لا يزال مسلسل الاعتداء على الرعايا الجزائريين وتصفيتهم جسديا متواصلا، في بعض المدن الفرنسية التي يقيمون فيها، بعدما أقدم مجهولون بالمقاطعة 15 بمدينة مارسيليا الفرنسية، ليلة الاثنين إلى الثلاثاء، على قتل كهل يبلغ من العمر 50 سنة ينحدر من مدينة عنابة، رميا بالرصاص. وبحسب مصادرنا من بعض أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بمرسيليا، فإن الضحية “كمال سناني” الذي يعتبر الضحية رقم 11 في سلسلة الاغتيالات التي طالت الجزائريين في فرنسا منذ مطلع السنة الجارية، تسعة منهم ينحدرون من بلديات ولاية خنشلة وآخر ينحدر من ولاية تلمسان، بالإضافة إلى المرحوم “كمال سناني” الذي كان بحي “لاري روز” بقلب مدينة عنابة، قبل أن ينتقل إلى فرنسا أواخر ثمانينيات القرن الماضي، أين استقر طيلة السنوات الماضية بمدينة مرسيليا، لممارسة نشاطه المهني والعيش فيها أعزبا، ومشهود له بين جيرانه وأصدقائه من أفراد الجالية العربية وحتى الفرنسيين بالطيبة، وحب فعل الخير، حيث كان يساعد كل من يقصده من أبناء الوطن. وأضافت مصادرنا أن مجهولين باغتوا الضحية في حدود الساعة التاسعة إلاّ ربع من ليلة الاثنين إلى الثلاثاء، عندما كان عائدا إلى بيته بمدخل إقامة “بيار رونارد” بمرسيليا، عندما أطلقوا عليه عيارات نارية استقرت في رأسه وتسببت في مقتله في عين المكان، ليلوذوا بعدها بالفرار نحو وجهة مجهولة، بينما تدخل عناصر الشرطة الفرنسية وفتحوا تحقيقا في الجريمة النكراء التي اهتزت على وقعها مشاعر عائلته في الجزائر والذين صدمهم خبر مقتل كمال بتلك الطريقة الشنعاء، مطالبين مصالح وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية بضرورة التدخل لدى السلطات الفرنسية لكشف ملابسات وظروف اغتيال الضحية رميا بالرصاص، وتحديد هوية الجناة والأسباب التي دفعتهم إلى تصفية الضحية جسديا، خاصة وأنه مشهود له بالطيبة وفعل الخير. وقد باشرت عائلة “سناني” إجراءات نقل جثمان الضحية إلى الجزائر بغرض دفنها بمسقط رأسه في عنابة، والتمست من السلطات الجزائرية التدخل لمساعدتها لتسريع إجراءات نقل الجثة من فرنسا إلى الجزائر، فيما ذكرت مصادرنا أنه من المرجّح أن يتم ذلك يوم غد السبت. وحركت حادثة مقتل المرحوم “كمال سنوسي” رميا بالرصاص مشاعر أهالي الضحايا الذين سبقوه والذين طالبوا بضرورة كشف كل الحقائق حول ظروف مقتل أبنائهم، والجهة التي تقف وراء سلسلة الاغتيالات التي ظلّت تستهدفهم منذ سنوات لتبلغ ذروتها مع السنة الجارية.