تسببت الأمطار الرعدية الغزيرة التي تساقطت مساء الأحد، في عدة مناطق من ولاية باتنة في أضرار مادية وبشرية، وفي مقدمة ذلك فقدان سائق آلة حفر الذي لم يتم العثور عليه بعد، في الوقت الذي تم إنقاذ شخص من داخل سيارة جرفتها مياه وادي تيمقاد، فيما تم إنقاذ 5 أفراد بعد ما تم إخراجهم من البيت العائلي بعد أن حاصرته المياه من كل جانب. أدى تساقط كثيف لأمطار طوفانية على منطقة الحسنية بمرتفعات جبال “الونشريس” جنوب ولاية عين الدفلى إلى وفاة شخص جرفته مياه واد “أمي عائشة”، حيث لم يتمكن من النجاة، ودخل سكان المنطقة وأعوان الحماية المدنية ليلة السبت إلى الأحد في مواجهة مع الوقت في محاولة منهم للعثور على جثته، لكن دون جدوى حينها، وحسب مصدر من الحماية المدنية كان الضحية قد عاد من زيارة عائلية بالعاصمة، وحاول اجتياز “واد أمي عائشة” بمنطقة “عرجة البعاطشة” فجرفته المياه. ويبلغ الضحية من العمر 56 سنة وهو متزوج وأب لأربعة أطفال، وتدخلت مصالح الحماية المدنية بتسخير أكثر من 60 عونا، وبعد حهود مضنية تم العثور على جثته منتصف أمس الأحد على بعد حوالي 4 كلم عن مكان غرقه. كما قتل مواطن الأحد صعقا بالكهرباء، خلال موجة الاضطرابات الجوية، التي تعرضت لها ولاية أم البواقي. وكان الضحية الثلاثيني متواجدا بمسكنه في بلدية بئر الشهداء، حين اجتاحته السيول، وأثرت المياه في الشبكة الكهربائية للمنزل، ما أدى إلى وقوع الحادثة. كما شهدت الولاية ذاتها انهيار جسر أنشئ حديثا بمنطقة السبخة، فضلا عن غلق الطريق الوطني رقم 48. وفي ولاية باتنة تسببت الأمطار الرعدية بمنطقة تيمقاد في انقلاب آلة حفر أثناء عبورها للوادي، ما أدى إلى فقدان سائقها الذي جرفته المياه، ما جعل مصالح الحماية المدنية تكثف عملية البحث عنه على مستوى الوادي المؤدي إلى سد كدية المدور الذي يبعد عن مكان الحادث بحوالي 4 كيلومتر، حيث تم تسخير جهاز تدخل للعملية يتضمن 7 غطاسين بدعم من ولايات سطيف والمسيلة وبسكرة، وهذا لصعوبة المهمة. من جانب آخر، عرفت منطقة سريانة هي الأخرى أمطارا رعدية غزيرة تسببت في محاصرة 5 أفراد في المنزل العائلي المتواجد في المكان المسمى “تاكليلت الظهرية” ببلدية لازرو التابعة لدائرة سريانة، وهو ما تطلب تدخل أعوان الحماية المدنية التي أخرجتهم في آخر لحظة، وفي نفس المكان تم إبعاد 4 أبقار و30 رأس غنم إلى مكان آمن. وفضحت الأمطار الغزيرة المتساقطة أول أمس ، على مستوى عدة مناطق بالمسيلة، هشاشة البنية التحتية ونقص التهيئة الحضرية، إضافة إلى انسداد مجاري المياه وعدم القدرة على استيعاب كميات المياه المصحوبة بالأتربة والأوحال، وعرت الأمطار التي تحولت من نعمة إلى نقمة حسب ما استقته الشروق اليومي من عشرات المواطنين الذين قضوا نهاية الأسبوع ليلة سوداء ومخاوف، بعد ما غمرت المياه الشوارع والطرقات التي تحولت إلى مسابح على الهواء الطلق، في مشهد يكشف عيوب إنجاز المشاريع وغياب الرقابة وعدم المتابعة. وفي السياق ذاته، شهدت العديد من مناطق ولاية معسكر، تساقطا كثيفا للأمطار والبرد خلال اليومين الفارطين، حيث امتدت فترة تساقط الأمطار على مدار يوم ونصف دون انقطاع، فيما كان تساقط البرد لبضعة دقائق أدى إلى خسائر معتبرة. وبغض النظر عن تقطع السبل بالعديد من الطرق ببعض البلديات، خاصة تلك التي تعرف شبكة قنواتها انسدادا أو تصدعا بفعل كثرة السيول فإن حبات البرد سببت خسائر ببعض المناطق على غرار بلدية هاشم.