يفتك داء السرطان بحياة قرابة 12 شخصا كل شهر بولاية الوادي، ويصيب في نفس المدة الزمنية "شهر" أزيد من 22 شخصا، فيما سجلت جمعية "الفجر" لمساعدة الأشخاص المصابين بداء السرطان، إصابة أكثر من 3 آلاف حالة بداء السرطان خلال السنة الجارية، بمختلف أقاليم ولاية الوادي، حسب أحد مسؤولي الجمعية. وتختلف حالات الإصابة بداء السرطان بالولاية، من مريض لأخر، غير أن أغلب تلك الحالات محصورة في 6 أنواع من السرطانات، وهي سرطان الثدي، وعنق الرحم عند النساء، وسرطان الرئة، القولون والبروستات عند الرجال، وسرطان الدم عند الأطفال، فيما أوضح رئيس المكتب الجهوي لجمعية الفجر، محمد الزغدي، أن أزيد من 80 بالمئة من حالات الإصابة بهذا الداء، يقع في أوساط النساء. وأشار ذات المصدر، إلى ترجيح وجود عدد من حالات الإصابة بهذا الداء، في مناطق مختلفة من الولاية، لم يتم إحصاؤها لحد الآن، مرجعا سبب ذلك، لضعف التغطية الطبية، التي لم تسمح بضمان فحوصات طبية للتشخيص المُبكر للأعراض السرطانية لهذا الداء، وأرجع السيد الزغدي، ارتفاع حالات الإصابة وعدد الوفيات، نتيجة إلى اكتشاف هذا الداء في المرحلة الثالثة من المرض، وهي مرحلة متأخرة يستعصى طبيا خضوع المصاب إلى العلاج الكيميائي والإشعاعي مما يستدعي علميا خضوعه إلى العناية الطبية المركزة. وتتكفل مصالح المكتب الجهوي لجمعية "الفجر" لمساعدة الأشخاص المصابين بداء السرطان، بإجراءات المرافقة والمتابعة الطبية لكل الحالات المرضية المسجلة لديها من خلال تقديم كل أنواع المساعدات، لاسيما المالية منها، فيما تعلق بمصاريف النقل والتوجيه والإيواء، باعتبار أن أغلب المرضى من الفئات الاجتماعية ذوي الدخل الضعيف ومعدومي الدخل. كما تنظم الجمعية على مدار شهور السنة، لاسيما في الشهر الوردي "أكتوبر"، حملات تحسيسية يرتكز برنامجها على تفعيل أدوات الكشف المبكر للسرطان، وذلك من خلال إقامة حملات تحسيسية "أبواب مفتوحة وأيام إعلامية، وغيرها" لفائدة كافة شرائح المجتمع، الهدف منها غرس ثقافة التشخيص المبكر، في أوساط المجتمع باعتبارها الآلية الوحيدة التي تمكن من الاكتشاف المبكر لهذا المرض القاتل والقضاء على ظاهرة الاكتشاف المتأخر لحالات الإصابة. تجدر الإشارة إلى أنه تم وضع مصلحة العلاج الكيمياوي للأورام السرطانية بالمركز الجهوي لمكافحة السرطان حيز الخدمة، وهو المرفق الطبي الذي يتوفر على 140 سرير الذي من شأنه أن يوفر عناء تنقل المرضى، لاسيما المعوزين منهم إلى الولايات الأخرى لأغراض العلاج.