التقى مُمثّل وزارة التربية الوطنية، مع جمعية أولياء التلاميذ بمقر الوزارة السبت، حيث تطرّق الطرفان لجملة من الانشغالات التي “لغّمت” الدخول المدرسي الجاري، وعلى رأسها الاكتظاظ في المدارس وعدم تطبيقات تعليمات وزارة التربية ميدانيا إضافة لتأخر طعون التلاميذ الرّاسبين، ومشكل غياب أساتذة بعض المواد في الأطوار التعليمية الثلاثة. تواصلُ وزيرة التربية، نورية بن غبريط، سلسلة لقاءاتها الثنائية مع شركائها الاجتماعييّن لتدارس مشاكل القطاع، حيث التقى ممثل الوزارة مع أعضاء الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، السبت، حيث طرحت الجمعية خلال اللقاء عديد المشاكل التي صاحبت الدخول المدرسي 2018/2019، وعلى رأسها الاكتظاظ في الأقسام، حيث وصل عدد التلاميذ في أحد الأقسام حتى 54 تلميذا، رغم تعهد الوزيرة بن غبريط بإنشاء الأقسام النموذجية هذه السنة، والتي لا يتعدى عدد تلاميذها 23 داخل القسم. في الموضوع، أكد رئيس الجمعية، أحمد خالد، في اتصال مع “الشروق” أنهم رفعوا مشكل الاكتظاظ إلى الوزارة، خاصة وأن الظاهرة تؤثر سلبا على تركيز التلاميذ وعلى قدرة الأساتذة في أداء مهامهم بشكل جيد. وطرح مشكل “الشاليهات” بقوة في اللِّقاء، حيث لم تستفد بعض المؤسّسات التعليمية والتي تعاني من اكتظاظ شديد من “أقسام شاليهات”، ويرى محدثنا أن مُشكل الاكتظاظ هو المُتسبِّب الرّئيس في التسرّب المدرسي، والذي تعمل وزيرة التربية على محاربته عن طريق استرايتيحية خاصة. ووجدت بن غبريط نفسها مضطرة للجوء لخيار الشاليهات، لضمان تمدرس جميع التلاميذ، حتى ولو كانت ظروف التعلم غير مناسبة. أولياء يتأخرون في إيداع طعون أبنائهم الراسبين والمطرودين ثاني مشكل طرحته الجمعية، متعلق بإعادة التلاميذ المطرودين أو الراسبين إلى مقاعد الدراسة، خاصة بعد إصدار وزارة التربية تعليمة تضبط عملية إعادة التلاميذ للسنة الدراسية، والذين تتوفر فيهم شروط الإعادة. وشرعت إدارة المؤسسات التربوية في تلقي طعون والتماسات الأولياء منذ تاريخ 16 سبتمبر وتستمر إلى غاية الخميس 27 سبتمبر، في وقت تعلن قرارات المجلس في 3 أكتوبر المقبل. ويمكن للولي تقديم طعن في حالة عدم قبول طلب إعادة ابنه في 7 أكتوبر 2018، وفي اليوم نفسه يتم تسجيل التلاميذ المقبولين، فيما يُعتبر مُتخل عن الدراسة كل تلميذ لم يلتحق بقسمه قبل تاريخ 18 أكتوبر 2018. والإشكال حسب المتحدث “أنّ كثيرا من الأولياء لم يعلموا بالتعليمة، ولم يتقدموا بطعونهم بعد، وهو ما يتسبب في تأخر التحاق المعيدين بمدارسهم، وبالتالي تأخرهم في تلقي الدروس عن زملائهم”. ويُحمِّل المتحدث مسؤولية عدم نشر التعليمة الوزارية على نطاق واسع بالمؤسسات التربوية، لمديري المدارس والمُفتشين بالمقاطعات ومفتشي التربية والتكوين، والذين لا يطبق البعض منهم، وحسب تعبيره “تعليمات الوزيرة ميدانيا، أو يتقاعسون عن ذلك أو لا يراقبون مدى تطبيقها”، وهذا الإشكال طرحته الجمعية خلال اللقاء. غياب ملحوظ لأساتذة اللغة الفرنسية كما تطرقت جمعية أولياء التلاميذ، إلى إشكالية عدم التحاق كثير من الأساتذة بمناصبهم رغم مرور 3 أسابيع على بداية الدراسة، وعن هذا يقول المتحدث: “كما نعلم، 65 بالمائة من الناجحين في مسابقات توظيف الأساتذة نساء، وغالبيتهن يرفضن التدريس بمدارس بعيدة عن مقر إقامتهن ويقدمن طعونا، وإلى غاية الفصل في طعونهن، يبقى التلاميذ بلا أساتذة”. وقد منحت وزارة التربية صلاحيات لمديري التربية لتوظيف أساتذة مستخلفين، مع منْح المتخلف مهلة 72 ساعة للالتحاق بمنصبه أو فصله، علما أن كثيرا من الأولياء رفعوا شكاوى عبر جريدة “الشروق” يؤكدون فيها عدم التحاق كثير من الأساتذة، خاصة للغة الفرنسية بالأقسام ومنها أقسام الامتحانات النهائية للأطوار التعليمية الثلاثة، وهو ما يرهن التعليم الحسن لأبنائهم. لمحاربة التسرب المدرسي وإعطاء فرصة ثانية للمعنيين بن غبريط تتيح للمطرودين التسجيل بالمراسلة في مستويات أعلى أصدرت وزارة التربية الوطنية تعليمة جديدة، تخص التلاميذ المفصولين من مقاعد الدراسة والموجهين للدراسة عن بعد “المراسلة”. وحسب تعليمة نورية بن غبريط، الموجهة لمدراس التربية عبر الوطن، فإن التلاميذ المفصولين من مقاعد الدراسة بالطورين المتوسط والثانوي، والمعنيين باستكمال مشوارهم الدراسي بمراكز التعليم والتكوين عن بُعد في أقسام أعلى، يشترط حصولهم على معدل سنوي يساوي 9 من 20 فما فوق. في حين أن التلاميذ المتحصلين على معدل سنوي أقل من 9 على 20 فيمكنهم التسجيل في نفس مستواهم الدراسي وذلك قبل نهاية شهر سبتمبر الجاري. وأكدت بن غبريط على مديري التربية، بإخطار مديري المؤسسات التربوية للطورين المتوسط والثانوي عبر الوطن. وتفسر التعليمة عبارة التسجيل في مستوى أعلى، أي أن التلميذ الذي تم فصله مثلا في السنة 2 ثانوي وكان معدله السنوي يساوي أو أكثر من 9 على 20 بإمكانه التسجيل في مستوى دراسي أعلى أي في السنة الثالثة ثانوي في طور التعليم عن بعد، ليجتاز لاحقا امتحان شهادة البكالوريا. أما التلميذ المتحصل على معدل سنوي أقل من 9 فيسجل في نفس مستواه الدراسي الذي فصل منه، ولا يتحصل على الشهادة المدرسية إلا في نهاية السنة.