حالة من الهلع والفزع، تعيشها الجالية الجزائريةبفرنسا، هذه الأيام، بعد تسجيل جرائم قتل متنوعة، هزت كل من منطقة مرسيليا، ليون، العاصمة الفرنسية باريس، حيث أحصت الجالية بديار الغربة مقتل 11 شخصا، 9 منهم ينحدرون من خنشلة، وواحد لا تزال هويته مجهولة، فيما اغتيل قبل يومين فقط، شاب ينحدر من تلمسان. كما أعلن الإعلام الفرنسي، أمس، مقتل شخصين من جنسية جزائرية، لا تزال هويتيهما مجهولة، بعد أن أطلق عليهما مجهولون النار، بالمخرج الشرقي، لمدينة مرسيليا، قبل أن يفجر سيارتهما السياحية، لتنتشل مصالح الحماية المدنية جثة الضحيتين في حالة جد متقدمة من التفحم وفتحت مصالح الدرك تحقيقا حول القضية.
شهادات.. ورعب وسط المغتربين "الشروق"، أول وسيلة إعلامية جزائرية، فضلت التنقل إلى فرنسا وتحديدا إلى مدينة مارسيليا، لنقل حالة الجزائريينبفرنسا بعد الأحداث الأخيرة. أول لقاء كان لنا، بمطار مرسيليا الدولي، رفقة الشاب فطيمي مراد، صاحب وكالة عقارية، ينحدر من خنشلة، وشقيق الضحية الثانية، في مسلسل الاغتيال، والذي كان في استقبالنا، ليفتح كلامه، بالتعبير عن حالة الخوف والهلع، الذي تعيشه الجالية الجزائرية، يوميا هنا بفرنسا، وهم يستيقظون يوميا على خبر مقتل شاب جزائري، إما رميا بالرصاص، أو حرقا. وما زاد من مأساة الجالية، القاسم المشترك، للمستهدفين، وهو انتماءهم لولاية خنشلة، وواصل مراد كلامه، أن صمت السلطات المختصة، زاد الأمر تعقيدا، وفتح المجال للإشاعات والتأويلات، وهو ما حول حياتهم إلى جحيم، شاكرا موقف وزارة العدل الجزائرية، على فتحتها لتحقيق في القضية. المحطة الثانية التي كانت لنا، هي موقع اغتيال الشاب زرافة يزيد، بتاريخ 9 جانفي المنصرم رميا بالرصاص، بالمقاطعة 15 بقلب مدينة مرسيليا، أين تحدث بصدمة كبيرة ابن مدينة عنابة، الشاب عماد زردون، صاحب محل لتصليح التجهيزات الالكترونية، وهو يروي حادثة اغتيال يزيد، لحد الآن صوت سلاح الكلاشيكوف لا يزال في أذني، وابنتي (8 سنوات)، التي كانت رفقتي ساعتها، أصيبت بأزمة نفسية صعبة.. لقد قتلوه بوحشية، شخصان صوبا السلاح، وأطلقوا وبلا من الرصاص، قبل أن يفروا.. كنت أول من لمس يزيد، بعد الحادثة، الفاعلون "غربلوا" جسمه، أكثر من 20 رصاصة اخترقت جسمه، حسبنا الله ونعم الوكيل، الأمر لم يعد تصفية حسابات، نرجو من المسؤولين التدخل.
جثامين الضحايا تسأل بأيّ ذنب قتلت من جهة أخرى، لم يجد إمام مسجد مرسيليا، وصاحب وكالة للغسل وتكفين الأموات، الحاج: حسن كربادوا، من بسكرة، إلا أن يتضرع لله عز وجل، وهو يتحدث للشروق اليومي، أن يتغمد أرواح الضحايا، برحمته الواسعة، قبل أن يوجه نداء استغاثة للمسؤولين، للتدخل وحماية الجالية الجزائريةبفرنسا، من الموت الذي يحدق بهم، مؤكدا انه شخصيا، أشرف رفقة زملائه بالوكالة، على تحضير 9 جثامين خاصين بالجالية الجزائرية، نقلت عبر مطار مرسيليا، إلى أرض الوطن، قصد دفنها بمسقط رأسها، ويقول الإمام، والدمعة في عينيه، أتذكر جيدا، وانا أتحدث مع جسم الشاب نعيم، المغتال بالرصاص، ويزيد أيضا، أثناء الغسل، وهي تصرخ أغيثونا، أين حقوقنا؟ كما وجه رئيس جمعية أمازيغ مرسيليا، المنحدر من مدينة تيزي وزو السيد فرحاتي مرزوق، نداء مستعجلا هو الآخر للسلطات الجزائرية والفرنسية والجزائرية، لفك لغز الجرائم، وكشف المستور، لاسيما وان الأمر يستبعد نهائيا، فرضية التصفية الجسدية، وخير دليل على ذلك مقتل فتاة 8 سنوات منذ حوالي شهرين، وتواجد العشرات من أفراد الجالية الجزائرية الآن بالمستشفيات، بعد تعرضهم لاعتداءات وجرائم استهدفتهم، وهو ما يفسر الاستهداف الواضح للجالية في ظروف غامضة.
مجهولون يبثون الرعب وسط الجالية من جهة أخرى، أشار رئيس جمعية حماية شباب مرسيليا، المنحدر من تلمسان محمد بن عراب، ان مصالحه على مستوى الجمعية، قد سجلت مؤخرا تراجعا كبيرا، في مستوى معيشة الجزائريين، لاسيما مع الاستهداف اليومي، لها من قبل مجهولين، ينشطون عبر مدينة مرسيليا، وطلب وبإلحاح من سلطات الجزائر التدخل. من جهة أخرى، أجمع أفراد الجالية الجزائرية، ممن التقت بهم "الشروق" بشوارع فرنسا، عن تخوفهم الشديد، من المجهول الذي يترصدهم، في أي لحظة، من سلسلة الاغتيالات المتنوعة، متسائلين عن دور القنصلية بمرسيليا، من كل هذا. هذا وتنقلت كاميرا "الشروق نيوز" إلى مقر القنصلية العامة الجزائرية بمرسيليا لمعرفة رأي القائمين هناك، غير أنه تعذر ذلك لتواجد هذا الأخير في اجتماع رسمي حول القضية ذاتها. لتبقى الجالية الجزائرية تعيش الفزع.
قائمة الجزائريين المغتالين بفرنسا: 1. جمال لاغة 43 سنة، من خنشلة قتل في 25 افريل 2017 رميا من الطابق 14 بمرسيليا. 2. نعيم فطيمي 28 سنة، من خنشلة قتل في 25 ديسمبر 2017 رميا بالرصاص بمرسيليا. 3. زرفة يزيد 27 سنة، من خنشلة قتل في 9 جانفي 2018 رميا بالرصاص بمرسيليا. 4. محمدي فريد 54 سنة، من خنشلة عثر على جثته في 10 جانفي 2018 مشنوقا في قبو عمارة بليون. 5. قرفي ياسين 53 سنة، من خنشلة وجد في 11 جانفي مذبوح من الوريد إلى الوريد، بباريس. 6. شاب جزائري مجهول حوالي 30 سنة قتل في 12 جانفي 2018 رميا بالرصاص بمرسيليا. 7. عماد حشايشي 26 سنة من خنشلة عثرت عليه جثة هامدة في 19 جانفي 2018 بليون. 8. منير عركوس، 27 سنة، قتل رميا بالرصاص وحرق في 25 جانفي المنصرم بمرسيليا. 9. بن خيرة عبد القادر، 29 سنة، من خنشلة قتل رميا بالرصاص في 28 جانفي بمرسيليا. 10. علاوى بالعاج 49 سنة من خنشلة تلقى رصاصات في 31 جانفي 2018 ولا يزال يخضع للرقابة الطبية. 11. مراد ميلودي 29 سنة من تلمسان قتل في 2 فيفري 2018 رميا بالرصاص بمرسيليا. 12. اغتيال رعيتين جزائريين بمخرج مرسيليا بتاريخ 3 فيفري 2018 رميا بالرصاص مع تفجير سيارتهما، حيث تفحمت جثتهما.