع بوخالفة (رئيس كتلة الثلث الرئاسي بمجلس الأمة) والسيناتور قزان جيلالي: "عندها أصررنا على عضوي المكتب السياسي أن يكون بلخادم هو من يتنقّل إلينا ولسنا من يذهب إليه، وهو ما حدث." وكان مما قاله بلخادم لأعضاء اللجنة في اللقاء الذي دام حوالي ساعتين، هو أن يعمل هو على إقناع أعضاء المكتب السياسي الرافضين للصندوق، مقابل قيام اللجنة بإقناع أعضاء اللجنة المركزية الرافضين للصندوق أيضا. ومن الشروط التي حددها بلخادم على اللجنة، بحسب قزان جيلالي بوخالفة، هو ضرورة إقناع الجميع ومن دون استثناء بخيار الاقتراع السري، كشرط للذهاب إليه، وهو ما اعتبرته اللجنة شرطا تعجيزيا، ومن ثم "ترسخ لدينا الاعتقاد بسوء نوايا الرجل وانكشاف مراوغاته". ومما زاد من اقتناع اللجنة، بحسب أعضائها في سوء نوايا بلحادم، هو تأكيده بأن الفشل في إقناع جميع الرافضين لخيار الاقتراع السري، يعني استعمال القوة لتحرير القاعة من قبضة خصومه الذين سيطروا عليها منذ صبيحة اليوم الأول. وقد تأكد ما توقعته اللجنة، بحسب عفان قزان جيلالي ومحمد بوخالفة، اللذين أكدا أنه "في الوقت الذي كان الجميع يعمل من أجل إقناع الرافضين لخيار الصندوق، أطلق بلخادم أوامره بالهجوم على القاعة.. وعندها غادرنا الأشغال نهائيا".