تتواصل معاناة مرضى العيون بولاية إيليزي، وذلك لانعدام طبيب أخصائي في أمراض العيون على مستوى جميع المؤسسات الصحية بالولاية، لمدة تقارب السنة، منذ مغادرة آخر طبيبة أخصائية، مما تسبب في مضاعفة عدة حالات مرضية وإصابات. هذه المرة فقد فيها الشاب "محمد أكرتانت" عينه للأبد عندما تعرض لحادث، وكذا بسبب غياب طبيب العيون بالدرجة الأولى، الشاب محمد صاحب 27 سنة، من قرية تيافتي التابعة إداريا لبلدية برج عمر إدريس شمال الولاية، كان بصدد تركيب بطارية سيارة رفقة شقيقه، قبل أن تنفجر على أوجههم بسبب خلل كهربائي، أين تم نقلهم متأخرين إلى المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بان أمناس، بسبب غياب سيارة إسعاف بالقرية، بحيث وصلوا حوالي منتصف الليل، لتتواصل معاناتهم في غياب سيارة الإسعاف التي تنقلهم إلى المؤسسة العمومية الاستشفائية ترقي وانتيميضي بعاصمة الولاية، ليتبين أنه لا فائدة من نقل الشقيقين إلى مستشفى إيليزي بسبب انعدام طبيب مختص في العيون، أين قضيا ليلتهما في المؤسسة الجوارية بان أمناس، بحيث قضى الشاب محمد ليلته يعاني دون أن يستطيع فتح عينيه، وفي صباح اليوم الموالي، قامت عائلة المصابين بحجز تذاكر سفر عبر الطائرة من حسابها الخاص، نحو ولاية ورقلة، أين تم نقلهم إلى المستشفى الجزائري الكوبي المتخصص في أمراض العيون بورقلة، أين أخبرهم الأطباء بأنهم قد تأخروا كثيرا عن جلب المصابين، ليتمكنوا من معالجة إحدى عيني الشاب محمد، فيما فقد البصر في عينه الأخرى، والتي كان من الممكن إنقاذها في حال كان هناك طبيب مختص في أمراض العيون بولاية إيليزي. .. وزارة الصحة مطالبة بتوفير أخصائي العيون وأمام هذه الحالة المؤسفة، تعالت أصوات المواطنين الذين طالبوا وزارة الصحة بتخصيص أخصائي عيون لولاية إيليزي، بحيث لم تتحصل الولاية سوى على ثمانية أطباء أخصائيين في إطار الخدمة المدنية لسنة 2018، والتي لم يكن من بينها أخصائي أمراض العيون، مما يطرح العديد من التساؤلات حول تعامل وزارة الصحة، مع صحة المرضى بولاية إيليزي، وقد كانت الشروق اليومي قد تطرقت في مواضيع سابقة لمشكلة انعدام هذا الطبيب بالولاية، خاصة أنه تم تسجيل عدة حالات استعجالية مشابهة لحالة الشاب محمد، إلا أن الوزارة لم تحرك ساكنا، فيما أرجع البعض هذه المشكلة إلى إضراب الأطباء الذي شل بعض التخصصات. ويأمل سكان الولاية أن يتم حل هذا الإشكال في أقرب وقت ممكن، من أجل تفادي حالات مماثلة.