أكثر من إثنى عشر مترشحا مثل العرسان هذه الأيام ينتظرون زفافهم، ولكن رؤوس القوائم وحدهم يحلمون ويحضرون لليوم المشهود، حيث يكرمون ويهانون، بينما يبقى أصحاب "ذيل" القوائم يدفعون بالأوائل وأحيانا مقتنعون بأن اختيارهم جاء من أجل إكمال قائمة لا بد وأن تكتمل مهما كان إسم ومهنة صاحبها. وما حدث في قائمة "الأفانا" بسوق اهراس عندما تم إقحام إسم شاب عامل يومي في ختام القائمة وبلوغ القضية المحاكم، دليل على أن الكثير من أسماء المؤخرة هي لتكملة القوائم ولو كان إسم هذا الشاب ذي 32 عاما والذي يبيع "القماش" على رأس القائمة لاختلف الأمر ولطمع في الحصول على كرسي برلمان ينقذه من بيع القماش، هذا الشاب أقسم بالله أن كل أصحاب ذيل القوائم في سوق أهراس هم من الذين تفاجأوا بتواجد أسمائهم "بالقوة" ضمن القوائم المعلقة ورضي الكثير منهم بمصيره على أمل حدوث مفاجأة أو معجزة. وإذا كان في حزبي الأفلان والأرندي وحتى حمس والإصلاح قد بلغ الصراع أشده بحثا عن أي رقم في القائمة حتى ولو كان المركز الأخير، لأن الأمل موجود في مرور كل القائمة إلى البرلمان فإن الأحزاب الصغرى والأحرار صراحة الكثير منهم لم "يتسول" الناخبين فقط وإنما "تسول" حتى المترشحين والهدف يبقى واحد هو رأس القائمة الوحيد الذي يمتلك بعض الحظوظ "المجهرية" للتتويج بكرسي برلماني. ويتحد "أذيال" القوائم في عدة صفات أهمها أنهم جميعا شباب وأيضا طيبون "ناس املاح" والدليل على ذلك أنهم بقوا في ذيل القائمة ولو كانوا من أصحاب "الحيلة" لقلبوا القائمة رأسا على عقب، أهم ما يسمعه أواخر القائمة في الرؤوس هو أن تواجدهم في الذيل جاء لأنهم شباب وفي التشريعيات المقبلة سينضجون وبالتالي ستتم ترقيتهم إلى المراكز الألى، لكن تاريخ التشريعيات يشهد أنه بمجرد مرور "الرأس" إلى البرلمان حتى ينسى إسم ذيل القائمة وكثيرا ما يتجاهل وجوده وهو ما يعني أن ذات رأس القائمة سيعود مرة أخرى لأجل الترشح والدليل على ذلك أن أزيد من 90% من البرلمانيين الحاليين ترشحوا مرة أخرى مما يعني أن قدر "ذيل" الترتيب سيبقى في المؤخرة حتى ولو شاب وأصبح من الغابرين. أما عن مهنهم فهي متنوعة وفيهم حتى البطالين وأعمارهم في عمومها دون سن ال 46 ونادرا ما يشاركون في التجمعات التي تقيمها الأحزاب خلال الحملة الإنتخابية. ساعة الإنتخابات دقت ولحد الآن أرقامها الأولى فقط تصنع الحدث، أما "أذيال" القوائم فهي في أحسن الأحوال ناخب مجتهد يعوّل عليه "الرأس" لأن يبلغ البرلمان على بساط يطير بجناحي أصحاب "المؤخرة" الذين يشبهون القاطرة التي تحمل "المحرك" لدفع القطار إلى الأمام نحو محطة "البرلمان". ب. عيسى