ينطلق الموسم الدراسي الجديد، الأربعاء، بالتحاق أزيد من 9 ملايين تلميذ على المستوى الوطني، موزعين على 27 ألف مؤسسة تربوية، أين سيكون مديرو التربية للولايات في مواجهة مشاكل “قديمة-جديدة”، وهم ملزمون بتسويتها قبل تفاقمها، وتتعلق أساسا بمشكل بالاكتظاظ بالأقسام، نقص الأساتذة والإداريين، وباء الكوليرا وهاجس وصوله إلى المدارس إلى جانب ملف الراسبين في شهادة البكالوريا الذين فاق عددهم 300 ألف راسب وطنيا. وحرصت وزيرة التربية نورية بن غبريط، على عقد اجتماعات ماراطونية عقب عودتها من عطلتها، مع الإدارة المركزية، مديريها الولائيين وهيئة التفتيش، لأجل تفكيك “قنابل” الدخول المدرسي المقبل، التي تظهر مع كل دخول مدرسي، خاصة ما تعلق بتسجيل التلاميذ والعمل على توفير مقعد لكل متمدرس، في وقت وجهت تعليمات بضرورة استقبال الأولياء طيلة أيام الأسبوع. ولأجل تفادي “الإقالة” من المنصب، خاصة بالنسبة لمديري التربية المعينين حديثا، فهم ملزمون بالتعامل مع كافة المشاكل بذكاء، خاصة ما تعلق بمشكل الاكتظاظ بالأقسام على مستوى عديد الولايات، حيث وصل عدد التلاميذ بقسم السنة أولى ثانوي على سبيل المثال وليس الحصر 46 تلميذ اوهو رقم قياسي. الأمر الذي دفع الوزيرة إلى الاستعانة بالأقسام الجاهزة “الشاليهات” لاستيعاب العدد الهائل للمتدرسين، خاصة بالأحياء الجديدة، كحل وصفته بن غبريط بالظرفي في انتظار استلام المؤسسات الجديدة. كما سيعمل مديرو التربية على المحافظة على صحة وسلامة التلاميذ بتنفيذ الإجراءات الوقائية اللازمة لتفادي وصول وباء الكوليرا إلى الوسط المدرسي، خاصة في ظل تمسك الوزارة بالآجال التي حددتها للدخول المدرسي وإصرارها على عدم تأجيله، حيث تلقى رؤساء المؤسسات التعليمية تعليمات بتنصيب لجنة النظافة وموافاة مديريات التربية بتقارير يومية عن وضعية الداء. وعن مشكل العجز الذي سجل في سلكي الأساتذة والإداريين في هذا الدخول، فقد سارع مديرو التربية للولايات إلى توجيه استدعاءات للأساتذة الاحتياطيين الناجحين في مختلف الاختصاصات في الوقت بدل الضائع، للالتحاق بمناصبهم الجديدة واستلام التعيينات. “مكتبات خاصة” تضرب تعليمة بن غبريط عرض الحائط وبخصوص الكتاب المدرسي، فإن رؤساء المؤسسات التعليمية، مضطرون لتسيير هذا الملف على أكمل وجه، على اعتبار أن المسؤولية ستقع على عاتقهم، عقب دخول موظفي المصالح الاقتصادية في إضراب شامل ووطني لمدة أسبوع كامل بدءا من تاريخ 9 سبتمبر الجاري، بالعمل على توفير الكتاب لكافة التلاميذ دون استثناء مع أهمية توزيع منحة ال3 آلاف دينار على مستحقيها. وسيضطر، المديرون على عقد لجان “استثنائية” في هذا الدخول لإعادة إدماج أكبر عدد ممكن من التلاميذ الراسبين في امتحان شهادة البكالوريا بمؤسساتهم التربوية، من خلال الترخيص بتسجيلهم كنظاميين، خاصة وأن عددهم على المستوى الوطني قد فاق 300 ألف راسب بنسبة41 بالمائة. بالمقابل ستواجه مديريات التربية مشكل “الغيابات” وسط التلاميذ في اليوم الأول من الدخول المدرسي الذين يتزامن وعطلة نهاية الأسبوع، حيث توقع مفتشو التربية تسجيل نسبة 50 بالمائة غيابا وسط التلاميذ. وعلمت “الشروق”، أن مفتشي التربية الوطنية للإدارة، ناقشوا أمس خلال اللقاء الذي نظم الثلاثاء عشية الدخول، المطلب الذي رفعه أولياء التلاميذ والمتعلق بضرورة عقد لجان طعن لإعادة النظر في توجيه تلاميذ السنة أولى ثانوي، على اعتبار أنه تم إبلاغهم بقرارات التوجيه في 28 أوت الجاري.