تم تسجيل 175 حالة للحمى المالطية لدى الإنسان (بريسيلوز) و171 أخرى لداء الليشمانيا الجلدية خلال ثمانية الأشهر الأولى من السنة الجارية بولاية غرداية، حسب ما تضمنته حصيلة إلى غاية نهاية شهر أوت المنقضي أعدتها مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. وجرى التكفل بمجموع المصابين بتلك الأمراض من قبل الهياكل الصحية المنتشرة عبر إقليم الولاية وتعد حالتهم الصحية خارج “دائرة الخطر “، كما أكد مسؤولو الصحة بالولاية. وسجلت منطقة القرارة التي تعد حوض الحليب بالولاية الحصيلة القياسية المؤسفة لتلك الأمراض (53 حالة للحمى المالطية لدى الإنسان و99 أخرى لليشمانيا الجلدية) متبوعة بمنطقة سهل ميزاب (76 حالة للحمى المالطية لدى الإنسان و36 حالة أخرى لليشمانيا الجلدية)، حسب الإحصائيات المفصلة. وتعد مسببات تلك الحالات المرضية التي تسجل بشكل متكرر بالدرجة الأولى إلى عدم احترام قواعد النظافة والصحة وتدهور نظافة المحيطي كما ذكر أطباء ممارسون بالمنطقة. وبالنسبة إلى حالات داء البريسيلوز، فإن أسباب الإصابة بهذا المرض الذي يسمى أيضا بالحمى المالطية، تعود إلى استهلاك الحليب غير المغلي أو منتجات من مشتقات الحليب الطازج لاسيما تناول الجبن التقليدي المعروف محليا ب”الكمارية” وأيضا رفض بعض المربين تلقيح مواشيهم بدعوى أن التلقيح يتسبب في إجهاض إناث المواشي في حالة حمل (دون أدلة)، واستعمال العديد من المربين مخصبا ذكريا حاملا للبكتيريا. وقد ساهمت المراقبة الصارمة لإنتاج الحليب بالولاية وحظر استهلاك بعض المنتجات التقليدية المصنوعة من الحليب لاسيما منها الجبن التقليدي في تحقيق تراجع “ملموس” لحالات الحمى المالطية لدى الإنسان مقارنة بذات الفترة من السنة الماضية (2017) بعدد 198 حالة مقابل 1.547 حالة في 2016، مثلما أشير إليه. وبالنسبة إلى داء الليشمانيا الجلدية (مرض طفيلي) الذي ينتقل عن طريق حشرة “فليبوتوم” المشخص بغرداية فإنه ما زال بمقدوره المقاومة على الرغم من وضع جهاز مكافحة ضد العوامل المسببة لهذا المرض الجلدي وإنجاز شبكات الصرف الصحي وغيرها من محطات التصفية بمختلف مناطق الولاية. وتشكل تلك الأمراض الحيوانية “عبئا ثقيلا على الصحة العمومية”، مثلما أوضح مدير القطاع، عامر بن عيسى، محذرا في ذات الوقت من أن “تلك الأمراض لاسيما منها الليشمانيا الجلدية قد يمكن لها أن يزداد انتشارها أكثر بفعل تدهور النظافة بالمحيط وأخطبوط التعمير العشوائي الذي يشكل عامل خطر”. وتمر الوقاية الناجعة عبر تدعيم تدابير النظافة والتطهير لاسيما من خلال مكافحة الحشرات الناقلة للأمراض وتنظيم حركة تنقل المواشي وأيضا سلسلتهم الغذائية واستئصال بؤر البعوض وأيضا مكافحة انتشار الحيوانات الضالة (كلاب وقطط). وتشكل توعية المواطنين بأهمية استهلاك منتجات خاضعة للرقابة وغلي الحليب في جميع الحالات ومكافحة تدهور الوسط البيئي، وسائل كفيلة لاستئصال تلك الأمراض الحيوانية، كما أكد مدير الصحة بالولاية.