تجدّد مرة أخرى أو تستمر معاناة مرضى أو أصحاب الحالات الاستعجالية الطبية بولاية إيليزي، بحيث لازالوا يتخبطون ما بين البحث عن طائرة تنقلهم إلى العاصمة، أو مستشفى يستقبل حالتهم المستعجلة. هذه المرة كانت المعاناة لرجل كبير في السن، وهو المدعو "أخراهي أحمد"، من قرية تبكات بلدية برج الحواس ولاية إيليزي، بحيث تعرض لحادث خطير، حوالي منتصف نهار الثلاثاء الماضي، بعد سقوطه من أعلى ظهر جمله بعرض الصحراء، وبالضبط بمنطقة "أنهف" التي تبعد بنحو 150 كيلومتر عن مقر بلدية برج الحواس، إذ تعرض إلى إصابة بالغة على مستوى الرقبة، لم يقدر على الحركة، ليقوم مرافقوه بالاستنجاد بسيارة إسعاف، وذلك بعد المشي مسافة طويلة بحثا عن تغطية شبكة الهاتف النقال، لتخرج سيارة الإسعاف المهترئة من قاعة علاج قرية تبكات، حوالي الساعة الثامنة ليلا، ثم فقدت السيارة إحدى عجلاتها، ما تسبب في تأخرها، قبل أن تصل إلى مكان الحادث حوالي الواحدة صباحا، إذ تم حمله والتوجه به إلى برج الحواس، بحيث استغرقت حوالي ثماني ساعات للوصول إلى طبيب المؤسسة العمومية للصحة الجوارية، قبل أن يتم تحويله إلى جانت بسبب حالته الصعبة، لتبدأ للمصاب معاناة أخرى، وهي عدم توفر أخصائي لعلاج حالته، بحيث تم الاستنجاد بالأخصائية في جراحة الأعصاب من مستشفى إيليزي، وذلك عبر تقنية "Télé médecin" عبر الفيديو، بحيث طلبت منهم تحويله مباشرة إلى العاصمة، كون إصابته لا يمكن علاجها على مستوى الولاية، وتم تشخيص حالته وهي كسر على مستوى الرقبة، وإصابة فقرتين من ظهر المصاب، وبالتالي فإن حالته معقدة ولا يمكن المجازفة به، قبل أن تتفاجأ الطبيبة الأخصائية بجلبه إلى المؤسسة العمومية الاستشفائية ترقي وانتيميضي، لتبدأ معاناة أخرى للمصاب، وهي البحث عن طائرة خاصة لنقله إلى أحد مستشفيات العاصمة، وبالفعل تمت مراسلة ديوان الوالي من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لجلب طائرة خاصة، ليتم استدعاء الطبيبة المختصة رفقة مدير المستشفى، من قبل الوالي، من أجل شرح دواعي نقل هذه الحالة إلى الجزائر العاصمة، وبعد جهود وتدخل بعض المنتخبين واتصالات حثيثة، تم توفير طائرة خاصة نقلته يوم الجمعة إلى الجزائر العاصمة.
.. 3 مستشفيات بالعاصمة ترفض استقبال المصاب وبعد وصول المصاب إلى العاصمة ومرافقته من طرف طبيب من مستشفى ترقي وانتيميضي، بدأت معاناة أخرى للمصاب، بحيث أن المستشفى الذي تم الاتفاق معه على استقبال هذه الحالة، رفض استقباله، بحجة أنه لا يوجد مكان، ليتوجهوا بعدها إلى مستشفى آخر، ورفضوا أيضا استقباله، بحجة عدم توفر الوسائل اللازمة لعلاجه، ثم توجهوا به أيضا بواسطة سيارة الإسعاف، التي قام أحد نواب البرلمان باستئجارها له، إلى مستشفى آخر، وأيضا تم رفض استقباله مرة أخرى، ليتدخل بعدها أحد النواب السابقين، لدى مدير أحد المستشفيات بالبليدة، ليتم بعدها نقله إلى مستشفى فرانز فانون بالبليدة على مسافة ستين كيلومترا. وأمام هذه الحالات وأكثر، تعالت الأصوات من أجل توفير طائرة طبية، لهذه الحالات الاستعجالية، والتي يعاني فيها المرضى والمصابون جراء الحوادث المختلفة، إذ ينتظر المريض في بعض الأحيان خمسة أيام من أجل نقله، فهل كتب الشقاء على مرضى الصحراء؟؟