اتصل بي أحد السياسيين لمعرفة حقيقة ما حدث في ملعب حمادي في مباراة اتحاد العاصمة الجزائري وشقيقه فريق الجوية العراقي، التي تدخل في إطار الدور ال 16- إياب، لكأس العرب لكرة القدم، وهل حقا شتم أنصار الاتحاد الشعب العراقي؟ وما فحوى هذه القضية التي أسالت كل هذا الحبر؟… فقلت له جملة واحدة… الأنصار في الجزائر يحبون أنديتهم حتى النخاع، يتركون انشغالاتهم اليومية ويتنقلون مع فرقهم، يناصرونها ثم يعودون إلى حياتهم وانشغالاتهم اليومية، وغالبا ما يعبرون من المدرجات عن امتعاضهم لما يحدث في وطنهم. ما حدث في ملعب حمادي وترديد الأنصار عبارة “جيش شعب معاك يا صدام” كان المراد منها الاحترام الذي يكنه الشعب الجزائري للرئيس العراقي السابق، معتبرين إياه قائدا كبيرا، ومشهد إعدامه صبيحة العيد لا يزال في أذهان كل الجزائريين، وليس في ذلك أي شتيمة لشعب أبي تربطه بالجزائر علاقة وطيدة من أيام الثورة الجزائرية، وحتى وإن أساء فريق الجوية العراقي فهم ما ردّده أنصار اتحاد الجزائر، وهذا من حقهم، لكن السلطات العليا للبلاد ممثلة في وزير الخارجية ووزير الرياضة والسفير الجزائري ببغداد ورئيس اللجنة الأولمبية قدموا اعتذاراتهم، واعتبروا ذلك فعلا منعزلا ولم يكن فيه أي إساءة إلى بلد دجلة والفرات. ما حز في نفسي، تصريح المدير الرياضي لاتحاد العاصمة عبد الحكيم سرار الذي قال إن رئيس اللجنة الأولمبية مصطفى بيراف لا يحق له الاعتذار باسم اتحاد العاصمة، وكأنه يريد تبرير ما حدث ويود كسب ود أنصار الاتحاد… هو مخطئ في ذلك وعليه حث محبي فريقه الجديد على التحلي بالروح الرياضية بعيدا عن الشعارات السياسية التي قد تعصف بالفريق، خاصة في اللقاءات الدولية، وهي الرسالة التي لابد على الجميع من فهمها. بعيدا عن الذي حدث في ملعب حمادي ببولوغين وربما الغرامة المالية التي قد تسلط على أبناء سوسطارة، علينا أن نرفع القبعة لأنصار النادي العاصمي الذين كانوا رياضيين إلى أبعد الحدود، وذنبهم الوحيد أنهم ناصروا فريقهم بطريقة حضارية بعيدة عن كل أشكال العنف التي عصفت بالكرة الجزائرية… ومتأكد من أنهم سيبتعدون مستقبلا عن الأغاني أو الشعارات التي تعاقب فريقهم من طرف الهيئات الدولية. كنت أنتظر رد فعل من الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وخاصة من الرئيس زطشي ونائبه الأول ربوح حداد عن أحداث ملعب حمادي، أو على الأقل تقديم اعتذارات إلى الأشقاء العراقيين، مثلما فعل الساسة، لكنهم التزموا الصمت لأسباب لم أفهمها ولن أستطيع تفسيرها، وكأن الحدث ليس كرويا، أو لا علاقة له بالاتحاد الجزائري الذي حقا هو كالأطرش في الزفة، ولا يجيد في الوقت الحالي إلا محاولة بعث هذه اللعبة إلى الهاوية، وهي التي تراجعت بشكل ملفت للانتباه، فأصبحنا من المنتخبات التي تحتل المرتبة 66 عالميا، وصعب جدا العودة إلى الواجهة. رسالتي إلى الأشقاء في العراق، إن الجلد المنفوخ الذي لا يزيد وزنه عن 500 غرام، لا يمكنه أن يفسد علاقة بلد المليون ونصف المليون شهيد مع بلد الرافدين… أضم صوتي وأقدم اعتذاراتي مثلما فعل جميع الجزائريين الأحرار.