هوّن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني السيد عبد العزيز بلخادم، أمس، من حدة الأزمة التي يشهدها بيت "الأفلان" تبعا لعمليات تحضير قوائم الترشيحات لمحليات 29 نوفمبر الجاري، واعتبر أن كل الاحتجاجات المعبّر عنها مشروعة وتتفهمها قيادة الحزب التي حرصت هذه المرة، على إسناد مهمة تحضير القوائم للمحافظات والقسمات واللجان الولائية، واصفا الاحتجاجات بالسلوك الديمقراطي الذي يطبع البيت الأفلاني· وتطرق السيد بلخادم خلال الندوة الصحفية التي عقدها بالمقر الوطني للحزب بالعاصمة، لعرض التعليمات التي وجهت لرؤساء اللجان وأمناء المحافظات ومتصدري القوائم تحسبا للحملة الانتخابية وإلى المسار الذي اتخذته عملية تحضير ملفات الترشح، مشيرا إلى أن "الأفلان" تقدم ب 53 ألف مترشح فيما كان المطلوب هو 15941 مترشح· وبعد عملية دراسة الملفات تم إقصاء 30 ألف اسم، مما أثار غضب واستياء المناضلين المقصيين، "وهو أمر طبيعي في مثل هذه الحالات"، يقول السيد بلخادم· الذي أكد في نفس السياق، بأن القيادة الوطنية للحزب لم تتدخل في عملية التحضير سوى في إبداء رأيها حول 48 مترشحا على رؤوس القوائم الولائية وال 48 مترشحا في نفس القوائم في المرتبة الثانية وكذا متصدري القوائم البلدية التابعة لمقرات الولايات و60 متصدر قائمة لبلديات التي يزيد تعداد سكانها عن 90 ألف نسمة· وأضاف الأمين العام للأفلان، أن القيادة تدخلت للدفاع عن المقصيين من قبل الإدارة، حيث تم رفض 800 ملف، قبل أن تنصف العدالة 200 مترشح من بين هؤلاء، مبديا في المقابل استعداده لتحمل المسؤولية كاملة إزاء التلاعبات التي تكون قد حدثت بموجب تصرفات فردية من قبل المسؤولين المحليين للحزب، غير أنه فضّل إرجاء عملية المحاسبة إلى ما بعد الانتخابات "ولأن الوقت الآن يفرض التكفل بانشغالات أخرى وأمور الحملة الانتخابية"· وكخلاصة لكل عملية التحضير للقوائم، قال السيد بلخادم، أن حزبه تقدم ب 1534 قائمة بالنسبة للمجالس الشعبية البلدية، بعد أن تعذر عليه الدخول في الاستحقاق ب 7 بلديات، منها 3 ببجاية فيما سيدخل المعترك الانتخابي بالنسبة للمجالس الولائية بكافة ولايات الوطن· وفي حين قرر"الأفلان" وفقا للنتائج التي خرج بها لقاء الأمانة التنفيذية أمس، اعتماد نفس الشعار الذي دخل به الحزب في التشريعيات الماضية، أي "اليد باليد لإعمار جزائر المجد"، مع استعمال الجزء المتبقي من أدوات الحملة الماضية في حملة المحليات ومنها الملصقات واللافتات والأموال التي تم تجميعها في السابق، كما وجه لأمناء المحافظات ومتصدري القوائم وكل المعنيين بتنشيط حملة المحليات، 11 تعليمة ضمنها في دليل الخطاب السياسي للحملة الانتخابية، حيث طالب الحزب باعتماد خطاب واضح وبسيط حول أهدافه وبرنامجه مع إبراز حصيلة المنتخبين المنتهية عهدتهم، والتذكير بما هو مسطر من برامج تنموية خلال العهدة القادمة مع حثهم على التركيز على الانشغالات المحلية للمواطنين وتفادي الوعود الخيالية، علاوة على تشكيل أفواج عمل منسجمة على مستوى المحافظات والقسمات وإعداد برنامج مفصل للتجمعات الولائية والبلدية والتحضر الجيد للتجمعات الجهوية التي سيشرف عليها قياديو الحزب، بإشراك المناضلين المنزويين تحت لواء التنظيمات المهنية والاجتماعية والنقابية، مع مضاعفة عدد المداومات للحملة وضبط القوائم التي تقدم لمكاتب ومراكز التصويت في آجالها المحددة، وأخيرا التحضير البشري والمادي ليوم الاقتراع بغية ضمان مشاركة واسعة للمواطنين في جو من المناقشة السياسية الشريفة· ويركز حزب جبهة التحرير الوطني خلال الحملة الانتخابية المرتقبة على العمل الجواري أكثر من التجمعات والمهرجانات الشعبية، حيث أوضح أمينه العام في هذا الصدد، أن هذه الأخيرة ستكون بعدد محدود وذلك بهدف الوصول إلى المواطن وتحسيسه بأهمية هذا الموعد الاستحقاقي في حثه بالتالي على المشاركة في إنجاحه· على صعيد آخر وبخصوص قضية حذف مقطع من النشيد الوطني من الكتاب المدرسي، أكد السيد بلخادم، أن تصرف كهذا لا يمكن أن يبقى دون عقاب، وأنه لذلك أتخذت إجراءات ضد مؤلفي الكتاب تم من خلالها توقيفهما عن العمل وإحالتهما على المجلس التأديبي، أما عن مسؤولية الوزير في القضية، قال السيد بلخادم، أن العدالة تنظر في القضية: "فلنتركها تعمل لتحدد المسؤولين الذين سيدانون مهما كانت طبيعتهم"· وفي الأخير جدد الأمين العام للأفلان مطلب حزبه لتعديل الدستور، مشيرا إلى أن من مطالبه أيضا تعديل قانوني البلدية والولاية الذي سيتم حسبه قبل نهاية السنة الجارية. *